حذر خبراء للصحة من أن العشرات من حالات التهاب الكبد الغامضة التي تم رصدها لدى الأطفال يمكن أن تكون مجرد "غيض من فيض" وسط مخاوف متزايدة بشأن تفشي المرض العالمي الغامض.
وأصيب ما يقرب من 170 شابا صغيرا بالمرض في جميع أنحاء العالم منذ اكتشاف أول حالة في اسكتلندا نهاية مارس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وقد توفي أحدهم واحتاج 17 شخصا إلى عمليات زرع كبد.
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يخشى كبار العلماء من أن تكون الحصيلة الحقيقية في الواقع أعلى، لأن العديد من الآباء قد يتجاهلون علامات التحذير.
تم رصد اليرقان - اصفرار الجلد أو العينين، وهو علامة منبهة لأمراض الكبد - في أقل من نصف الأطفال المرضى. الأعراض الأخرى، مثل الغثيان والإسهال والخمول وآلام المعدة عادة ما تعزى إلى أمراض أخرى، مثل التسمم الغذائي أو نوروفيروس.
وقال البروفيسور سايمون تايلور روبنسون، طبيب الكبد من "إمبريال كوليدج لندن، لموقع 'ميل أونلاين': "أعتقد أن هناك المزيد من الحالات هناك. [17 عملية زرع] هو عدد كبير جدا لعدد الحالات التي رصدناها".
وأوضح:"أتخيل أن هناك حالات أكثر مما تم الإبلاغ عنه - لكن من المرجح أن تكون أقل حدة'".
وردا على سؤال عما إذا كان هذا يمكن أن يكون غيضا من فيض، قال البروفيسور تايلور روبنسون:"أعتقد ذلك نعم".
ورصدت 12 دولة حالات إصابة بالتهاب الكبد مجهول المصدر، حيث من المعروف أن 114 طفلا بريطانيا و11 أمريكيا أصيبوا بالمرض.
يعتقد مدراء الصحة أن المرض قد يكون ناجما عن فيروس غدي - عادة ما يكون مسؤولا عن الشم. ويقول الخبراء إن عمليات الإغلاق ربما أضعفت مناعة الأطفال وتركتهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، أو قد تكون نسخة متحورة.
ولا تزال التحقيقات جارية، لكن المسؤولين لم يستبعدوا بعد إلقاء اللوم على متغير جديد من فيروس كورونا واحتمالية وجود نظرية أخرى هي أن الأطفال ربما كانوا يقاتلون الفيروس الغدي في نفس الوقت مع كورونا.
استبعد مسؤولو الصحة في بريطانيا لقاح فيروس كورونا كسبب محتمل ، حيث لم يتم تطعيم أي من الأطفال البريطانيين المرضى بسبب صغر سنهم. ولم يتم الكشف عن أي من الحالات في الولايات المتحدة أيضا.
وقال البروفيسور تايلور روبنسون:"أعتقد أنه من المحتمل أن يكون لدى الأطفال الذين يختلطون في رياض الأطفال والمدارس مناعة أقل ضد الفيروسات الغدية الموسمية مقارنة بالسنوات السابقة بسبب القيود" التي فرضتها الحكومات بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
وتابع:"هذا يعني أنهم قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الكبد لأن استجابتهم المناعية أضعف للفيروس".
وقال إن الأطفال أقل عرضة للشكوى من الأعراض من البالغين - وحث الآباء على أن يكونوا في حالة تأهب للمشاكل المبكرة بما في ذلك آلام المعدة واصفرار العينين.
لكنه أضاف أنه لا يوجد سبب للذعر لأنه في '99 %' من الحالات يكون الكبد قادرا على التجدد وفرص الحاجة إلى عملية زرع أو الموت بسبب الحالة منخفضة.
وقال البروفيسور ألاستير ساتكليف، طبيب الأطفال في جامعة كوليدج لندن، إن الحالات المتزايدة هي "وضع مقلق ومحبط للعائلات" ولكن يجب على الآباء ألا يخافوا.
وأضاف:"ما يجب على العائلات مراعاته هو أنه إذا أصيب طفلهم باليرقان بعد الأشهر القليلة الأولى من الحياة، فإنهم يحتاجون إلى عناية طبية بسرعة".
وشدد على أن الأمر ذاته:"ينطبق على أي طفل يصاب باليرقان بعد الأشهر القليلة الأولى من الحياة، لذا فهي ليست نصيحة جديدة".
وأكمل:"مع وفاة واحدة وعدم وجود سبب معروف، يجب أن تستمر الحياة كما كانت من قبل. لا شيء مخيف أكثر من الخوف نفسه".