دخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا يومها الـ 52، وسط تطورات كبيرة على الصعيد العسكري، خاصة في المنطقة الجنوبية ناحية البحر الأسود، فقد منيت موسكو بواحدة من أكبر خسائرها العسكرية منذ بداية الحرب يوم 24 فبراير الماضي، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية الخميس الماضي، غرق الطراد موسكفا، بالتزامن مع المعارك الطاحنة الدائرة بين الطرفين في نطاق مدينة ماريوبول المطلة على بحر أزوف.
تجديد الضربات الصاروخية
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، السبت، وهو اليوم الـ 52 في مسار الحرب، هددت موسكو بتجديد الهجمات الصاروخية على كييف، بسبب غضبها مما وصفته بالضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية، وأيضا بعد خسارة الطراد “موسكفا”، والذي يعد من القطع الحربية البحرية الهامة في نطاق البحر الأسود، كما ذكرت تقارير المخابرات البريطانية وتقديرات الموقف لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن موسكو تستعد لهجوم عنيف في شرقي أوكرانيا، على نطاق منطقة دونباس، بينما يتواصل القتال في مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر أزوف.
قصف روسي دون تأكيد أوكراني
أما على الناحية الشمالية الشرقية لأوكرانيا، وتحديدا مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، فقد أدى القصف إلى مقتل 7 أشخاص، وأصيب 34 آخرون، وفقا لحاكم المنطقة أوليه سينهوبوف، كما أفادت وسائل إعلام أوكرانية، بسماع دوي انفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم، في العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة لفيف في غربي البلاد، ولكن لم يصدر أي تأكيد رسمي أوكراني بشأن دوي الإنفجارات.
أما في نطاق الجنوب، وتحديدا مدينة ماريوبول الجنوبية الشرقية، والمطلة على بحر أوزوف، فقد أعلنت أوكرانيا عن محاولاتها كسر الحصار، الذي فرضته القوات الروسية حول المدينة، مع احتدام القتال بالقرب من مصنع إيليتش لتصنيع الصلب، وبحسب أوكرانيا فإن اثنين من صواريخها تسببا في إغراق الطراد الروسي موسكفا، بينما تؤكد روسيا أن الطراد غرق أثناء سحبه في طقس عاصف بعد نشوب حريق على متنه نجم عن انفجار ذخائر.
الرواية الروسية.. حريق تسبب في غرق موسكفا
وضرب الغموض، حقيقة سبب غرق الطراد الروسي موسكفا، إحدى القطع البحرية الهامة في نطاق البحر الأسود، وفي هذا الصدد أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس الأول، الخميس، أن الطراد "موسكفا"، سفينة القيادة في أسطول البحر الأسود الروسي، غرقت بعدما تعرضها لأضرار خلال الهجوم على أوكرانيا، موضحة أنه خلال قطر الطراد موسكفا إلى وجهته، فقدت السفينة توازنها بسبب الأضرار اللاحقة بهيكلها جراء الحريق الناجم عن انفجار ذخائر وقد غرقت السفينة وسط البحر الهائج.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت قبل ذلك عن احتواء الحريق على متن الطراد الذي كان لا يزال عائما، مؤكدة أنها تجري تحقيقا حول أسباب الحريق، وأشارت السلطات كذلك إلى أنها باشرت قطر الطراد وأجلت الطاقم المؤلف من مئات الأفراد إلى سفن أخرى من أسطول البحر الأسود الروسي.
الرواية الأمريكية.. لسنا متأكدين من سبب الحريق
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أمس الأول الخميس، أن غرق موسكفا يعد ضربة كبيرة للبحرية الروسية في البحر الأسود، وهو ما أكدته الوزارة على لسان جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون، بأن هذه ضربة كبيرة لأسطول البحر الأسود، مشيرا إلى أن الطراد جزء رئيسي من جهود روسيا للسيطرة البحرية في البحر الأسود.
وأكد كيربي أن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد السبب الدقيق للحريق الذي اندلع على متن الطراد، موضحا: "نحن أيضا لسنا في وضع يسمح لنا بدحض الرواية الأوكرانية لهذا. بالتأكيد أنه من المعقول والممكن أنهم استهدفوا (الطراد) بصاروخ نِبتون أو ربما أكثر"، لافتا إلى أن لصاروخ نبتون "مدى كافيا للوصول إلى موسكفا".
الرواية الأوكرانية.. 2 من صواريخ نبتون أصابا الطراد
من جانبها، أكدت السلطات الأوكرانية أنها ضربت بصواريخ كروز، الطراد الروسي، المتمركز في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، وأعلن حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية الأربعاء أن قوات بلاده أصابت بضربة صاروخية سفينة حربية روسية في البحر الأسود.
وقال مكسيم مارشينكو على تلجرام إن صواريخ نبتون التي تحمي البحر الأسود تسبّبت بأضرار بالغة جدا للسفينة الروسية.
جدير بالذكر أن طراد "موسكفا" يتبع لأسطول البحر الأسود، ودخل الخدمة عام 1983 تحت اسم "سلافا"، وفي عام 1996 حمل اسمه الحالي، ويتمثل سلاحه الرئيسي بـ 16 قاذفة صواريخ من طراز "فولكان بي – 1000".
تحليل أسباب غرق الطراد موسكفا
وفي هذا الصدد، قال اللواء سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي، إن إغراق الطراد الروسي موسكفا، غير فعال في مسار الحرب، وذلك لأن القوات البحرية الروسية، هي الثانية على مستوى العالم، ولن تؤثر هذه القطعة بشكل كبير عليها، مشيرا إلى أنه في حال صدقت الرواية الأوكرانية وأن صاروخي نبتون تسببا بالفعل في إغراق موسكفا، فكانت روسيا ستنشن ضربات انتقامية.
وأوضح فرج، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الرواية الأمريكية الرسمية على لسان جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون، تؤكد أن واشنطن غير متأكدة من صحة تسبب أوكرانيا في غرق الطراد الروسي.
وأشار فرج إلى أن الطراد الروسي لو ضرب بصواريخ نبتون، كان سيغرق على الفور في نفس اليوم، بعد ساعتين أو 3 ساعات من توقيت ضربه، ولكن ما حدث أنه اندلع الحريق الأربعاء بسبب انفجار ذخائر، ومن ثم بدأت موسكو في قطر الطراد للوصول إلى أقرب ميناء روسي، وأثناء عملية القطر، غرق الطراد بسبب صعوبة الجو، وبالتالي فإن هناك ترجيح أكثر للرواية الروسية، لأنه لو ضرب بصواريخ طبقا لرواية أوكرانيا، كان سيغرق في وقتها.