قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

تحدٍّ جديد.. ذكاء محمد رمضان في «المشوار»

خالد جمال
خالد جمال
×

يعجبني في محمد رمضان ذكاؤه، الذي لا يختلف عليه أحد، والذي جعله واحدًا من النجوم الذين يتربعون على عرش الإيرادات خلال السنوات الأخيرة، وحتى اليوم.

خير مثال على ذكاء محمد رمضان؛ قيامه ببطولة مسلسل «المشوار»، ودور «ماهر»، البعيد إلى حد بعيد، عن الأدوار التي سبق أن لعبها «رمضان»، وهي الأدوار الأقرب للشعبية، والمناسِبة للطبقات الشعبية في مصر، ومن أبرزها «عبده موته» و«الألماني» و«قلب الأسد»، وغيرها من الأدوار التي غلب عليها الطابع الشعبي والأكشن.

حقق محمد رمضان مراده في هذه المنطقة، وأصبح نجم الطبقة الشعبية الأول، وهي النجومية التي يمكن أن تلمسها من مشاهداته على «السوشيال ميديا»، أو نسب مشاهدات أعماله الفنية على اليوتيوب، أو المنصات، أو مواقع التواصل الاجتماعي، والتي جعلته «نمبر وان» في هذه المنطقة بلا خلاف.

ويبدو أن محمد رمضان أراد أن يجذب طبقة أخرى؛ هي الطبقة المتوسطة أو الأعلى، ومن هنا فإن اختياره لدور «ماهر»، في مسلسل «المشوار»، الذي يتواصل عرضه حاليا، من إخراج المبدع محمد ياسين، الذي يوصف بأنه مخرج نُخبوي؛ أثار الاستغراب في البداية، إذ كيف يلتقي هذان المتضادان في عمل واحد؟.

ذكاء محمد رمضان

والإجابة؛ تتمثل في «ذكاء محمد رمضان»، الذي كان حريصا على عدم تقديم الأدوار مضمونة النجاح، واللعب في منطقة جديدة؛ لجذب شريحة مختلفة من الجمهور، وهو ما نجح فيه بكل تأكيد، صحيح أنه لم يحقق- على غير عادته- النجاح المدوِّي من حيث نسب المشاهدة المعتادة، ومقارنة نجاحه في مسلسلات سابقة، كـ«الأسطورة» أو «البرنس» تكفي لتأكيد هذا المعنى، إلا أن الصحيح أيضا، أنه لاقى إعجاب كل من شاهد المسلسل؛ حيث استطاع إبراز قدراته التمثيلية الهائلة بهذا الدور اللافت، وشكَّل مع دينا الشربيني، الثنائي الأجمل في دراما رمضان 2022، خاصة أن الأخيرة قدمت أيضا دورًا شعبيًّا مختلفًا عن مجمل أعمالها السابقة، وبدا واضحًا أن هناك «كيميا» مشتركة بين «رمضان» و«دينا»، اللذان كانا بالفعل «لايقين على بعض».

فوجئ جمهور محمد رمضان المعتاد، بـ«رمضان» مختلف، في شهر رمضان 2022؛ وهو ما فوجئ به أيضا، جمهور المخرج محمد ياسين، الذي يبحث عن الإمتاع البصري، والقدرات التمثيلية الفائقة، فلم يخيب الظنّ؛ حيث كانت التجربة البصرية، غنية بامتياز، مع تجسيد مميز للشخصيات كلها، وعلى رأسها، محمد رمضان، الذي قدم واحدًا من أجمل أدواره التمثيلية، وكذلك دينا الشربيني، التي لم تنزعج من فكرة العودة عن طريق البطولة المطلقة، رغم نجاحها الكبير في مسلسلي «زي الشمس» و«لعبة النسيان»، وقدمت أداء تمثيليًّا لافتًا في «المشوار».

المخرج المبدع محمد ياسين، لم يكتف بالتجربة البصرية الرائعة؛ بل أضفى عليها جوًّا شعبيًّا يناسب بطل العمل وجمهوره، عازفا على أوتار الألوان، وخاصة في مشاهد الهروب الغامض طوال الحلقات، حيث يهرب «ماهر» (محمد رمضان)، وزوجته «ورد» (دينا الشربيني) من أمرٍ ما، أو بالأحرى، تهديد ما، لم تَبُح الأحداث بتفاصيله إلا رويدًا رويدًا؛ ما أعجب البعض، وضايق البعض؛ ممن رأوا أنه «تطويل بلا داع».

كَسَبَ محمد رمضان في «المشوار» جمهورًا جديدًا، دون أن يخسر جمهوره المعتاد، واستطاع إبراز قدراته التمثيلية في منطقة مختلفة، في تحدٍّ جديد لفنان اعتاد التحدي، خاصة أنه سبق وأن قام بالأمر نفسه في عالم السينما أيضا؛ حين قرر المشاركة في بطولة فيلم «الكنز» بجزأيه، مع المخرج الكبير شريف عرفة، وقدم دورًا، بعيدًا كل البعد عن أدواره المعتادة، والتي مَلَكَ من خلالها عقل وقلب الشباب في المناطق الشعبية، قبل أن يكسب أيضا جمهورًا جديدًا، سواء من السينما، أو حتى من الحفلات الغنائية التي اكتسب من خلالها جمهورًا أكبر.

والسؤال هنا: هل يستمر محمد رمضان في طريق التحدي؟، أم يعود إلى الطريق المضمون؟.

الأعمال والاختيارات الفنية المقبلة لـ«رمضان» قد تجيب عن السؤال.