EN
"الحالة جات متأخر شوية.. استقبلناها من اسبوعين، عملنا التحاليل والفحوصات اللازمة لحالة الطفلة الصحية.. الحالة دي نادرة جدًا والزملاء في صنعاء قليلاً ما يتعاملون مع ما يُماثلها".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور كرم علام، أستاذ جراحة التجميل بكلية الطب جامعة سوهاج، والقائم بعملية الطفلة منة الله ابنة دولة اليمن الشقيق، بمستشفى سوهاج الجامعي.
وقال الدكتور كرم علام، إن الطفلة كانت تُعاني من مجموعة من التشوهات التكوينية والخلقية، منها التحام مبكر بعظام الجمجمة، حيث تُعاني من "كلوفر ليف" وهو أشد أنواع التحام عظام الجمجمة، وهو نوع يُشبه ورقة البرسيم، وهو ما يؤثر على نمو المخ، كما يؤثر على شكل الجمجمة.
وأشار أخصائي جراحة التجميل بمستشفى سوهاج الجامعي، إلى أن الطفلة اليمنية كانت تُعاني أيضًا من زيادة سوائل المخ، وشق في سقف الحلق وشفاه أرنبية مزدوجة، شق وجهي من الجمجمة إلى الوجه والعين والفم، وتباعد بين العينين وجزء من الأنف غير موجود، وكثير من الأنسجة الرخوة بالوجه.
واستكمل حديثه:"أي طفل يأتي إلى المستشفى لمُعاناته من أي عيب خلقي يتم الاطمئنان على بقية أعضائه ومدى سلامتها.. عملية التجميل للطفلة منة الله تتم على عدة مراحل وكانت المرحلة الأولى هي استرجاع الفك العلوي بالفم ولصق الشفاه وتصحيح شق الوجه.. جمعنا أنف الطفلة حتى يظهر بشكل أوضح مما كان عليه كما تم غلق الجيوب الأنفية التي كانت تظهر خارج وجهها، كما تمت استعادة الجفن السفلي بالعينين".
وأكد الدكتور كرم علام، أن المرحلة القادمة، والتي من المُقرر إجراء عمليتها الاسبوع المُقبل، هي تصريف السوائل الزائدة بالمخ، ويقوم بإجرائها أطباء المخ والأعصاب بمستشفى سوهاج الجامعي، ثم إعادة تشكيل عظام الجمجمة، وسوف تحتاج إلى عملية زرع قرنية إن كان هناك ابصار.
واختتم حديثه مع "صدى البلد" بتفاصيل العملية التي تم اجراؤها بالأمس للطفلة اليمنية منة الله، قائلًا:"استغرقت العملية ما يقرب من أربع ساعات.. المشكلة التي واجهتنا داخل غرفة العمليات هي مشكلة واجهت أطباء التخدير وهي تحديد الأماكن التي يؤخذ بها البنج وما إلى ذلك"، موجهًا شكره إلى فريق التخدير القائم بالعملية الجراحية.
