الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات الفرنسية|"سجينة الإليزيه" قد تسبب حربا أهلية..ماذا لو فازت لوبان على ماكرون؟

مارين لوبان
مارين لوبان

تجرى اليوم، الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، والتي انطلقت منذ الساعة الثامنة صباحا، في ظل توافد الفرنسيين على مراكز الاقتراع للمشاركة في الجولة الحاسمة بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وبين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.

إقبال أفضل في الجولة الثانية

48.7 مليون ناخب فرنسي، لديهم حق التصويت والاختيار بين ماكرون، وهو المرشح الأوفر حظا للفوز بولاية ثانية، ومارين لوبان مرشحة حزب التجمع الوطني اليمينية، في ظل تحذيرات من أن الإقبال المنخفض قد يؤثر على النتيجة لكلا الطرفين، لكن وزارة الداخلية الفرنسية أعلنت ظهر اليوم أن الانتخابات تشهد إقبالا أفضل من الجولة الأولى، فقد حققت الجولة الثانية إقبالا بنسبة 26.41%، حتى الآن بينما الجولة الأولى كانت قد حققت 25%.

ماكرون ولوبان

نقاط ضعف لوبان وحظوظ ماكرون

استطلاعات الرأي في الانتخابات الفرنسية، تشير إلى امتلاك إيمانويل ماكرون حظوظا أفضل للفوز بولاية ثانية، خاصة وأن مارين لوبان، لا تزال غير مقبولة بالنسبة لكثير من الناخبين، بالرغم من محاولاتها تحسين صورتها، ولكن يعيق جهودها عوامل كثيرة، مثل رأيها عن الإسلام والحجاب، وأيضا احتمال أنها تتفق مع سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبتعدة عن الحضن الأوروبي، وهو ما دفع قادة ألمانيا وأسبانيا والبرتغال لمطالبة الفرنسيين باختيار ماكرون، في أول تدخل من دول الاتحاد الأوروبي في الشؤون الداخلية لدولة بالاتحاد، رغم أن اللوائح تمنع ذلك.

ظهر الخوف الأكبر من صعود مرشحة اليمين المتطرف، عن حزب التجمع الوطني مارين لوبان، خلال المناظرة التي أجرتها مقابل ماكرون، فقد اتهمها بشكل مباشر بأنها قد تشعل حربا أهلية في فرنسا حال تم انتخابها رئيسا، ونفذت تعهدها بحظر الحجاب في الأماكن العامة، وقد أكدت خلال المناظرة تمسكها بفكرتها بشأن حظر الحجاب الإسلامي الذي تعتبره "زيا موحدا فرضه الإسلاميون"، موضحة أنها لا تحارب الإسلام.

ماكرون ولوبان

صعود لوبان ونشوب حرب أهلية

رد عليها ماكرون: "سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية. أقول ذلك بصدق، إنك تدفعين الملايين من مواطنينا إلى خارج الفضاء العام أون ذلك القانون سيكون قانون نبذ، وأن فرنسا بلد التنوير وستصبح أول دولة في العالم تحظر الرموز الدينية في الأماكن العامة، ما تقترحينه غير منطقي".

هذه ليست النقطة الوحيدة التي تثير الجدل بشأن لوبان، فهناك أيضا غموض حول موقفها من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعدما اتهمها ماكرون أيضا بأنها تحصل على قروض من بنوك روسية، وكانت قد ردت بأن المصارف الفرنسية رفضت إعطاءها القروض.

مارين لوبان

ماذا لو نجحت لوبان؟

التساؤل المثير للجدل، هو ماذا لو صعدت لوبان بالفعل إلى قصر الإليزيه، هذا التساؤل أجاب عنه المحلل السياسي التونسي المقيم في فرنسا، نزار الجليدي أنه بالرغم أنه من المستبعد صعود مارين لوبان إلى الرئاسة الفرنسية، ولكن في حال أصبحت هي ساكنة الإليزيه الجديدة، سوف تواجه ضغطا كبيرا، ستكون سجينة القصر، باعتبارها ستواجه كل القوى في الانتخابات التشريعية المقرر انعقادها يونيو المقبل، فسوف تتحرك كل القوى السياسية في الانتخابات التشريعية، وبالتالي لن تمتلك لوبان برلمانا قويا تحت يدها حتى تستطيع تشكيل حكومة تابعة لها.

لوبان سجينة قصر الإليزيه

وأوضح الجليدي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل قرارات سياسات فرنسا تنتج في مجلس النواب وليس قصر الإليزيه، وفي حال نجحت مارين لوبان، سيظل دورها الوحيد هو الدور الخطابي، وستكون سجينة الإليزيه دون زيارات رسمية أو استقبال رسمي من دول أوروبا، ولا تحريك أي من الملفات.

الانتخابات الفرنسية بين ماكرون ولوبان

وأشار الجليدي، إلى أن الملف الوحيد الذي قد تستطيع العمل عليه هو الملف الأمني باعتباره يقع تحت طائلة الرئيس، وفي كل الأحوال سترغم على التعامل مع البرلمان وحكومة هجينة ليست حكومتها.