خبراء التعليم:
-روشتة طلابية لمحاربة المفاهيم غير السوية بالمدارس
-يجب وضع خطط لغرس القيم الأخلاقية بداخل الأطفال والطلاب
-كيفية ترسيخ القيم ومحاربة الأفكار الهدامة لطلاب الجامعات
-تسليح الطالب بالوعي والثقافة لمواجهات التداعيات المستمرة والاحداث
في ظل العصر الحديث والتغيرات السريعة في المجتمع، قد يتأثر الطلاب بما يشاهدونه من العالم الغربي، ولكن لا يجب تركهم مطلقاً بدون تعليم أو توجيه، حتى لا يكتسبوا صفات تختلف عن دينهم ومجتمعهم، ومبادئهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، لذلك من دور الآباء والمعلمين أن يغرسوا القيم الأخلاقية بداخل الأطفال والطلاب في المدارس.
أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن المدارس يجب أن تعمل على تنفيذ الخطط التنفيذية لوزارة التربية والتعليم حول نشر الأفكار الصحيحة ومواجهة الأثار السلبية للفكر المتطرف، مشيرا إلى أنه يتم تنفيذ هذه الخطط من خلال الأنشطة الطلابية والمناهج.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" مدى أهمية تنمية الفكر والثقافة ودور المدرسة في محاربة القيم السلبية بالمجتمع، وخطورة تلك الأفكار السلبية على تقدم ونهضة الدول، وزيادة وعي الطلاب وثقل الملكات الشخصية لهم والارتقاء بأفكارهم.
وأعلن الخبير التربوي، أن لكل فرد في المجتمع دور هام في محاربة الأفكار والقيم الغير صحيحة، مشيراً إلى مدى أهمية محاربة القيم والمفاهيم المتطرفة وأثرها الخطير في إعاقة نهضة وتقدم الدول، ثم تطرق إلى دور الدولة في محاربة العنف والجهل والأمية كأحد أدوات مواجهة كافة الأفكار والمفاهيم والقيم الغير سوية.
وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن المدرسة بإعتبارها مؤسسة تربوية إجتماعية متخصصة يمكن لها أن تعالج انحرافات الشباب في سن المراهقة ، من خلال غرس القيم الأخلاقية والدينية لدى هؤلاء الشباب، وحثهم على ضرورة التحلي بالأخلاق والقيم الدينية الإسلامية المعتدلة .
كما توجه الدكتور حسن شحاتة، بالنصح والإرشاد لجميع الطلاب بعدم الانصياع وراء الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يجانبها الصواب وتحري الدقة وصحة المعلومة قبل الاعتماد عليها في بناء الرأي، مضيفًا بعدم الانسياق وراء الأفكار المغلوطة التي نشاهدها في وسائل الاعلام المختلفة وبالمسلسلات التي تعمل علي انخفاض معدل القيم الإنسانيةوالتي تتنافى مع المعتقدات الدينية السمحة والموروثات الثقافية والمجتمعية الأصيلة للشعب المصري.
ولفت الخبير التربوي، إلى أن للإعلام دور هام في تثقيف الأفراد وتجاوز تأثير اختلاف الثقافات الفرعية التي ينتمون إليها، كما يسهم بعض ما تتيحه من أفكار ومفاهيم في توفير بؤرة ثقافية مشتركة يمكنها أن تساهم في ضبط سلوكيات الأفراد وتوجيهها نحو تحقيق أهداف المجتمع.
وتابع: ولكن في العصر الراهن أصبحت وسائل الإعلام من مؤسسات التربية التي من غير الممكن ضبطها وتوجيهها ذلك لأن غالبية هذه الوسائل تنقل ثقافات من خارج المجتمع، كما يسعى عدد كبير منها لتحقيق أهداف ومصالح خاصة لأفراد ومؤسسات لا تعير اهتماماً لمختلف المعايير والقيم الأخلاقية التي تميز المعتقدات الدينية السمحة للشعب المصري.
حيث تعمد وسائل الإعلام إلى إبراز جوانب من الواقع وإغفال أخرى، بحيث يبدو أن ما يظهر فيها معبراً عن الحقيقة وواقع الحياة والمجتمع، كما تحدد الصورة النمطية للمواقف والأشخاص، والأدوار، وقد تكون الصورة مثالية غير واقعية أو فيها تضخيم لأحداث، أو تقليل من شأنها.
ومن جانبها أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، أن الدولة المصرية تسعيلمحاربة المفاهيم والأفكار غير السوية التي تتنافى مع المُعتقدات الدينية السمِحة والموروثات الثقافية والمجتمعية الأصيلة للشعب المصري، والحفاظ على وعي الطلاب وتوعيتهم بالتحديات الحالية، وتعزيز قيم المواطنة، والوسطية والاعتدال، وتحصينهم من أية محاولات للعبث بعقولهم من أي فكر متطرف.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، أن الجامعة تزيد من وعي الطلاب بالتحديات الراهنة، وتسليح الطالب بالوعي والثقافة لمواجهات التداعيات المستمرة والاحداث التي يمر بها العالم، من خلال عقد الندوات وورش العمل.
ولفتت الدكتورة سامية خضر، إلى ضرورة تصدى الشباب للشائعات واقتلاع جذورها والعمل على نشر روح الانتماء للوطن، حيث أن الشباب هم قادة المستقبل وليكون لهم القدرة على التأثير في الأخرين، لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الجمهورية الجديدة.
وأضافت الخبيرة التربوية، أن القيادة السياسية تعمل بكل اخلاص من اجل حياة كريمة وصون حقق المواطنين وحرياتهم وإنقاذ الشعب المصري من مخططات الفوضى والتطرف والإرهاب حفاظا على الامن القومي المصري ، واتخذت القيادة السياسية على عاتقها مهمة تمكين الشباب سياسيا واقتصاديا وتنفيذيا في كل المجالات وتعمل كافة مؤسسات الدولة على بنا الوعي كي يستطيع الشباب مواجهة التحديات الراهنة على ان يكون للشباب دور في اتخاذ القرار ومواجهة الفوضى والتطرف والإرهاب.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أنه كان لابد أن يكون للجامعة دورا في تنفيذ العديد من الأنشطة والفاعليات التي تهدف الى نشر الفكر المستنير ونبذ التطرف، كي يتحقق الاستقرار وينعم الجميع بالنتائج الإيجابية للتنمية في كل المجالات، وترسخ القيم الإنسانية والرجوع إلى توجيهات الدولة المصرية في نشر ثقافة السلام والبناء والتنمية.
وطالبت الخبيرة التربوية، بضرورة عمل دورات تدريبية ومحاضرات لمحاربة الأفكار المغلوطة، فى إطار خطة الدولة المصرية في تأهيل الكوادر الشبابية بالجامعات والمعاهد المصرية، بالوعي الحقيقى بكافة قضايا الوطن، ومحاربة المفاهيم والأفكار غير السوية والتي تتنافى مع المعتقدات الدينية السمحة والموروثات الثقافية والمجتمعية الأصيلة للشعب المصري
كما توجهت بالنصح والإرشاد لجميع الطلاب بعدم الانصياع وراء الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يجانبها الصواب وتحري الدقة وصحة المعلومة قبل الاعتماد عليها في بناء الرأي.
ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن نظام المدرسة التعليمي ومحتوى المنهج الدراسي والأنشطة وطاقم المعلمين، لهم أثر كبير في أفكار الطلاب ونمو عقلهم وتكوين الجانب السلوكي لديهم، لأن كل هذه العوامل تجتمع داخل المدرسة حتى تقوم بترسيخ المبادئ والأخلاق بداخل الطلاب كما أنها تساعدهم في بناء شخصيتهم.
وأوضح رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن يبدأ ترسيخ القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب من البيت، حيث أن التربية من الوالدين هي الجزء الهام والأساسي، والمؤثر في الأبناء، ويعد دور المعلمين والمدرسة دور تكميلي لما يرسخه الآباء في نفوس أبنائهم.
وأضاف الخبير التربوي، أن احترام الاخر من أهم الصفات التي يجب تعليمها للأبناء لأنها السبب في نجاح أي علاقة في الحياة فعندما يقوم الآباء بحث الأبناء على التعامل باحترام مع المعلمين والأصدقاء، فيصب ذلك في المصلحة العامة للمجتمع.
وشدد رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، علي ضرورة تشجيع الطلاب على تكوين صداقات بين زملائهم، لكن مع الحرص على مراقبتهم حتى نثق في اختياراتهم، فنتأكد أن شخصيتهم أصبحت مثقلة بالثقة في التعامل مع الغرباء.
وأشار الخبير التربوي إلى أن معظم الطلاب يميلوا لأسلوب النقاش وتبادل الأفكار عند عرض النصائح من المعلمين وينفروا من أسلوب الأمر والهجوم عليهم بسبب تصرفاتهم الخاطئة لذلك عند النقاش يتم عرض النصيحة بشكل لطيف، مما يرسخ في أنفسهم تقبل النقد وقبول النصيحة من الآخرين.
وتعد القيم الأخلاقية من أهم مجالات القيم، لما لها من دور بارز في تحديد معالم الشخصية، كيف لا وقدوتنا في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم معلم الأخلاق الأول القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد أثنى عليه ربه بقوله سبحانه ( وإنك لعلى خلق عظيم ).