يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي للكتاب، والذي قررت منظمة اليونسكو الاحتفاء به سنة 1995، إذ تقرّر أن تكون الاحتفالية في الـ23 من أبريل كل عام، تزامنًا مع ذكرى رحيل الأدباء العالميين الذين أثروا الفكر الإنساني، مثلوليم شكسبير، غارثيلاسو دي لا فيغا، وميغيل دي ثيربانتس، وضمن احتفالات منظمة اليونسكو بهذا اليوم، تقوم المنظمة بالتعاون مع منظمات دولية معنية بصناعة الكتب، باختيار مدينة كعاصمة دولية للكتاب وقد تم اختيار مدينةGuadalajara بالمكسيك كعاصمة للكتاب هذا العام.
الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد تحدث لـ"صدى البلد" وقال إنه تأثر خلال حياته بالكتب المقدسة كثيرًا، وخاصة القرآن الكريم “حفظت جزء عمّ في مرحلة مبكرة، وحصلت على جائزة مبكرة جدًا في حياتي من مديرية البحيرة قبل أن تصبح محافظة فيما بعد، وبعدها قرأت الكتب المقدسة الأخرى مثل التوراة والإنجيل، لكني اهتممت كثيرا بقصص القرآن الكريم، فهذه السور والآيات كنت أهتم بها منذ مرحلة مبكرة، وقد كونت رؤيتي للعالم ومهدت لي الطريق لكتابة القصص”.
الأدب السوفيتي
يضيف يوسف القعيد: من الأشياء التي شكلت وعيي بصورة كبيرة هي ألف ليلة وليلة، فهذه الليال مهمة جدا، وقد كنت أهتم بها منذ مرحلة مبكرة من حياتي، وقد كتبت وقتها لإحدى البرامج الإذاعية الذي كان اسمه "شهرزاد على المسرح المعاصر"، وكذلك تأثرت بالملاحم الشعبية بشكل غير عادي، أما بالنسبة للكتابات المعاصرة فقد قرأت لجمال الغيطاني صديقي، والذي نشرنا معا أعمالنا الأولى سويا، كما قرأت لنجيب محفوظ كروائي، ويوسف إدريس ككاتب للقصة القصيرة، وصلاح عبد الصبور كشاعر، ولويس عوض كناقد أدبي، فهؤلاء تأثرت بهم كثيرًا، إلى جانب قراءة المترجمات، وخاصة الأدب الروسي، ثم السوفيتي، الذي قرأته بعناية شديدة، فقد قرأت لدوستويفيسكي، تولوستوي، وتشيخوف، حتى إنني حين سافرت إلى الاتحاد السوفيتي بعد ذلك، حرصت لزيارة متاحف هؤلاء الكتاب.
ويستطرد القعيد: أنا لا أتصور بأي شكل من الأشكال وجود إنسان لا يقرأ، خاصة إذا ما كان كاتبًا، لأن القراءة تساعد على عملية الكتابة الجيدة ومن يتصور أنه يمكنه ألا يقرأ وأن يتفوق في الكتابة فهو واهم مهما فعل.
وينهي يوسف القعيد حديثه ويقول “خلال حياتي تأثرت بكثير من الكتّاب، خاصة صلاح عبد الصبور، والذي تأثرت بصدقه وإنسانيته، نتيجة قربي منه، وتأثرت بنهايته المفجعة، كما وتأثرت كذلك بإخلاص نجيب محفوظ للكتابة والقراءة، باعتبارها نمط حياة أو طريقة في الحياة العادية، وكذلك يوسف إدريس فقد عاش مخلصا طوال حياته”.