الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابتزاز الفتيات إلكترونيا بين الواقع والدراما|راجعين يا هوى يفضح المسكوت عنه

النجم خالد النبوي
النجم خالد النبوي

سلط مسلسل راجعين يا هوى، للنجم خالد النبوي، الذي يعرض خلال شهر رمضان، الضوء على واقعة الابتزاز الإلكتروني للفتيات والتي انتشرت بكثرة في الفترة الماضية.

راجعين يا هوى والابتزاز الإلكتروني

وظهرت واقعة ابتزاز الفتيات إلكترونيا وسرقة صورهن الشخصية من على حسابتهن بمواقع التواصل الاجتماعي وابتزازهن بها من أجل الحصول على المال أو التورط في علاقات جنسية محرمة من خلال واقعة تعرضت لها شقيقة الفنانة هنا شيحة تلعب دور "فريدة"، داخل أحداث مسلسل "راجعين يا هوى".

وقام شاب يدعى "هشام" باستغلال صور شقيقة "فريدة" وابتزازها إلكترونيا وهددها بفضح أمرها ما لم تتحق له مطالبه مما جعلها تفكر في التخلص من حياتها والانتحار قبل أن تنقل إلى المستشفى ويتم إنقاذها، لتطلع بعد ذلك شقيقتها بالواقعة.

وطلب "هشام" من "فريدة" دفع مبلغ مالي له "20 ألف جنيه" مقابل مسح الصور التي يبتز بها شقيقتها الصغيرة إلكترونيا.

وشهدت الفترة الأخيرة أكثر من جريمة على أرض الواقع بعيدا عن الدراما تعرض فيها فتيات للابتزاز الإلكتروني، من قبل بعض الأشخاص، وبعضهن لم يتحمل الصدمة وتخلص من حياته، والبعض الأخر تقدم بشكوى إلى النيابة العامة، وحسم القضاء الأمر وحكم على المتورطين في هذه الجرائم بالسجن المشدد.

ونعرض لكم في التقرير التالي بعض جرائم الابتزاز الإلكتروني التي حدثت بالفعل على أرض الواقع، وكانت لها عواقب سيئة على الضحايا:

كان من بين وقائع الابتزاز الإلكتروني ما شهدته قرية الحاج على التابعة لمدينة أولاد صقر بمحافظة الشرقية، حادثة مأساوية أحزنت كل من سمع بها، حيث تخلصت طفلة تبلغ من العمر 15 عاما تدعى "هايدي" كانت تدرس بالصف الأول الثانوي التجاري، من حياتها بعد تناولها حبة غلال سامة، ما أدى إلى وفاتها على الفور.

وكشفت مجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك" أن الفتاة انتحرت بعد تعرضها لـ الابتزاز الإلكتروني مشابهة قصتها بالشابة بسنت التي شغلت الرأي العام.

وطالبت عدة جمعيات بعدها بـ حماية البنات والفتيات من الهواتف المحمولة والمخاطر التي قد يتعرضن لها، 

واقعة "هايدي" لم تكن الأولى فقد سبقتها بأسابيع قليلة حادثة مشابهة، حيث تخلصت فتاة تدعى "بسنت خالد" من محافظة الغربية من حياتها عقب تناولها حبة غلال سامة، بعد تعرضها لابتزاز جنسي من جانب شابين اخترقا هاتفها المحمول وحصلا على صور لها وقام بفبركتها وتركيبها، وإعادة نشرها بطريقة فاضحة ومشينة.

وحاولت زوجة شابة من قرية المعتمدية التابعة لمدينة المحلة بالغربية التخلص من حياتها بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني من جانب زوجها، محاولا إجبارها على التوقيع على إيصالات أمانة بالإكراه، مقابل التنازل عن قائمة منقولاتها بالكامل وحقوقها الشرعية في حالة رغبته بطلاقها.

وأنهت فتاة حياتها بمنطقة الهرم، لابتزاز شخص لها عبر فيسبوك، إذ طلب الشاب من الفتاة إرسال صورا عارية لها، إلا أنها رفضت طلبه وعلى إثر ذلك هددها بإبلاغ أهلها بأنه يمتلك صورًا جنسية لها، ما دفع الفتاة على إنهاء حياتها خوفًا من الفضيحة وغيرها من الجرائم.

