الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهاك وتدنيس.. ماذا حدث في 12 ساعة من المواجهات الدامية بين الشباب الفلسطيني الصائم وقوات الإحتلال؟

صدى البلد

«الأقصى يستغيث.. فهل من مغيث؟».. هكذا انطلقت التعليقات والنداءات على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب اندلاع مواجهات بين شباب وقوات الاحتلال في عدة مدن وقرى فلسطينية، على خلفية إرهاب الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة في حق الفلسطينيين العزل، والسماح لأفراد هذا الكيان باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك ساحاته المباركة، على مرأى ومسمع دولي وصمت عالمي مخجل، وتطبيق فاضح لسياسات الكيل بمكيالين، وترك الفلسطينيين لقمة سائغة في فم هذا الكيان المفترس دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان والإنسانية.

اقتحام المسجد الأقصى

فجأة وبدون سابق إنذار، إنتهكت قوات الكيان الصهيوني حرمة المسجد الأقصى، وتعدت على المصلين الجمعة، حيث أفادت التقارير بسقوط 153 مصابا واعتقال 400 خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك.

وقالت إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن 60 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى رغم الإغلاقات واقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الجمعة، بينما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 153 جراء الاعتداء عليهم بالضرب وقنابل الغاز، فيما قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، إن المواجهات مستمرة في باحات المسجد، وإن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة ضد المصلين.

شهود عيان إغلاق محيط البلدة القديمة

أفاد شهود عيان من داخل الحرم القدسي الشريف، بأن قوات كبيرة اقتحمت المسجد القبلي واعتقلت الشباب المتواجدين داخله، وأضاف شهود العيان أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إلى مداخل البلدة القديمة وإلى مداخل الحرم ومنعت الشباب من الدخول إلى البلدة القديمة، مستحدمة القنابل المسيلة للدموع، والقنابل الصوتية والدخانية والهراوات، في محاولة لإخلاء المسجد وباحاته، كما لاحقت قوات الاحتلال المصلين واعتدت عليهم بالضرب في ساحات المسجد.

وأغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي شوارع في محيط البلدة القديمة، ووضعت المتاريس الحديدية عند مدخل باب العامود، فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال أغلقت كافة الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى باستثناء باب حطة، وأن عددا من المصلين ظلوا محاصرين داخل المسجد الأقصى وفي مسجد قبة الصخرة، حتى ساعات متأخرة.

الرئاسة الفلسطينية: تطور خطير وإعلان حرب

قالت الرئاسة الفلسطينية، إن اقتحام الأقصى ودخول الاحتلال المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات وإعلان حرب، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لقوات الاحتلال والمستوطنين بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه، مطالبة الجهات الدولية بتدخل فوري لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الأقصى.

كما قالت الخارجية الفلسطينية، إن ما تعرض له الأقصى يكشف حقيقة نوايا الاحتلال لفرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وتقسيمه، واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي «نفتالي بينيت» والرئيس الإسرائيلي «إسحاق هرتسوج» بالكذب بشأن الحفاظ على الوضع القائم.

وحمّل مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس «فادي الهدمي» إسرائيل المسؤولية عن نتائج أفعالها في القدس والأقصى، كما قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إن ما جرى بعد الفجر من استباحة للمسجد الأقصى هو دفع باتجاه حرب دينية، وإن ما قامت به حكومة الاحتلال يأتي تنفيذا لأهدافها الاستيطانية في السيطرة على الأقصى.

فلسطين تنتفض

في مدينة القدس المحتلة، تظاهر مئات الشبان في المسجد الأقصى المبارك عقب انتهاء صلاتي المغرب والعشاء والتراويح؛ احتجاجاً على اعتداء قوات الاحتلال على المصلين، كما اندلعت مواجهات مماثلة في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، أشعل خلالها الشبان الإطارات المطاطية وتصدوا لاعتداءات الاحتلال، التي أطلقت وابلا من قنابل الغاز السام.

وفي نابلس، اندلعت مواجهات عند حاجز بيت فوريك شرق نابلس، وأغلقت على إثره قوات الاحتلال الحاجز، وشددت من إجراءاتها العسكرية، حيث أفادت مصادر محلية بإصابة شاب برصاص الاحتلال خلال المواجهات قرب مدخل بلدة بيت فوريك.

كما اندلعت مواجهات أخرى مع قوات الاحتلال قرب مدخل بلدة عزون شرق قلقيلية، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال، فيما أشعل شباب الإطارات المطاطية وسط الشارع الذي يسلكه مستوطنون بمركباتهم في قرية الفندق شرق قلقيلية.

وفي أريحا، اندلعت مواجهات بين الشباب وقوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة أريحا، تخللها إطلاق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الغاز السام والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأصيب شاب برصاص الاحتلال خلال المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، فيما ألقى مجموعة من الشبان زجاجات حارقة تجاه سياج مستوطنة «بيتار عليت» قرب بلدة نحالين ببيت لحم، وهرعت سيارات الإطفاء التابعة للاحتلال لإخماد النيران مع تواجد مكثف لجيش الاحتلال.

الإفراج عن الأطفال المعتقلين

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، عن الأطفال الذين اعتقلتهم بالمسجد الاقصى المبارك فجر وصباح اليوم.

وأفادت مصادر محلية، بأن سلطات الاحتلال أفرجت عن 18 طفلا دون سن الـ 14عامًا، عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، بعد ساعات من اعتقالهم من المسجد الأقصى المبارك، ونقلهم إلى معتقل "متسودات أدوميم" المقام على أراضي المواطنين في قرية العيسوية.

إدانات دولية للإعتداء على العزل

أصدرت منظمات ودول إسلامية وعربية، بيانات لإدانة اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين.

الأزهر الشريف

أدان الأزهر الشريف باستياء شديد إرهاب الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة في حق الفلسطينيين العزل، والسماح لأفراد هذا الكيان باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك ساحاته المباركة، على مرأى ومسمع دولي وصمت عالمي مخجل، وتطبيق فاضح لسياسات الكيل بمكيالين، وترك الفلسطينيين لقمة سائغة في فم هذا الكيان المفترس دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان والإنسانية.

وأكد الأزهر، أن إقدام الكيان الصهيوني على قتل الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الفلسطينية في شهر رمضان المبارك تحت لافتة "محاربة الإرهاب"؛ هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وشاهد عيان على ضعف هذا الكيان الإرهابي ووحشيته في آن واحد.

منظمة التعاون الإسلامي

وأدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة "إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته، والاعتداء على المصلين في داخل المسجد وفي باحاته".

وحمّلت المنظمة، "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار مثل هذه الجرائم والاعتداءات اليومية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

 

جامعة الدول العربية

وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط من "إشعال الموقف في الأقصى المبارك، محملاً المسئولية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تُمارس عدواناً خطيراً على الشعب الفلسطيني وعلى حقه في إقامة الشعائر داخل الأقصى في شهر رمضان المبارك".

الخارجية المصرية

وأدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، اقتحام القوات الاسرائيلية المسجد الأقصى وما تبع هذا الاقتحام من أعمال عنف تعرض لها الفلسطينيون في باحات المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابة واعتقال العشرات من المُصلين.

وأكد السفير حافظ على "ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء الشعائر الاسلامية في المسجد الأقصى الذي يُعد وقفًا إسلاميًا خالصًا للمسلمين".

كما أدانت السعودية ومجلس التعاون الخليجي والأردن والكويت ولبنان والجزائر، الإعتداءات السافرة من الجانب الصهيوني ضد المسلمين العزل.