هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها؟ سؤال محل بحث الكثيرين على مواقع الإنترنت، واختلف فيه العلماء على أقوال نبرزها في التقرير التالي، وليلة القدر تعدإحديليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفيها يُنزل الله مقادير الخلق إلى السماء الدنيا، فيُقدر الرزق ويُقضى الآجال، ويستجيب بها لدعاء عباده له -جل وعلا-، كما نزل بها القرآن الكريم، فهي ليلة مباركة وباقية إلى يوم القيامة.
هل نقوم ليلة القدر كاملة أم يكفي قيام بعضها؟
اختلف العلماء - رحمهم الله - : فقال بعض العلماء: إنه يقوم الليلة كاملة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخلت عليه العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وفي بعضها: «طوى فراشه» صلوات الله وسلامه عليه كناية عن اعتزال النساء، فقالوا لابد أن يصلي من العشاء إلى الفجر، يصلي ويذكر يكون في ذكر الله - تعالى - ولا يصدق عليه أنه قائم إلا إذا لم ينم، أما إذا نام فقد ضيّع، بقدر ما ينام من فضل القيام.
وقال بعض العلماء: لا بأس أن ينام بعض الليل، مادام أنه قد قام أغلبه؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما قام ليلة حتى أصبح» -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا يقولون: يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان يحي الليلة كاملة، ومن هنا رخصوا من كونه إذا تعب أو كذا أن يستجم بالنوم.
وذكر بعض العلماء: أنه لو نام اليسير، ثم قام فالأجر أعظم؛ لأنه في هذه الحالة يترك النوم ويرغب في العبادة، وهذا أصدق كما قال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» فيقولون: إنه إذا ذاق لذة النوم ثم صلى فهذا أبلغ اجتهادا من شخص يستمر في صلاته فإنه لا يصل إلى آخر الليل وهو منهك متعب.
فضائل ليلة القدر
ليلة يعمها الطمأنينة والسلام: قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن ليلة القدرليلة هادئة تعمها الطمأنينة والسلام، قال - تعالى-:« سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، وهي ليلة تشعر فيها بمعنونة كأنك في بحر من الأنوار.
وأضاف «جمعة» عبر فيديو مسجل له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» أن من علامات ليلة القدر أن مناخها يكون معتدل فلا يوصف بحرارة ولا برودة، ومنها أن الله يمنع الكلاب من النباح، والحمير من النهيق، بالرغم من كثرة ذلك خاصة في الأرياف والمزارع.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أننا نرى في صباح يومها الشمس كأنها غائمة من كثرة الملائكة التي تصعد في السماء، وضوئها يكون خافتة، وحرارتها تكون خفيفة، والسماء كأنه فيها غمام شفاف.
ولفت المفتي السابق أن علينا أن نفعل كل الأعمال الصالحة التي تقربنا من مولانا- عز وجل- فنقرأ القرآن ونكثر من الصلاة والتراويح والتهجد واخرج الصدقات وزكاة الفطر والمعونة بشكل عام للمحتاجين، وإزالة الشحناء والبغضاء والخصومات وبر الوالدين أحياء وأمواتا بفعل ما كانوا يحبون ووصل أقاربهم، وصلوا أرحامكم ولو عن طريق الهاتف.
أعمال ليلة القدر
1- خذ قسطًا من الراحة بعد الظهر لتنشط ليلًا.
2- لا تأكل كثيرًا حتى تستطيع القيام والطاعة.
3- أكثر من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.
4- احرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.
5- اقبل على الله بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله.
6- ابتعد عن المشاحة واعف عن كل من أخطأ في حقك.
7- لابد من العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة المباركة.
8- ركز على الكيفية، فليس من المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساه لاه.
9- الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.
10- كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك.
11- الإلحاح والإصرار على الدعاء، فإن الله يحب العبد الملح بالدعاء.
12- استغفر الله من كل ذنب ارتكبته، واسأله أن يعفو عنك.
13- أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه.
14- أكثر من دعاء النبي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"
15- الإكثار من طلب العتق من النار.
16- الدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال.
17- الدعاء بقول: "رب هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين".
18- الدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.
19- اقرأ ما تيسر من القرآن.
20- أكثر من الدعاء حال سجودك، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
21- أطل السجود وتضرعك لربك.
22-لا تضيع أية فرصة، واحذر من التقصير لحظة، فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
23-تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكل حاجزًا.
24-إحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجر، والملائكة في حالة صعود وهبوط.
25-لا تنس أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع، فالصدقة لها أجر عظيم.
26- اشكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة.