الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجهر بالمعصية

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

من أعظم ذنوب اليهود التى ذكرت فى كتابنا المقدس أنهم كانوا يجهرون بالمعصية ويتباهون بالمنكر الذى فعلوه فى ليلهم البهيم أو نهارهم الذى سترهم فيه الله ولم يعلم أحدا بذنبهم؛  إلا أنهم كانوا يجتمعون ويتفاخرون بمعصيتهم وبانهم جبارين لايخافون أحدا. تذكرت هذه الآية وانا اقرأ لشخصية فنية شهيرة تصرح بأنها نزلت من سيارتها فى وضح النهار وفى واحد من ميادين العاصمة القاهرة فى نهار رمضان المبارك واشعل سيجارة وتناول الطعام  بل وشرب مسكرا؛  قول هذا الشخص استكمله بالهدف من ذلك السلوك بقوله انه كان ينتظر أى شخص يوبخه على سلوكه وينتقده لفعل به مافعل بأصحاب الأخدود.

 

 تصريحات النجم المستفزة والتى أراد بها أن يركب الترند مؤكدا أنه لم يصم منذ ستة أعوام هذه التصريحات تجعلك ترد عليه بجملة وحيدة واحدة مادمت لم تخش الله فلا يوجد مايقال لك سوى لك الله.

 

هذه الواقعة بقدر جرأتها بقدر انعكاسها لواقع نعيشه أصبح فيه الجهر بالمعصية من علامات الفهلوة والقدرة والتمكن؛  على عكس ماعشناه قديما فى شهرنا الفضيل بصفة خاصة وفى حياتنا اليومية قديما بصفة عامة ؛ فقد كان لهذا الشهر قدسية مميزة وكان الكل حريص على اتباع تعاليم الدين السمحة حتى شركاءنا في الوطن كانوا من أكثر المواطنين حرصا على عدم الأكل والشرب جهارا حرصا على مشاعرنا ومناسكنا بل إن بعضهم كان يشاركنا الصيام والعزائم.

 

ويحضرنى من ذاكرة الأيام  الخوالى مشاركة جارنا طبيب القلب المعروف هو وأسرته صيام الشهر كاملا وتأكيده أن صيام رمضان له آثار طبية وصحية عظيمة على الإنسان وبأنه بمثابة التجديد والتحديث لكل أعضاء الجسد الإنسانى.

 

أتذكر أيضا أحد جيراننا الذى كان شابا ولكنه لم يتعود على الصيام فلم يكن يصوم ومع ذلك كان حريصا على إلا يظهر إفطاره وكان يتخفى خجلا داعيا أن يتمكن من صيام الشهر الكريم. فى هذه الآونة من مراحل التشكيل والحياة كانت مصر فى أجمل صورها وكان أهلها يستمتعون بأيام جميلة فى شهر رمضان المبارك ووسائل المتع كانت بسيطة وتجمعهم الأسرى كان متماسكا قويا؛  بعكس الآن فقد طغت الميديا وأخذت من وقت العائلة ولمتها وتجمعها؛  وأكملت وسائل التواصل الاجتماعي الدور واكلت البقية الباقية من مفاهيم التجمع الأسرى وربطة العيلة فأصبح كل فرد فى شأن يغنيه وكل منا اسير هاتفه متابعا لكل ثانية من عليه لاهيا عن معانى أسرية جميلة ندمنا نحن عليها بعد رحيل أبوينا وتحسرنا على تضييع لحظات كانت بوجودهم أجمل واسعد وأكثر بهاء وجمال.

 

عشنا حتى رأينا وسمعنا العجب العجاب من مجاهر بالمعصية ومن ناكر  للمعروف ومن متحدث عن منكر بفخر وكأنه يذكر حديث الشرفاء الاتقياء؛ عشنا حتى اختلط الصحيح بالخطأ والصالح بالطالح؛ عشنا حتى أصبح الجهر بالمعصية أسلوب حياة.