EN
تحتفل مصر اليوم 25 أبريل، بالذكرى الـ 40 لـ تحرير سيناء، وهو اليوم من عام 1982، الذي استردت فيه مصر هذه البقعة الغالية من أرضها، بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي، وفقا لما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد، وهو استرداد كامل أرض سيناء، ما عدا مدينة طابا والتي تم استردادها لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989.
وتعمل الدولة المصرية جاهدة على تنمية سيناء، ومنذ تولى الرئيس السيسي الحكم، حمل على عاتقه مسئولية تطهير سيناء من الإرهاب، تمهيدا لتنميتها وتطويرها، ووضعها في المكانة التي تليق بتاريخها وما تمثله لـ مصر من أرض غالية،و بالفعل نجحت الدولة في تخليص سيناء من براثن الإرهاب وتنفيذ العديد من المشروعات لربطها بوطنها، وأطلقت مشروعات عملاقة باستثمارات بلغت أكثر من 700 مليار جنيه تم تنفيذ بعضها، وجاري تنفيذ البعض الآخر، لتنمية سيناء في 8 سنوات.
جهود تنمية سيناء
كما عملت الدولة على تنمية الاستثمارات والمقومات الصناعية والسياحية لجذب وتشجيع المستثمرين بسيناء ومدن القناة، وبلغ بلغ إجمالي الاستثمارات العامة الموجهة لسيناء ومدن القناة 45.1 مليار جنيه عام 2021/2022، مقارنة بـ 6.2 مليار جنيه عام 2013/2014، بنسبة زيادة 627.4%، وتم افتتاح 3 مراكز لخدمة المستثمرين بتكلفة 206.4 مليون جنيه لخدمة أكثر من 8800 شركة، فضلاً عن إطلاق 8 مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعي، بالإضافة إلى تمتع سيناء ومدن القناة بـ 275 فرصة استثمارية على الخريطة الاستثمارية، بالإضافة لمشروع قناة السويس الجديدة، الذي يبلغ إجمالي الطول الكلي له 72 كم، وبعمق 24 متراً، فيما يتراوح زمن عبور السفن المباشر ما بين 10 إلى 11 ساعة دون توقف بدلاً من 18 ساعة سابقاً، وارتفعت القدرة الاستيعابية للقناة إلى 97 سفينة في اليوم، مقارنة بنحو 77 سفينة في اليوم قبل افتتاح القناة الجديدة.
كما يتم تنفيذ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تبلغ مساحتها الإجمالية 460.6 كم2، وتضم 250 منشأة صناعية وخدمية في مجالات مختلفة، ويصل إجمالي تكلفة البنية التحتية والاستثمارات داخلها نحو 18 مليار دولار، في حين وفرت المشروعات المنفذة بالمنطقة 100 ألف فرصة عمل مباشرة، كما تم إنشاء مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة بمحافظة بورسعيد والذي يضم 118 وحدة، وتصل تكلفته إلى 403 ملايين جنيه، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع تصنيع وتعبئة الأسماك بالقنطرة شرق 2500 طن سنوياً.
التنمية الصناعية في سيناء
وتم إنشاء مصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر الذي بلغت تكلفته 727 مليون جنيه، بينما تم إنشاء المجمع الصناعي للرخام بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء بطاقة 3 ملايين م2 سنوياً، وبتكلفة بلغت 805 ملايين جنيه، فضلاً عن بلوغ الطاقة الإنتاجية لمصنع العريش 7 ملايين طن سنوياً، وأنشأت الدولة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في سيناء ومدن القناة، وتمويل 42.5 ألف مشروع من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بتكلفة نحو 1.8 مليار جنيه حتى فبراير 2022.
أيضا تم تمويل 5428 مشروعاً من المشروع القومي للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية "مشروعك" بتكلفة 749 مليون جنيه، حيث وفر 38.4 ألف فرصة عمل حتى نهاية فبراير 2022، وكذلك الموافقة على تمويل 788 مشروعاً من صندوق التنمية المحلية بإجمالي استثمارات يبلغ 5.5 مليون جنيه بشمال سيناء والإسماعيلية والسويس حتى منتصف أبريل 2022.
