EN
بعد عامين من التوقف الذي فرضته كورونا على التجمعات فى كافة مجالات الحياة، عادت السهرات الرمضانية للكثير من الدواوين العائلية بمحافظة قنا ، بعد تخفيف إجراءات مواجهة كورونا، لتبهج العائلات والأسر التى حرمت من هذه العادة السنوية خلال ليالي شهر رمضان المبارك ، وتعيد إليهم روح رمضان المفقودة.
السهرات الرمضانية التى تحرص عليها الكثير من العائلات فى صعيد مصر، كانت ومازالت مصدراً للبهجة و التراحم والمودة بين الأهل والأصدقاء، كونها تزيد من فرص التواصل بينهم فى شهر رمضان، نتيجة الالتزام الأدبى من كل أسرة بفتح ديوانها لاستقبال الأهل و الضيوف و تجهيز ما لذ من الأطعمة والحلويات المتنوعة.
بجانب ما يحرص عليه الأهالى من تجهيز وجبات إفطار ومشروبات، تتنافس العائلات على إحضار قراء ومنشدين على قدر كبير من المهارة وحلاوة الصوت، حتى تضمن أن تكون ليالى سهرتها عامرة بالزوار و المحبين، الذين يجدون فى السهرات الرمضانية فرصة للاستمتاع بما تيسر من آيات القرآن الكريم والتواشيح الدينية التي يتبارى فيها المداحون.
تعد السهرات الرمضانية فى دواوين العائلات، المنافس الأهم للدراما الرمضانية، حيث تبدأ الليالى فيها قبل انطلاق آذان المغرب بدقائق لحضور الإفطار الجماعى الذى تتولى إعداده أسرة أو بيت صغير، وتستمر بعد صلاة التراويح إلى ساعات متأخرة من الليل قد تستمر حتى السحور، ما بين دردشات و إنهاء مشاكل عائلية بين جلسات قراءة القرآن الكريم و فقرات التراويح والابتهالات الدينية.
قال أحمد حمدى أبوقريع" موظف" السهرات الرمضانية فى دواوين العائلات جزء من تراث العائلات فى صعيد مصر، وعادة أصيلة الحفاظ عليها أمر ضرورى، لما لها من إيجابيات عظيمة ومزايا جليلة، كونها تحافظ على ترابط العائلات وصلة الرحم وتنقل خبرات الكبار للشباب، فضلاً عما تقدمه من جرعات رمضانية تتمثل فى القرآن الكريم و الابتهالات والمديح.
وتابع أبوقريع ، السهرات الرمضانية لم تقف عاجزة أمام التطور الذي طال مختلف مناحى الحياة فى مجتمعاتنا، فشكلها اختلف عن الماضي كثيراً، و إن كانت الأساسات باقية كما هى، فعادة الإفطار للأهل والعابرين أمام الديوان وقت المغرب، و قراءة القرآن الكريم والمديح من ضمن العادات الثابتة، لكن فى الفترة الأخيرة تسعى بعض الدواوين لجذب الشباب و الأطفال بعمل مسابقات دينية واستضافة ندوات تثقيفية و توعوية.
وأضاف محمد سعد" مدرس"، مع قدوم شهر رمضان تتزين دواوين العائلات لبدء السهرات الرمضانية قبلها بعدة أيام، يتولى خلالها شباب العائلة القيام بعملية نظافة شاملة للديوان، والتعاقد مع القراء والمبتهلين والخطباء لإحياء ليالى الشهر الكريم، وسط منافسة شريفة بين الدواوين المختلفة لاستضافة أكبر عدد من الأهالي والأصدقاء بنطاق القرى المحيطة .
و أشار سعد ، إلى أن دواوين العائلات تقوم بتقسيم أيام الشهر الكريم على العائلات المشتركة بالديوان لإحضار وجبتي الإفطار والسحور و إحضار الحلويات والعصائر بعد صلاة التراويح، لتقديمها إلى الضيوف من الأهل و الأصدقاء.
و أوضح عمر حسان " محام" بأن السهرات الرمضانية بالدواوين تبدأ بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، يليها حل مشكلات المتخاصمين إن وجدت، وأحياناً يتولى أحد الخطباء إلقاء خطبة قصيرة عن فضائل شهر رمضان، وتنتهي الليلة بقراءة ما تيسر من كتاب الله عز وجل.
