أكمل الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد في الحلقة الثالثة عشر من برنامجه «نحو فهم سليم» الذي يُذاع على الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية، ردوده حول شبهات الإلحاد، التي يحاول البعض أن يستند إليها في إنكار وجود الله عز وجل بشكل خاص، ودارت شبهة اليوم حول " حصر الموجود في المحسوس”.
وقال الأمين العام إن هذه الشبهة القديمة الحديثة يعتمد عليها الملاحدة من قديم الأزل على إنكار وجود الله تعالى وإنكار العالم الغيبي جملة وتفصيلا، والفارق بين طرح الشبهة قديما وحديثا فقط يتمثل في أسلوب الطرح وآلية العرض، وتعتمد هذه الشبهة على فكرة رئيسة هي أن الموجود هو ما يرى بالعين ويدرك بالحس ولا وجود للعالم الغيبي أو ما وراء الطبيعة.
ويوضح عياد أنه كما ذكر سابقا أن كل هذا مجرد فرض والفروض لا وجود لها في مجال الخلق لأنها عملية ترتبط بقصايا عقدية وهي لا تبني على الظنون والأوهام، وما يؤكد لنا فساد هذا القول وانحرافه ما يعرف " بالدليل الأخلاقي" تلك القوة الداخلية لكل فرد وكيف تختلف من شخص لاخر وكيف تدفعه للصواب أو الخطأ للخير أو الشر وكيف تثيبه على الخير وتعاقبه علي الشر، ومما لا شك فيه انها مشاعر محسوسة وغير مرئية، ندرك وجودها من آثارها على الشخص.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية العام إلى التناقض الظاهر في القائلين بأن الوجود ينحصر عليى الوجود المادي الملموس، فهو يناقض الواقع والنفس التي تؤمن على أنها موجودة وليس لها وجود مادي لها، على الرغم من وجودها لكننا لا نستطيع أن نحدد حقيقتها أو مكان وجودها، كل ما يمكننا. أن نؤكد عليه أنها موجودة من خلال ما تحدثه فينا من آثار أو تدفعه فينا من أفعال، لذا فإن القول بأن الكون ينحصر في الوجود المادي الملموس يتناقض مع أبسط قواعد العقل وبراهين المنطق ولنا في النفس التي تسكن جنباتنا ولا تدرك بالعين أكبر المثل والدليل.