أنتجت وزارة التعاون الدولي وشبكة سي إن إن، فيلمًا ترويجيًا حول توجه مصر نحو الاقتصاد الدائري والمستدام، من خلال تنفيذ المشروعات المنفذة في مجال المياه، وذلك في إطار الشراكة الإعلامية التي تم إطلاقها بين وزارة التعاون الدولي وشبكة سي إن إن الدولية، في إطار الجهود الوطنية لتوثيق قصص مصر التنموية، وسرد الشراكات الدولية في مجال الإدارة المستدامة للمياه.
ويبرز الفيلم الترويجي مساهمة مشروعات معالجة المياه وإدارتها في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لاسيما الهدف السادس: المياه النظيفة والنظافة الصحية، والهدف التاسع: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، والحادي عشر: مدن ومجتمعات محلية ومستدامة، والثاني عشر: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والثالث عشر: العمل المناخي.
ويسلط الفيلم الضوء على مشروعات المياه الضخمة مثل مشروع محطة معالجة المياه بالجبل الأصفر، التي تعد ثالث أكبر محطة في العالم، حيث تمتد على مساحة ٧٨ فدانًا في محافظة القليوبية. وتبلغ تكلفة تنفيذها نحو مليار دولار، وتعالج يوميًا 2.5 مليون متر مكعب وتخدم نحو 12 مليون نسمة من سكان القاهرة، وتم تنفيذها بالتعاون مع شركاء التنمية، (إيطاليا وفرنسا وبنك الاستثمار الأوروبي وبنك التنمية الأفريقي والوكالة اليابانية للتعاون الدولي). وعلاوة على ذلك، تلعب شركات القطاع الخاص دورًا فعالًا في توسع وتشغيل وصيانة المحطة.
وتتبنى المحطة ممارسات الاقتصاد الدائري السليمة طوال عملية المعالجة، حيث تنتج الأسمدة العضوية وتقوم بتوليد الكهرباء من غاز الميثان بما يكفي لتشغيل ٦٠٪ من احتياجاتها ، وتوفر ما يعادل ٢٨ ألف طن من انبعاثات الكربون سنويًا وتروي ١٥٠ ألف فدان من الأراضي الزراعية باستخدام المياه المعالجة.
من ناحيتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أهمية الشراكة مع شبكة سي إن إن، مشيرة إلى حرص القيادة السياسية على تعزيز المشاركة بشفافية والتنسيق الفعال بين الأطراف ذات الصلة، لدفع الجهود التنموية، لذا تأتي الشراكة بين وزارة التعاون الدولي وشبكة سي إن إن لإبراز هذه الجهود وتسليط الضوء على إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي لجمهورية مصر العربية، ودوره في الدفع نحو تحقيق اقتصاد شامل ورقمي وأخضر. وأضافت وزيرة التعاون الدولي "نعمل من خلال التعاون الإنمائي الفعال على بناء مستقبل أفضل".
وأوضحت الوزيرة أن مشروع محطة مياه الجبل الأصفر وغيره من المشروعات في مجال المياه، تعزز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة: الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه، والسادس: المياه النظيفة والنظافة الصحية، والتاسع: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، والثاني عشر: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والرابع عشر: الحياة في البحر، والخامس عشر: الحياة البرية، موضحة أن مشروعات المياه من أكثر المشروعات استحواذًا على تمويلات تنموية ضمن المحفظة الجارية لوزارة التعاون الدولي، حيث يستحوذ الهدف السادس المتعلق بالمياه النظيفة، على 20.3% من التمويلات التنموية الجارية بقيمة 5.4 مليار دولار لتنفيذ 39 مشروعًا، بينما يستحوذ الهدف التاسع على 22.3% من التمويلات بقيمة 5.9 مليار دولار، والهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه على 5.8% من التمويلات بقيمة 1.5 مليار دولار.
وفي سبتمبر ٢٠٢١، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر، الذي يعد أكبر محطة معالجة مياه في العالم، بشهادة من موسوعة جينيس، حيث تصل قيمته إلى ١،٢ مليار دولار. تم تدشين هذا المشروع بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وشركتين من القطاع الخاص بهدف الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز كفاءة المياه للتنمية الزراعية وتلبية الطلب المتزايد على المياه للأنشطة التجارية والصناعية.
ويعد مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر أحد أهم المشروعات التي يتم تنفيذها ضمن برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء والذي يحظى بأهمية كبيرة من الحكومة المصرية، حيث يهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة بجمهورية مصر العربية. وتقوم المحطة بمعالجة أكثر من ٥،٦ مليون متر مكعب يوميًا، كما أنها تستهدف تحقيق الاستخدام الأمثل لموارد مصر المائية المتاحة، واستصلاح ٤٧٣،٢٥٦ فدانًا في شمال ووسط سيناء باستخدام المياه المعالجة، كجزء من برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء.
وتأتي هذه الشراكة الإعلامية بين وزارة التعاون الدولي وشبكة سي إن إن، كجزء من المبدأ الثالث من إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي – سرد المشاركات الدولية – والذي يركز على الترويج لقصص مصر التنموية – من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي المواطن محور الاهتمام، والمشروعات الجارية، والهدف هو القوة الدافعة، لعرض المشروعات التي يتم تنفيذها بهدف تحقيق أولويات الدولة التنموية في إطار أجندة التنمية المستدامة 2030.
ومن خلال هذه الشراكة يتم إنتاج عدد من الأفلام التي يتم عرضها على شبكة سي إن إن الدولية، ومنصاتها الرقمية، بما يعكس تنوع المشروعات التي يتم تنفيذها مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين.