السويد مجددًا.. تلك البلد التي خرجت منها الشرارة الأولى لأزمة الرسوم المسيئة التي تبنتها مع جارتها الدنمارك، لتندلع بعدها الاحتجاجات العنيفة حول العالم التي تبعت تلك الرسوم الكاريكاتورية المسيئة.
منذ ذلك الحين ولم تهدأ الأوساط العالمية والمؤسسات البرلمانية من المناقشات التي تباينت حول حرية الراي والتعبير والتي تمس المعتقدات الدينية، ورغم مطالبات عدة بتشريعات تجرم الإساءة للأديان، لكن الحركات المتطرفة في اوروبا لازالت تمارس اضطهادات دينية ضد المعتقدات الإسلامية.
السويد.. خطط لحرق القرآن
أعلن سياسي ينتمي إلى حزب اليمين المتطرف، في السويد، ويدعى راسموس بالودان، اعتزامه حرق نسخ من القرآن خلال جولة في عدة مدن بالبلاد للترويج للفكرة التي يتبناها.
وأعرب السويدي المتطرف الذي يقود حركة Stram Kurs، أو الخط الصلب، المتطرفة أنه أحرق أكثر النصوص الإسلامية قداسة وسيكرر ذلك ، مما تسبب في غضب عارم لدى المسلمين في كل انحاء العالم.
اندلاع أعمال عنف وسقوط إصابات
ومع استنفار الشرطة السويدية ضد مخططات بالودان العنصرية المتطرفة، اندلعت أعمال عنف في البلاد من جانب متظاهرين متطرفين ضد قوات الشرطة من تسبب في وقوع اشتباكات وإصابات.
وذكرت التقارير من السويد، أنه في مساء الأحد، رشق نحو 150 شخصا عناصر الشرطة بالحجارة، كما أحرقوا عددا من السيارات في مدينة نورشوبينغ شرقي السويد.
رئيس الشرطة الوطنية السويدية، أندرس ثورنبرغ قال إن المتظاهرين أظهروا عدم اكتراث بحياة ضباط الشرطة، مضيفا "لقد رأينا أعمال شغب عنيفة من قبل. لكن هذا شيء آخر".
وتواترت الأنباء عن إصابة ما لا يقل عن 16 ضابط شرطة واحتراق عدد من سيارات الشرطة يومي الجمعة والسبت في الأماكن التي تجمع فيها عناصر الجماعة اليمينية المتطرفة.
كما أصيب 3 أشخاص بنيران الشرطة، أثناء الاشتباكات، ممن حاولوا الاعتداء على ضباط الشرطة وحرق سياراتهم.
إدانات عالمية
وبدأت دول العالم تتابع ما يحدث في السويد بمزيد من القلق، حيث استنكرت الدول الإسلامية ممارسات اليمين المتطرف في السويد وبدأت تستخدم حقوقها الدبلوماسية للتعبير عن رفضها.
في مصر، أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات قيام مجموعة من اليمينيين المتطرفين في السويد بالإساءة المُتعمدة للقرآن الكريم وما ترتب على ذلك من تأجيج لمشاعر المسلمين حول العالم خلال شهر رمضان الكريم.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم الاثنين: تأتي هذه الواقعة ضمن الممارسات اليمينية المُتطرفة التي تُحرض ضد المهاجرين بوجه عام والمسلمين على وجه الخصوص.
وأكدت مصر رفضها المساس بالثوابت والمُعتقدات الدينية أيًا ما كانت، والزج بممارسات استفزازية تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية، وتؤكد على ضرورة احترام الحق فى حرية الدين والمعتقد كحق أساسي من حقوق الإنسان.
ودعت مصر إلى إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب، ونبذ دعوات التحريض والكراهية، والتوقف عن أعمال العنف والتخريب والأعمال الاستفزازية التى من شأنها الإضرار باستقرار المجتمعات وأمنها وسلامها.
وفي العراق، استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال السويدي في بغداد يوم الأحد، وحذرت من أن هذه القضية قد تكون لها "تداعيات خطيرة" على العلاقات بين السويد والجاليات المسلمة بشكل عام.
أما السعودية، أصدرت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الأثنين، بيانًا عاجلاً أدانت فيه بشدة الأحداث الراهنة التي تشهدها السويد، والاحتجاجات العنيفة التي اندلعت ضد عزم متطرفين حرق نسخ من القرآن الكريم.
وقالت الخارجية السعودية في بيانها الذي نشرته وكالة أنباء السعودية "واس": "المملكة تدين وتستنكر ما قام به بعض المتطرفين في السويد من الإساءة المتعمدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض ضد المسلمين".
وأضافت: "تؤكد المملكة أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف والإقصاء، ومنع الإساءة لكافة الأديان والمقدسات".