وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تهنئة إلى الأمة العربية والإسلامية بمناسبة ليلة القدر، داعيا لاستلهام روح هذا الشهر الكريم كما أرادنا الله تبارك وتعالى أمة القيم ومكارم الاخلاق.
الخطاب الديني المستنير
ولفت الرئيس خلال كلمته باحتفالية ليلة القدر إلى أهمية الحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف، داعيا إلى مواصلة الجهود الجادة لنشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإعمال العقل في فهم النص بما يسهم في عمارة هذا الكون.
وشدد على أن الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف، وعلينا مواصلة الجهد لنشر صحيح الفكر والحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشيء والشباب.
فيما قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، إن الله تبارك وتعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم، ورأينا حتى الأعداء يشهدون للقرآن فقال أحدهم قديما، وسمعه الجن فانطلق في الآفاق يقول إنا سمعنا قرآنا عجبا، وسمعه مستشرقا فآمن به وبمن أنزله ومن أنزل عليه.
وتابع: كان جديرا بنا أن نلتقي في هذه الليلة العظيمة مع قائد مسيرتنا، منشدا أبيات شعر منها :"لمصر في عهدكم عزم وإصرار ألا يبيت بها عنف ولا عار".
من جانبه، بعث الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، برسالة تحية وتقدير إلى الشعب الفلسطيني على صموده وكفاحه ونضاله من أجل قضيته، وذلك ضمن احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر والمنعقدة الآن بمركز المنارة للمؤتمرات.
وقال شيخ الأزهر إن القرآن أخبر بغيوب قديمة ومستقبلية، فتلاها النبي وكأنه يراها رأي العين من النوع الأول قصص الانبياء وأخبار الأمم السابقة وقراهم وما حدث لمريم عليها السلام وابنها وفي شأن موسى.
ولفت إلى غيوب المستقبل مصير أبو لهب وبشارة القرآن الكريم بأنه وامرأته من أهل النار وسيخسران ما جمعا في الدنيا من مال وسلطان، وأيضا إخبار القرآن بغلبة الروم على يد الفرس ثم عودتهم كأهل كتاب مرة أخرى وتحقيق النصر في بضع سنين وتحديدا في سبع سنوات فكان هذا سبب في دخول كثيرين في الاسلام.
وشدد على أن القرآن لن ينال منه عبث الصغار أو أحزاب التطرف وغيرهم فالله تعالى من تكفل بحفظه، لافتاً إلى أن أمة القرآن الكريم فتحت أبواب التقدم والنور للعالم أجمع إذ لم تمضي سنوات قلائل على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى انهارت أعتى إمبراطوريات العالم القديم وصارت أرضهما ذلك لأن هذه الفتوحات لم تكن استعمارية ولم تكن من قبيل السيطرة على الشعوب بل كانت فيض من عدل وحرية ومساواة وكان من المنطق أن يقف المؤرخون موقف المندهش منها.
ولفت شيخ الأزهر إلى أن المسلمين لم يعتدوا على أحد وإذا اضطروا لحمل السلاح في رد العدوان فلا مفر أمامهم كمضطرين، لافتا إلى أن القرآن الكريم وما تضمنه من عدل ومساواة وحرية الاعتقاد التي توجت بحق الإيمان والكفر وإحلال التعايش بديلاً للحروب هو السر في استقبال الشعوب للفتح الإسلامي حسبما وصف المؤرخون والمستشرقون وفطنوا، فكان القرآن الباعث الأوحد لحضارة الاسلام ولا بديل عن المسلمين اليوم من استلهام هذا القرآن.
واستعرضت وزارة الأوقاف خلال احتفالية ليلة القدر المنعقدة الآن بمركز المنارة للمؤتمرات في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فيلما تسجيليا بعنوان “الأمة القرآنية”، يبرز دور الدولة المصرية في خدمة القرآن الكريم كبلد القرآن وواحة الأمن والأمان.
وقد أهدى الدكتور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية نسخة من كتاب الله تبارك وتعالى في مستهل احتفال الوزارة بـ ليلة القدر.