حلت أمس الجمعة 15 أبريل ذكرى مولد الشيخ محمد متولي الشعراوي الملقب بإمام الدعاء ، وضرب الشيخ الشعراوي طوال حياته المثل في كل شيء ليكون مثالا يحتذى به في حياته وبعد مماته ، وظل الشيخ محمد متولي الشعراوي الصوت الناطق للمصريين، هو رائحة يوم الجمعة التي يتجلى عبيرها ونسماتها من إذاعة القرآن الكريم، صوت إذاعي فريد، لا تخطئه أذن المستمعين، ولا يغيب عن بال الصائمين، هذه النبرات الصوتية الرنانة، التي تجلت في أدعية وبرامج الشيخ محمد متولي الشعراوي على الإذاعة أو التليفزيون.
للشيخ محمد متولي الشعراوي مواقف خالدة لا تنسى منه ما ذكره أحد تلامذته أنه أثناء حضور الشيخ الشعراوي أحد المؤتمرات، أُعجب به الناس، وبحلو حديثه، فحملوه إلى سيارته، فخشي الشيخ الشعراوي على نفسه أن يدخلها خيط من خيوط الإعجاب.
أراد الشعراوي أن يعلم نفسه درسًا في التواضع، فعاد إلى منزله وانتظر حتي جاء وقت الفجر وراح ينظف حمامات مسجد الحسين وتصادف وقتها أن دخل الشيخ محمد عبدالحليم الحديدي - أحد تلاميذ الشيخ - ليتوضأ وحين توجه الي المكان المعد للوضوء - المنفصل عن المسجد - وعند دخول الشيخ الحديدي وجد رجلا كبيرا من ظهره ينظف في الحمامات ممسكا بمساحة في يده ولم يعرف أنه الشيخ الشعراوي.
وبينما كان الشعراوي منهمكا في عمله فاذا به يوجه المياه ناحية الشيخ الحديدي دون قصد منه ويحكي الحديدي هذه الواقعة فيقول: "هنا استشطت غضبا فأخذت أعتب هذا الرجل على ما صدر منه بتوجيه المياه ناحيتي فعنفته بشدة وبينما أنا في ثورتي إذ فوجئت بالرجل وقد استدار بوجهه ناحيتي معتذرًا بلطف فتأملته جيدًا فلم أصدق ما رأيت وتساءلت في نفسي: أحقًا هو؟ هل يعقل أن الذي ينظف حمامات الحسين هو أستاذي وشيخي ومعلمي في معهد الزقازيق الديني الشيخ محمد متولي الشعراوي؟
وأضاف الحديدي" حين تأكدت أنه هو قمت علي الفور بالتقاف يد استاذي المبللة بالماء لأقبلها وحاولت مساعدته قال لي أن هذا العمل – تنظيف بيوت الله - إن أخلصنا فيه وواظبنا عليه يؤدي بنا إلى حسن الخاتمة وربما يكون طريقنا إلى الجنة".