في ظل العصر الحديث والتغيرات السريعة في المجتمع، قد يتأثر الطلاب بما يشاهدونه من العالم الغربي، ولكن لا يجب تركهم مطلقاً بدون تعليم أو توجيه، حتى لا يكتسبوا صفات تختلف عن دينهم ومجتمعهم، ومبادئهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، لذلك من دور الآباء والمعلمين أن يغرسوا القيم الأخلاقية بداخل الأطفال والطلاب في المدارس.
أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن نظام المدرسة التعليمي ومحتوى المنهج الدراسي والأنشطة وطاقم المعلمين، لهم أثر كبير في أفكار الطلاب ونمو عقلهم وتكوين الجانب السلوكي لديهم، لأن كل هذه العوامل تجتمع داخل المدرسة حتى تقوم بترسيخ المبادئ والأخلاق بداخل الطلاب كما أنها تساعدهم في بناء شخصيتهم.
وأوضح رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن يبدأ ترسيخ القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب من البيت، حيث أن التربية من الوالدين هي الجزء الهام والأساسي، والمؤثر في الأبناء، ويعد دور المعلمين والمدرسة دورا تكميليا لما يرسخه الآباء في نفوس أبنائهم.
وأضاف الخبير التربوي، أن احترام الاخر من أهم الصفات التي يجب تعليمها للأبناء لأنها السبب في نجاح أي علاقة في الحياة فعندما يقوم الآباء بحث الأبناء على التعامل باحترام مع المعلمين والأصدقاء، فيصب ذلك في المصلحة العامة للمجتمع.
وشدد رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، علي ضرورة تشجيع الطلاب على تكوين صداقات بين زملائهم، لكن مع الحرص على مراقبتهم حتى نثق في اختياراتهم، فنتأكد أن شخصيتهم أصبحت مثقلة بالثقة في التعامل مع الغرباء.
وأشار الخبير التربوي إلى أن معظم الطلاب يميلوا لأسلوب النقاش وتبادل الأفكار عند عرض النصائح من المعلمين وينفروا من أسلوب الأمر والهجوم عليهم بسبب تصرفاتهم الخاطئة لذلك عند النقاش يتم عرض النصيحة بشكل لطيف، مما يرسخ في أنفسهم تقبل النقد وقبول النصيحة من الآخرين.
وتعد القيم الأخلاقية من أهم مجالات القيم، لما لها من دور بارز في تحديد معالم الشخصية، كيف لا وقدوتنا في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم معلم الأخلاق الأول القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد أثنى عليه ربه بقوله سبحانه ( وإنك لعلى خلق عظيم ).