الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حول الإعاقة إلى الدكتوراة قصة معتز عزام أشهر متحدى الإعاقة ببني سويف

معتز عزام بني سويف
معتز عزام بني سويف

معتز عزام شاب  فتح عينيه على الدنيا ليجد الإعاقة تلازمه، إعاقة أصبحت رفيقة دربه، ، لم ييأس يوماً ولم يستسلم، كان متيقنا من حقيقة أن عقل الإنسان في رأسه وليس في قدميه، وإيمانه بهذه الحقيقة جعل منه مثالاً يحتذى،

“صدي البلد”  التقي ومعتز عزام الذي قال  انا من مواليد 1988 بقرية تزمنت الشرقية التابعة لمحافظة بني سويف  حاصل علي ماجستير في الحقوق واعمل مفتش تموين  وعضو مجلس ادارة العديد من الجمعيات الاهلية ببني سويف قطاع ذوي الاعاقة الخاص بالمجلس القومي للشباب التابع للمم المتحدة . 

ويضيف "معتز"   إعاقتي ولدت معي،فانا والكرسي الخاص بي رفقاء كفاح ،  فمنذ ولادتي وأنا أعاني من عدم قدرتي على استخدام قدمي، في تلك الأيام لم يكن هناك الوعي الكاف  والإلمام بما أعاني منه، وشخص الأطباء الكثر الذين زرتهم حالتي على أنها حالة لا تعالج إلا بعد وصولي لمرحلة المراهقة، أي عندما يكتمل بنياني الجسماني وهذا تبين بعد ذلك أنه تشخيص خاطئ، فحالتي كانت تتوجب العلاج بشكل دوري أي كنت بحاجة إلى عمليات جراحية مرافقة لعملية النمو، وهذا اللاوعي أدى إلى أن تخرج حالتي عن إمكانية العلاج لكن الحمد لله .

ويكمل “معتز ” الحمد لله الذي وهبني أسرة ساندتي، فقد حاول والدي ووالدتي وأخوتي إبعادي عن جو الإعاقة وتعاملوا معي كما يتعاملون مع الطفل السليم، فلم يشعرونني بعقدة النقص، ولم يجعلوا مني مدعاة للشفقة . كثير من الأهل يعتقدون أن المعاق مكانه في البيت أما أهلي فكانوا على العكس، فإعاقتي لم تكن لتمنع أبي وأمي من دعمي في رحلة التعليم والعلاج، وكانا يؤمنان بأن ما أعاني منه لن يكون سبباً في توقفي عن التعليم، فالتعليم بالنسبة لهم من الأساسيات ولا يمكن الاستغناء عنه، وهذا الإيمان أدى لأن أكون  وأخوتي من الفئة المتعلمة ومعظمنا دكتوراه ودراسات عليا . 

مشيرا إلي أن  في الماضي لم يكن هناك اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تكن المدارس مهيأة لاستقبالهم، وأقصد هنا الإعاقات الجسدية لأن العقلية كان لها مدارس خاصة، وفي مدرستي كنت الطالب  الوحيد  الذي  يعاني من إعاقة حركية، فكانت نظرة بعض الطلاب  لي غريبة، لأن الكرسي المتحرك الذي أجلس عليه مشهد غير مألوف لهم، وهذه النظرة ناتجة عن ضعف الوعي في تلك الأيام تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا بالنسبة للطلاب ، أما فيما يخص معلميني وأعضاء هيئة التدريس  فقد لقيت منها اهتماماً كبيراً نظرا لتفوقي الدراسي وتفاعلي معهم اثناء الحصص المدرسية .

لم تكن إصابتي بالشلل هى النهاية بل كانت البداية التى يظهر فيها معدن الصبر والقوة والتحدي، حتى حصلت على الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية الحقوق جامعة بني سويف وفي السنة الرابعة والنهائية عام 2010  ، إلا أن دائماَ تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد فقدت سندي وظهري وهو "والدى" الذى كان يدعمني ويقويني ويدفعني إلى تكملة مسيرة الكفاح . 

ويختتم بعد ذلك حصلت علي الماجستير في العلوم الإدارة من كلية الحقوق عام 2013 وحاليا انا طالب دكتوراه  وفي تلك الأثناء اتجهت الي العمل الخيري والتطوعي في كتير من الجمعيات الأهلية والتي تخدم أصحاب الهمم من ذوى الاحتياجات الخاصة  محاولا من خلالها تقديم ما أستطيع لخدمة ذوى الإعاقة، وتمكينهم مكن الحصول على حقوقهم المجتمعية التي كفلها لهم الدستور والقانون، وتستمر الحياة وهى لا تعرف المحبطين ولكنها تحترم وتقدر المثابرين  ودائما اقول المعاق من لايؤمن بذاته .وكرر معتز الشكر لأسرته  والده رحمه الله واخوته ووالدته  .

 

5789576f-0443-4168-a715-93ec89f2686a
5789576f-0443-4168-a715-93ec89f2686a
b2e33d1f-f6f5-4b62-b0d8-b957e5856e46
b2e33d1f-f6f5-4b62-b0d8-b957e5856e46