تنوع أشكال الابتزاز الإلكتروني للبنات

وقال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن التوسع في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، جعل جرائم الابتزاز لها أشكالا مختلفة وغير الاعتيادية، لافتا: "أصبحت تلك الجرائم تتكرر بشكل يومي، وهناك العديد من الفتيات التي لم يكن على قدر كافي من الوعي في تعاملهن مع هذه الجرائم، ويخافون من مواجهة الأهل والموقف".

وأضاف هندي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": يجب على كل الأهالي أن يكونوا داعمين لأولادهم، وأن تبنى التربية من الأساس على الثقة المتبادلة، وتحتوي على لغة الحوار وحسن الاستماع، معقبا: "ابني يخشاني ويهابني، ولكن لا يجب أن يخاف مني، وذلك لأن وجود الفجوة بين الآباء والأبناء تسبب في وجود مصائب كبرى قد تؤدى إلى الانتحار".

ووجه حديثه للأهل: "عندما تواجه بناتكم مثل هذه الوقائع، يجب عليكم أن تختزلوا انفعالاتكم وتجيدون الاستماع لهن بصورة إيجابية، عليكم أن تزيلوا المخاوف وحاجز الخوف الذي ينتاب بناتكم حينها، فيجعلهن لا يخبرونكم بالواقعة، وعليكم أن تمتلكوا حسن الانصات لهن، والأهم هنا عدم عقاب البنات بعد الاستماع لهن، وذلك لأنهن في موقف إشكالي، وكل ما يحتاجونه هنا المساعدة والدعم والحماية النفسية، ويجب عليكم أن تتجهوا للقانون وتثأروا لهن، ومن ثم تقوموا بعقابهن بتقديم توجيهات وإرشادات وليس إهانة".

وتابع هندي: يجب على كل أب وأم أن يخصصوا جزء من وقتهم للاستماع لأبنائهم، ومراقبة تعامل أولادهم مع العالم الآخر، الذي لا يتوقف الآن عند زملائهم بالمدرسة، ولكن معارفهم بالعالم الإفتراضي وهو السوشيال ميديا، التي أصبحت تمثل الخطر الأكبر على الأبناء، ويجب عليهم تقديم التوعية النفسية للأبناء وتعريفهم بجرائم الابتزاز التي تمت من قبل، فالأسرة يكون لها الدور الأكبر في التوعية والحماية.

واختتم: "الابتزاز الإلكتروني ظاهرة انتشرت بشدة في المجتمع المصري والأوساط العربية في الـ 10 سنوات الأخيرة، وكل ما اتسعت على الاعتمادية وسائل التواصل الإجتماعي، كلما زادت جرائم الابتزاز بصورة أكبر، ولا سيما في عصر الـ كورونا، التي ساعدت على ظهوروها بشكل أكبر، وهناك 95% من ضحايا هذه الجريمة لم يبلغوا عن هذه الجريمة خوفا من فضيحة المجتمع، مما يشجع المجرمين على التوسع في هذه الجريمة دون خوف".

ومن ناحية أخرى، أصدر الأزهر الشريف فتوى رسمية طالب فيها المجتمع بالوقوف إلى جانب الضحايا وتجنب الخوض في الأعراض، بعد تزايد حوادث الانتحار بين الفتيات في مصر بسبب الابتزاز الإلكتروني.

وقال مركز الفتوى العالمي، التابع للأزهر، إن ابتزاز الناس والطعن في أعراضهم بالفيديوهات والصور المُفبركة أمر مُحرَّم وجريمة مُنكرَة، مؤكدا أن الانتحار لن يكون حلًّا ولا مهربًا بل وهماً كبيراً، وكبيرة من كبائر الذنوب، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتَب.

والجدير بالذكر، أن نص قانون العقوبات في المادة (327) على أن "كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور تخدش الشرف يعاقب بالسجن، وتنخفض إلى الحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب مادي".

كما أن "تهديد شخص لآخر بجريمة ضد النفس تصل عقوبتها إلى السجن، مدة لا تتجاوز 3 سنوات، إذا لم يكن التهديد مصحوبًا بطلب أموال أما اذا كان مصحوبا بطلب مال فقد تصل العقوبة للحبس 7 سنوات".

ونص قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات فى المادة (25) على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته.

فريق عمل مسلسل راجعين يا هوى

مسلسل" راجعين يا هوى"، بطولة عدد كبير من النجوم، أبرزهم الفنان خالد النبوي، نور اللبنانية، هنا شيحة، إسلام جمال، إسلام إبراهيم، أنوشكا، وفاء عامر، أحمد بدير، صفاء الطوخي، سلمى أبو ضيف، طه دسوقي، وغيرهم من النجوم الشباب.