فرضت التغيرات المناخية وتأثيراتها على مناحي الحياة وكذلك الأزمة الأوكرانية، تحديات جديد على دول العالم أهمها إنهاء عصر هيمنة النفط والغاز والبحث عن بدائل جديدة ونظيفة للوقود الاحفوري.
عصر البدائل النظيفة للطاقة
مصر كانت أولى الدول التي بحث عن البدائل الجديدة والنظيفة للوقود الاحفوري ومنها الوقود الأخضر.
واتجهت طموحات الدولة إلى عصر الطاقة النظيفة، الذي تأخرنا عنه كثيرا ومن بين تطبيقاته الهيدروجين الأخضر، وتنفيذا لطموحات القيادة السياسية بدأت الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة باتخاذ خطوات جادة لتعظيم الاستفادة من الهيدروجين الأخضر.
واستكمالا لجهود الدولة في تحفيز الشركات العالمية والعربية والمحلية على الدخول في مجال الاستثمارات الخاصة بـ مشروعات الطاقة الخضراء في مصر.
شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، توقيع مذكرتي تفاهم جديدتين بشأن التعاون في تطوير محطات لـ إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط.
وتعتبر كلا من الشركتين "مصدر" و "حسن علام للمرافق" ستشكلان ائتلاف استراتيجي يطمح لتطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، على مراحل مختلفة تمتد حتى عام 2030، لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 جيجاواط.
وستساهم الاتفاقيات في توطيد الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات ومصر في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، وتتماشى مع أجندة خفض الانبعاثات الكربونية، خصوصاً في ضوء تحضير البلدين لاستضافة مؤتمري (كوب 27) و(كوب 28).
ومن ناحية أخرى، عبر رئيس الوزراء،عن سعادته بهذا التوقيع مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقوية وتوطيد علاقات التعاون مع دولة الإمارات الشقيقة في مختلف القطاعات، بما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.
هل يحل مقام الغاز الطبيعي؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور ماهر عزيز استشاري المناخ والخبير البيئي، إن مصر تهتم الآن بالدخول بقوة لعصر جديد يسمى "عصر البدائل النظيفة للطاقة"، ويقف على رأسها الهيدروجين الأخضر، فهو طاقة المستقبل.
وأضاف عزيز - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الهيدروجين في الأساس يحمل طاقة، وهو أحد المصادر الرئيسية لبدائل الطاقة في المستقبل، ولا بد من الدخول بجدية كاملة في إنتاج الهيدروجين الأخضر منذ الآن.
ولفت: ينتج الهيدروجين الأخضر عن تحليل الماء إلى عنصريه الهيدروجين والأكسجين، ومن هنا يؤخذ الهيدروجين ويعبأ في أنابيب بطريقة معينة، وله عوامل أمان رئيسية، يتم أخذها في الإعتبار في تصنيعه، بشرط أن يستطيع أن يحل مقام الغاز الطبيعي.
وأشار عزيز: بعد التغيرات المناخية والحرب في أوكرانيا اتضح للعالم كله أن عصر هيمنة النفط والغاز يجب أن ينتهي سريعا، وهو بالفعل في طريقه للانتهاء، لأن مخزونات الوقود الاحفوري، خاصة النفط والغاز أوشكت على الاختفاء، وخلال 40 عاما لن يجد العالم نفط أو غاز طبيعي.
وأكد عزيز : "لا بد من بديل للنفط والغاز الطبيعي، يتم بدء عصره الآن، حتى عند اللحظة التي لا يكون فيها وقود أحفوري يكون هناك نضج كبير في استخدام الهيدروجين الأخضر، على مستوى العالم".
وأردف: "مصر اليوم تستعد بشكل كبير في الدخول لعصر الطاقة البديلة النظيفة حتى لا تتعرض يوما لأزمة وتؤمن الطاقة للأجيال القادمة"، مضيفا أن "إحدى مميزات الهيدروجين الأخضر، أنه لا يصدر عنه غازات احتباس حراري إطلاقا، وبالتالي هو صديق للمناخ، مما تجعل الحصول عليه أمرا في غاية الأهمية، لمقاومة التغييرات المناخية".
وسبق وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا لمتابعة موقف مشروعات الهيدروجين الأخضر، وعدد من مذكرات التفاهم التي تم توقيعها مع الشركات الأجنبية.
اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين
كما أن هناك توجيها من الرئيس السيسي، بسرعة العمل على تفعيل مذكرات التفاهم التي تم توقيعها في مجال إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، وتشغيل هذه المشروعات.
كما أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، والتوقيع علي اتفاقية التطوير المشترك لمشروع إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات، في المنطقة الصناعية بالعين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وتوقيع اتفاقية الشروط الرئيسية لعقد شراء الهيدروجين، بين كل من: "صندوق مصر السيادي"، وشركة "سكاتك النرويجية" للطاقة المتجددة، وشركة "أوراسكوم للإنشاء" وشركة "فيرتيجلوب".
توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وشركة "ميرسك العالمية"؛ لإقامة مشروع لإنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن والوصول لانبعاثات كربونية صفر.
والجدير بالذكر، أن الدولة تسارع الخطى في تبني الخطط والمقترحات التي من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك إقرار حوافز إضافية للاستثمار في هذا المجال.
وما تقوم به من جهود لتحديث "استراتيجية الطاقة" لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، بما يدعم استراتيجيتها الطموحة لتصبح مركزاً إقليماً للطاقة الجديدة والمتجددة، واستراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030.