الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة القاهرة الثلاثية ..ماذا ناقش السيسي وعبد الله الثاني وبن زايد؟|خبراء يجيبون

الرئيس السيسي والشيخ
الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد وعبدالله الثاني

تجمع هموم الأمة العربية وقضاياها القيادة السياسة في مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والأشقاء في الأردن والإمارات، حيث يعمل القادة الثلاثة ليل نهار لحماية الأمة ودعم أمنها واستقرارها في خضم الأزمات التي تضرب العالم.

الزعماء الثلاثة
الزعماء الثلاثة

ضرورة تحقيق السلام بالقدس 

ويحمل القادة الثلاثة الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني والشيخ محمد بن زايد - على عاتهم حل أزمات وقضايا الأمة العربية ومنها القضية الأم للعرب كافة "القضية الفلسطينية"، إضافة إلى عدد من الملفات المشتركة.

واستقبل الرئيس السيسي، الأحد، في لقاء أخوي ودي بقصر الاتحادية كلا من ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبدالله الثاني، وولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأكد القادة في اللقاء الثلاثي الذي عقد في قصر الاتحادية، بحضور ولي العهد المملكة الأردنية الهاشمية، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، اعتزازهم بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بلدانهم.

وأكد الرئيس السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وولي عهد بو ظبي، محمد بن زايد، "أهمية احترام دور الوصاية الهاشمية في حماية الأماكن المقدسة بالقدس، وأهمية دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته".

وأكد القادة الثلاثة ضرورة وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام، وأهمية إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي، واعتبروا أن التحديات والأزمات الحالية، بطبيعتها المعقدة وتداعياتها العابرة للحدود، تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك، وتفعيل التعاون الإقليمي خصوصاً في أزمات الأمن الغذائي والطاقة.

وتناول اللقاء "آخر المستجدات العالمية والإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ شدد القادة على أن بلدانهم لن تدخر جهداً في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس، ووقف التصعيد بأشكاله كافة من أجل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية بدون معيقات أو مضايقات".

السيسي وبن زايد
السيسي وبن زايد

أهداف القمة الثلاثية بالقاهرة

وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، إن هناك عدة أهداف على هامش لقاء الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني والشيخ محمد بن زايد، ومنها: دعم الجانب الأردني في إقرار ولايته علي المقدسات الإسلامية والمسيحية بناء علي الاتفاق الثلاثي، وتنسيق المواقف العربية بين الأطراف الثلاثة التي تربطها علاقات مباشرة مع إسرائيل كآلية جديدة للتنسيق ينقصها السلطة الفلسطينية لطبيعة علاقتها الراهنة مع أبو ظبي.

وأضاف فهمي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه تم من خلال القمة نقل رسالة إلى الإدارة الأمريكية بقدرة الأطراف العربية للتعامل المباشر مع إسرائيل بدون الطرف الأمريكي الذي أرسل وفدا ضعيف المستوى وقليل الخبرة بملف الشرق الأوسط.

وأشار فهمي - إلى أنه يتم أيضا نقل رسالة إلى الجانب التركي بالحضور العربي المهم في ملف القدس خاصة وأن تركيا لها حضورها الكبير في مدينة القدس وتسعى لتوظيفه اقليميا ودوليا، معقبا: "ليس مستبعدا أن تجرى لقاءات أخرى تضم الأطراف المعنية بما فيها السلطة الفلسطينية ولن يمانع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مقابلة الرئيس محمود عباس أبو مازن في ظل مخاوف تفكك إئتلاف حكومته خلال الأسبوعين المقبلين، فالكنيست في إجازة والضغوط على القائمة العربية للخروج من الإئتلاف واردة".

ومن جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، جهاد الحرازين، إن اللقاء الذي جمع القادة الثلاثة واستضافه الرئيس السيسي، يأتي فى سياق حالة التنسيق والتشاور الدائم بين القادة وخاصة أن مصر "ذات الدور المحوري والريادي بالمنطقة وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية بالإضافة لدولة الإمارات العربية، التي تمثل العرب بمجلس الأمن الدولي".

وأكد الحرازين - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن اللقاء حاز على أهمية خاصة في ظل تطورات الأوضاع على الساحة العربية والدولية وبالخصوص ما يجري في المنطقة من أحداث متلاحقة متعلقة بالقضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية للعرب.