وبشأن جهود التنمية الزراعية بسيناء ومدن القناة، فقد شملت أبرز المشروعات الزراعية، مشروع تنمية سيناء حيث تصل المساحة الإجمالية له 1.1 مليون فدان منها 239 ألف فدان مساحة منزرعة حتى نهاية مارس 2022، كما تم إنشاء 18 تجمعاً زراعياً بإجمالي مستفيدين بلغ 2122 مستفيداً.
حياة كريمة تدخل سيناء
في هذا الصدد، قال الدكتور حسين حسان، خبير التطوير والتنمية المستدامة واستشاري المناطق غير الآمنة، إن سيناء ذات أهمية كبيرة جدا لمصر، فمن حيث المساحة تبلغ حوالي 61 ألف كم مربع، وعدد سكانها حوالي مليون 400 ألف، وبها مشروعات تضخ بحوالي 700 مليار جنيه وهي قيمة تساوي موازنة حياة كريمة التي تعمل على 4742 قرية وحوالي 31 ألف عزبة وكفر ونجع في مصر.
وأضاف حسان، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن شمال سيناء بها 6 مراكز بهم أكثر من 85 قرية وهذه القرى ضمن مشروع حياة كريمة وتم إنشاء مشروعات كبيرة داخل هذه القرى وربطها بالمدن والمحافظات الأخرى وتم إنشاء أكثر من 5 أنفاق في شمال وجنوب سيناء، موضحا أنه كل هذه المشروعات تسببت في تنموية كبيرة بفضل مشروعات ومن ضمنها المياه والشرب والصرف الصحي، ففي 2002 كان هناك مشكلة كبيرة في توافر مياه الشرب في أبو سجل فكان الناس في سيناء يعتمدون على المياه المعدنية، حتى فترة قريبة جدا ولكن اليوم هناك محطات كبيرة جدا في أبو سجل والعريش وأكثر من منطقة، وأيضا محطات خاصة بطاقة الرياح وتعد المحطات الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومتطورة تكنولوجيا، حيث تتوقف تلقائيا عند مرور الطيور المهاجرة حتى لا تحدث إصابات أو جروح للطيور.
إنشاء التجمعات السكانية والجامعات
وأكد حسان أن هناك تطوير كبير للبنية التحتية في سيناء وتم إنشاء مدن جديدة مثل مدينة سلام في شرق بورسعيد والتي تضم أكثر من 4400 ألف وحدة ومدينة، ومدينة رفح الجديدة التي تضم 11 ألف وحدة، ومدينة الإسماعيلية الجديدة التي تضم أكثر من 52 ألف وحدة فكل هذه المدن الجديدة تعد طفرة لسيناء منذ عام 2014، بالإضافة للموازنة الكبيرة التي حدثت في الإسكان ومراعاة الجانب البدوي الموجود في هذه المناطق حيث تم بناء أكثر من 5 ألاف بيت على الطراز البدوي للبدو الذين يعيشون في سيناء لأنهم تعودوا على مساحات معينة ومستوى ثقافي و معيشي معين.
وقال حسان إنه تم إنشاء 4 جامعات من بينهم جامعة الجلالة وجامعة الملك سلمان وإنشاء أكثر من 200 مدرسة في شمال وجنوب سيناء، أيضا إجمالي ماصرف لأجل تكافل وكرامة هناك أكثر من 150 مليون جنيه، وقال أن سيناء هي المحافظة الوحيدة في مصر التي حققت الاكتفاء الذاتي فهي نواة اقتصادية كبيرة جدا وهي الجزء الذي يربط مصر بقارة آسيا، وأن سيناء هي مطمع لكل دول العالم خاصة في هذه البقعة، فهي مقصد سياحي عالمي ومهد الأديان كلها فكل المؤرخين تحدثوا عن سيناء فهي تتميز بموقع استراتيجي وأيضا بها مطارات والمدينة الرياضية التي أنشئت في شرم الشيخ هي قلعة من قلاع الرياضة العالمية وليس في مصر فقط.
