الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا.. ماذا ينتظر ماكرون بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية؟

فرنسا .. ماذا ينتظر
فرنسا .. ماذا ينتظر ماكرون بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية؟

أعادت فرنسا انتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية، بعد حصوله على 58.55% من الأصوات بجولة الإعادة، مقابل 41.45% لمنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وحقق ماكرون إنجازا تاريخيا، إذ أنه أول رئيس فرنسي ينتخب لولاية ثانية منذ عقدين، لكن النتيجة تعد أيضا النسبة ة الأفضل لليمين المتطرف في فرنسا منذ 1958.

وأقر ماكرون بعدم رضاه عن فرترته الأولى، معترفا بأن العديد من الفرنسيين صوتوا لصالحه فقط لمنع اليمين المتطرف من الوصول للحكم وليس لدعم برنامجه.

ما الذي ينتظر ماكرون؟

اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الجزء الأصبع بالنسبة لماكرون يبدأ الآن،خاصة أن معدل الامتناع عن التصويت وصل إلى معدل قياسي بلغ نحو 28%، ما يعني أن المرشحين كانا متقاربين أكثر من أي وقت مضى.

وعلى الرئيس الفرنسي أن يستعد للانتخابات التشريعية المقرر لها في يونيو المقبل، حيث يحدد الاقتراع  تركيبة الحكومة التي سيُجبر ماكرون على الاعتماد عليها في خططه الإصلاحية.

فيما تتعهد مارين لوبان ببذل قصارى جهدها للفوز بمعارضة قوية لماكرون بالبرلمان الفرنسي.

كما يسعى  جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" مرشح اليسار بالجولة الأولى للانتخابات، لأن يصبح رئيس الحكومة القادمة عبر تحقيق فوز بالانتخابات التشريعية.

وقال عقب فوز ماكرون، إن الخطوة المتمثلة في إزاحة اليمين المتطرف عن الرئاسة تحققت، بنجاح وما يتبقى الآن هو هزيمة ماكرون في البرلمان.

وكان ميلانشون دعا أنصاره للتصويت لماكرون، حيث توجه عدد من الناخبين اليساريين إلى مراكز الاقتراع فقط لوقف لوبان، وأعرب بعضهم عن انزعاجه من التصويت "شبه الإجباري" لماكرون.

وحال فوز حلفاء ماكرون بالأغلبية البرلمانية أو التوصل لائتلاف حكومي منحاز له، فسيصطدم الئريس بالمواطنين الرافضين لخططه الاقتصادية، لا سيما إصلاح نظام التقاعد الذي سيرفع الحد الأدنى للسن تدريجيا من 62 إلى 65 عاما.

لكن ماكرون تعهد بـ"تجديد أسلوبه" لكي يكون "رئيساً للجميع"، مشيرا إلى "تغييرات عميقة" يعتزم تنفيذها، وأن هذه الحقبة الجديدة "لن تكون استمراراً للسنوات الخمس المنقضية".

وأشارت "لوموند" إلى أن ماكرون وصل للإليزيه مرة أخرى ليس بسبب وعوده ودعم الناخبين، وإنما نتيجة تخبط الأصوات والبحث  عن الاستقرار ورفض اليمين المتطرف.

وحدد ماكرون مشاريع ذات أولوية في الفترة المقبلة، بينها معالجة مسألة القدرة الشرائية، التي مثلت أحد أبرز ملفات الحملة الانتخابية، وإصلاح رواتب التقاعد، فضلا عن ارتفاع فاتورة الطاقة، وأزمات المدارس والصحة.

وقد يواجه الرئيس الفرنسي استياءً اجتماعيا ضخما، إذا حاول تنفيذ إصلاحات حساسة، مثلما حدث مع رواتب التقاعد، خاصة أن فرنسا باتت اليوم أكثر انقساما، وأن ماكرون لم يعد وافدا واعدا يتوق إلى تغيير فرنسا".

ويرى محللون أن ولاية ماكرون الثانية ستكون عاصفة أكثر من الأولى، خاصة أن حزبه قد يقفد الأغلبية في البرلمان، مع احتمالات صعود أحزاب اليسار واليمين المتطرف.

ويتمثل التحدي الأكبر في رأب صدع المجتمع الفرنسي، وحشد الدعم لخططه الإصلاحية، فضلا عن تحسين السياسات الاقتصادية.

كما يعد تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، أولوية بالنسبة للرئيس الفرنسي، ناهيك عن السيطرة على الهجرة غير الشرعية، ومحاولات تعزيز التعاون العسكري، وتطوير نموذج نمو اقتصادي أوروبي قائم على الاستثمار في التكنولوجيا.

وبينما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية، وقبل قمة متوقعة لحلف الناتو في يونيو، يصور ماكرون نفسه على أنه المدافع والضامن للقيم الغربية، حيث يرغب بشكل واضح في وضع بصمته على تشكيل الأحداث العالمية.

وفي هذا السياق، أشاد عدد من الزعماء الأوروبيين بفوز ماكرون، في وقت تلعب فيه باريس دورا رائدا في الجهود الدولية لمعاقبة روسيا على غزوها لأوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تعليقاً على فوز ماكرون: "الديمقراطية تفوز.. أوروبا تفوز"، بينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "معا سنجعل فرنسا وأوروبا تتقدمان".

كما نأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ماكرون على إعادة انتخابه، قائلا إن ماكرون "صديق حقيقي"، مضيفا "أتمنى أن يحقق إيمانويل ماكرون نجاحات جديدة لصالح الشعب الفرنسي.. أقدر دعم فرنسا وأنا مقتنع أننا نسير معا لتحقيق انتصارات مشتركة جديدة! لأوروبا قوية وموحدة!".

بدوره، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين نظيره الفرنسي، رغم التوترات الشديدة بين البلدين المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

وقال بوتين في رسالة عبر تليجرام أرسلها إلى ماكرون "أتمنى بصدق النجاح في نشاطكم العام.. وكذلك الصحة الجيدة".