الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات الفرنسية..ما بين اختلاس لوبان ومنهجية ماكرون السابقة..من يحسم نتيجة ساكن الإليزية؟

منافسة قوية بين ماكرون
منافسة قوية بين ماكرون ولوبان

تستعد فرنسا لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية المقرر لها يوم 24 أبريل الجاري، والتي تشهد منافسة بين المرشحين الرئيس المتناهية ولايته والمرشح لفترة جديدة إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

الانتخابات الفرنسية بين ماكرون ولوبان 

شهدت الأيام التي عاقبت الجولة الأولى من الانتخابات والتي أجريت يوم 10 أبريل تحركات موسعة من قبل المرشحين حيث تبارا كل منهما في عرض موقفه وخططه التي يحلم بتحقيقها عندما يصبح رئيسا للبلاد ويسكن الإليزية.

ماكرون ولوبان 

كلا المرشحان قاما بجولات وعرض لبرنامجه الانتخابي ولأفكاره حول عدد من الملفات التي تشغل المواطن الفرنسي ومنها ما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا وأيضا فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وفكرة الهجرة وغيرها من الملفات المسيطرة على أذهان الفرنسيين.

 

شهدت تحركات تحديدا الخاصة بمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تقديم وجه مغاير عن الوجه الذي ظهرت به مسبقا، حيث أبدت تفهما فيما يتعلق بموضوع الحجاب والكراهية الممنهجة ضد المسلمين المتواجدين في فرنسا وبعض أفكار المتطرفة التي كانت تتبناها.

 

لوبان متهمة باختلاس 600 ألف يورو من أوروبا 

ومن جانب آخر، اتهم المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان ومقربين منها، باختلاس نحو 600 ألف يورو من الأموال العامة الأوروبية خلال فترة ولايتهم في البرلمان الأوروبي.

 

وفي المقابل، قال رودولف بوسلو، محامي لوبان، إنه "مندهش" من التوقيت الذي كشف فيه هذا التقرير ومن "استغلاله".

وأكد المحامي أنه مستاء من الطريقة التي يتصرف بها المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، مشددا على أن جزءا من التقرير يتعلق بـ "وقائع قديمة تعود إلى أكثر من عشر سنوات"، بحسب تقارير فرنسية.

لوبان متهمه بالاختلاس 

ومع تكثيف إيمانويل ماكرون ومنافسته مارين لوبان المرشحين للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمعة في 24 أبريل الجاري، لتجمعاتهما الانتخابية في مسعى لاستقطاب أصوات اليسار خصوصا، احتدم الجدل بينهما حول قضية الحجاب بعد تعهد زعيمة اليمين المتطرف منع ارتدائه في الأماكن العامة، وتأكيد الرئيس المنتهية ولايته على أنه ضد تلك الخطة.

 

استراتيجية ماكرون ولوبان لاكتساب الأصوات

وتسعى مرشحة اليمين المتطرف إلى إلحاق الهزيمة بماكرون وإحداث أكبر خرق في تاريخ السياسة الفرنسية الحديثة بالدورة الثانية للانتخابات في 24 أبريل، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى اشتداد المنافسة بينهما رغم تصدر الوسطي ماكرون.

 

ويرى محللون بأن أحد أسباب تقدم لوبان هو نجاحها في رسم صورة أكثر اعتدالا لها وتقديم نفسها على أنها المرشحة الأكثر قدرة على التعامل مع مشاكل من بينها ارتفاع الأسعار لكن المرشحة اليمينية المعادية للهجرة تتمسك بتشددها حيال الحجاب، وتقول إنه في حال انتخابها فإنها ستفرض غرامة على النساء اللواتي يضعنه في الأماكن العامة.

 

وفي المقابل، سعى ماكرون لاستغلال إصرار لوبان على هذه الفكرة للقول بأن سياساتها لا تختلف عن سياسات الجبهة الوطنية المتشددة التي أسسها والدها جان ماري لوبان. 

كما قدم نفسه على أنه مدافع عن الحريات الدينية، مشددا على أن حظر الحجاب سيعني دستوريا منع جميع الرموز الدينية بما في ذلك القلنسوة اليهودية والصليب.

ويدرك ماكرون بشكل واضح أهمية أصوات الناخبين المسلمين في فرنسا البالغ عددهم نحو خمسة ملايين ويشكلون تسعة% من السكان.

استراتيجية ماكرون ولوبان لاكتساب الاصوات

اختيار الفرنسيين والتصويت العقابي 

وفي هذا الصدد، قال خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000، إن ما سيؤثر على اختيار الفرنسيين هو التصويت العقابي لكلا المرشحين، حيث إن هناك رفضا لمنهجية الرئيس المنتهية ولايته وحرصه علي دعم أصحاب الشركات والأغنياء من قبل الفئة المتوسطة والفقيرة. 

 

وأوضح شقير في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أيضا هناك فئة ليست قليلة ترفض سياسة لوبان العنصرية والاقتصادية غير الواقعية وعلاقتها المشبوهة بروسيا لحصولها علي قرض شخصي من بنك روسي أما هذه الاتهامات والتي كشف عنها موقع ميديا بار وسط انتقاد وغصب واندهاش من محامي مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان لموعد الإعلان عن هذه الاتهامات.

 

وتابع: محامي لوبان "مستاء من الطريقة التي يتصرف بها" مشددا على أن جزءا من التقرير يتعلق بـ"وقائع قديمة تعود إلى أكثر من عشر سنوات"، مضيفا أن لوبان "لم يجر استدعاؤها من جانب أي سلطة قضائية فرنسية"، منتقدا عدم إرسال التقرير النهائي له أو للوبان.

وأكد أن "وفقا لمحامي لوبان فإن تحقيق المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال مفتوح منذ عام 2016، وقد تم استجواب لوبان عن طريق البريد في مارس".

 

الاختلاس وماكنزي لن تؤثر على الانتخابات 

وأضاف أن "هذه القضية لن تؤثر علي فرصتها فلا أعتقد أن مثل هذه القضايا أن تغير رأي الفرنسيين واختياراتهم كما لم تؤثر قضيه ماكينزي علي استطلاعات الرأي في تغيير الأصوات للرئيس المنتهية ولايته، كل ما في الأمر يمكن أن تهز صورتهم ولكن ليس لها تأثير". 

قصر الإليزية 

وأشار إلي أن "الفيصل سيكون فيما يحدث في الخمسة أيام القادمة علي تطورات الأوضاع علي الأرض في الملف الأوكراني، يمكن أن يزيد أو يقلل فرصة ماكرون أو أي عملية إرهابية أو أمنية أو ارتفاع أسعار يمكن أن تزيد شعبية مارين لوبان".

 واختتم: ويبقي الفيصل هو المناظرة المنتظرة لهما مساء الأربعاء والتي يحدد المترددون فيها لمن سيقومون بإعطاء صوتهم بناء على ثقة وأسلوب المرشح والقدرة على إقناعهم واحترامه لمنافسه، ولهذا سيتوقف الأمر على ذكاء وقدرة المرشحين ليكون أحدهما ساكن الاليزية مساء الأحد ولمدة خمس سنوات.

خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000