ولفت حسان إلى أن سيناء تتميز بأن بها كل أنواع السياحة العالمية سواء السياحة الدينية أو العلاجية والأثرية وتتميز بشبكات طرق أكثر من 2400 كيلومتر ومساحة شواطئها الكبيرة جدا، وأن الدولة شبه انتهت من فكرة تنمية سيناء بشكل كامل حيث اهتمت الدولة بسيناء بكافة مؤسساتها، حيث استصلحت الدولة أكثر من نصف مليون فدان في سيناء في أغلب الزراعات الموجودة، فهي تسمى مدينة الياسمين حيث بها أكثر من 40 نوع من الزهور والنباتات التي تشتهر بها سيناء فيها أكثر من 35 ألف فدان زيتون، ومن الممكن أن تكون سيناء تأثرت بعض الشيء بأشجار الزيتون في الحرب على الإرهاب ولكن مصر استطاعت تعويض هذا من خلال تشجيع زراعات الزيتون مرة أخرى وبدأت في الازدهار مرة أخرى.
تطوير البنية التحتية في سيناء
وقال حسان إن هناك تنمية في شبكات الكهرباء في سيناء حيث تم إنشاء محطات للكهرباء وعمل بنية تحتية على مستوى عالي في كل الأنحاء كما أنه تم تطبيق التنمية المستدامة في سيناء بشكل أكبر من أي محافظات أخرى على مستوى مصر، ويرى حسان أن سيناء يوما ستكون الأكثر جذبا للعمل بها عن أي محافظة أخرى بسبب الموارد الطبيعية الموجودة بها مثل المعادن الفوسفات والنحاس وأيضا المقاصد السياحية الموجودة بها والمناطق الصناعية التي أنشئت بها مما يساعد في زيادة موارد الدولة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الكثير من المحاصيل.
وأشار حسان إلى أن السدود والبحيرات الصناعية ومخرات السيول والهرابات الأرضية لحفظ المياه المهدورة الموجودة في سيناء، وقال أنه شيء جميل لحفظ المياه المهدرة واستخدامها في الزراعة، وأضاف أن وزارة الري تجاوزت أكثر من 500 مليون جنية لعمل إنشاءات وسد ومزارع بسيناء.
ووصف حسان شمال سيناء بأنها "سلة غذائية متكاملة" هامة لمصر بها العديد من المحاصيل الزراعية الهامة مثل الكنتالوب والبطيخ والزيتون والخوخ القمح والعديد من الزهور على مساحات كبيرة جدا وأنها تعد أيضا سلة استراتيجية لمصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأكد حسان أن مصر وضعت خطة استراتيجية لتغيير مستوى سيناء، فمساحة سيناء تعادل 9 مرات من مساحة دولة سنغافورة، وأن سيناء تعد 5 دول في دولة واحدة من حيث المساحة وهذا يتطلب جهود كبيرة جدا، كما تجاوزت الاستثمارات في سيناء 700 مليار جنيه مما يؤكد أن مستقبل سيناء الإقتصادي سيكون مزدهرا في الأيام القادمة من كافة الأنحاء نظرا للجهود التي تقوم بها الدولة في كافة الأنحاء.
وأعرب حسان عن شكره للقوات المسلحة ورجال الشرطة لحماية سيناء من الإرهاب وأيضا تقديم الشكر للقوانين التي وضعت للمحافظة على سيناء مثل قانون حق التملك للمصريين و الانتفاع للأجانب بحد أقصى 75 سنة فكل هذه القرارات كانت ومازالت تحمي سيناء من العديد من الأخطار.
واختتم حسان حديثه بأننا يجب أن نفخر بوجودنا على أرض سيناء، وأنه يجب توثيق ماتم عمله وتطويره في سيناء من مدارس ومستشفيات ومنشأت ومشروعات في المناهج التعليمية لتفخر به الأجيال القادمة.