العاهل الأردني والأمير الحسن
العاهل الأردني والأمير الحسن

تداعيات عجلت بعقد القمة

ولفت الحرازين، أن الأحداث التي وقعت ولا زالت قائمة في مدينة القدس من اعتداءات وجرائم إسرائيلية وترتكب كل يوم ضد المواطنين الفلسطينيين وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية بالإضافة إلى عمليات القتل والإعدام بدم برد ومواصلة الاستيطان والقرصنة الإسرائيلية على الأموال الفلسطينية، وتنكر الحكومة الإسرائيلية للاتفاقيات الموقعة، ولكل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، وتنكرهم لعملية السلام والعودة للمفاوضات، قد تؤدي إلى انفجار المنطقة، لذلك جاء هذا اللقاء لوضع خطوات يتم العمل منها سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي وإيقاف هذه الأحداث المتلاحقة والمستمرة.

وأشار الحرازين: "هذا الأمر يوجب إيجاد أفق من عملية سلام تفضي إلى إنهاء الاحتلال والعودة لطاولة المفاوضات وفق أسس محددة وواضحة، تتمثل بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ووفق جدول زمني للخروج من هذه الدوامة المستمرة بشكل يومي".

وتابع الحرازين: "لما تتمتع به الدول الثلاث وقادتها من مكانة وعلاقات عمل ومعرفة بهذا الملف والقدرة على تحريك المياه الراكدة، خاصة مصر التي على اتصال دائم ومستمر بكافة الأطراف وكذلك الأردن، الذي له وصاية هاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس وله مكانته لدى المجتمع الدولي، ودولة الإمارات العضو العربي بمجلس الأمن، إضافة إلى قدرة الدول الثلاث على الاتصال مع دول العالم المؤثرة ومع دولة الاحتلال بما يمثل عاملا مهما بتنسيق الخطوات والمواقف لدى قادة الدول والتنسيق مع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن بما يمهد لتحرك عربي ودولي في هذا الملف الذي يمثل لب الصراع في المنطقة؛ لأن القضية ليست تنازع سكاني وإنما هي حقوق للشعب الفلسطينى بالحرية والاستقلال والأرض والمقدسات".

وواصل الحرازين: "هذا التحرك يتطلب جهدا عربيا مشتركا وتنسيق مواقف مع الدول العربية والمجتمع الدولى والدول ذات التاثير هذا من جانب بالإضافة إلى متابعة القضايا الدولية وخاصة الأزمة الروسية الأوكرانية وضرورة لعب دورا عربيا في هذه الأزمة في محاولة لتحقيق السلام والأمن الدوليين وكذلك التعاون والتنسيق الداخلي في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة والمواقف السياسية بما يؤمن حالة من الاستقرار للدول الثلاث ولكل دول المنطقة ولذلك ينظر إلى الدور المصري والدور الأردني بالفاعل والمؤثر لتماسهما المباشر مع القضية وكذلك دولة الإمارات العربية التي لها دورا على الصعيد الدولي وخاصة فى مجلس الأمن الدولي ونأمل أن نرى في القريب العاجل نتائج تتحقق على الأرض لهذه الجهود الكبيرة".

السيسي وبن زايد
السيسي وبن زايد

الضغط على الحكومة الإسرائيلية 

ولفت:"الجهود الكبيرة التي تبذل من القيادة المصرية والأردنية والإماراتية، تحتاج أيضا إلى ممارسة ضغط حقيقي على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها والتزامها بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية والموقعة والعودة لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية حتى يكون هناك استقرارا في المنطقة ويتم التفرغ للتنمية ومواجهة الأخطار المحدقة بالإنسانية، فلن يكون هناك استقرار يدون حل للقضية الفلسطينية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ودولته المستقلة وهي رؤية عبر عنها الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني في كافة المناسبات الدولية والإقليمية والمحلية".

واختتم: "من الوارد أن يتكرر سيناريو قمة النقب بصورة دورية في ظل حسابات مدروسة ومخطط لها بين القاهرة وعمان للضغط على تل ابيب ومحاولة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف التصعيد في القدس، ومنع تدهور المشهد في قطاع غزة".

ومن ناحية أخرى، قال البيت الأبيض، الأحد، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إجراءات لتهدئة التصعيد في القدس، وسط مخاوف من احتدام الأزمة على غرار جولة القتال الماضية بين غزة والاحتلال.

وأكد البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيزور دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر المقبلة، وذلك قبولا لدعوة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفتالي بينيت.

ومن جانبه أدان السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، الاعتداءات والممارسات الإجرامية وغير القانونية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، وعلى وجه الخصوص في المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض بشكل يومي لاقتحامات من قبل المستوطنين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

وتابع اللوح، أن ذلك يستهدف بشكل أساسي تنفيذ المخطط القديم الجديد المستمر وهو تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمنيًا ومكانيًا، مشددًا على أن "المساس بالمكانة التاريخية والقانونية لمدينة القدس مرفوض فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا".

جانب من القمة
جانب من القمة