أجر ليلة القدر.. يبحث كثيرون عن أجر ليلة القدر، خاصة مع اقتراب دخول العشر الأواخر من رمضان، فمع انتصاف الشهر المبارك يتسابق البعض لمعرفة أجر ليلة القدر، وفضل قيامها وموعدها وروشتة شرعية لإحيائها.
أجر قيام ليلة القدر
ليلة القدر من الليالي التي عظم أجرها وكثر الحديث عن مكانتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وأقوال العلماء، بل إن فضلها لا جدال عليه، ففيها أنزلت سورة من سور القرآن الكريم، بل إنها ليلة أنزل فيها القرآن الكريم على خاتم الرسل وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.
والقَدَرُ: وقتُ الشيء أَو مكانه المقدَّر له، وهو القضاءُ الذي يَقضي به الله على عباده، فالقدر: مبلغُ كلِّ شيء. يقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغُه، والجمع أَقْدَارٌ، وهو في اللغة: اسم مصدر من قدر الشيء يقدره تقديراً، وقيل إنه مصدر من قدر يقدر قدراً، عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور.[ابن الأثير]
وقيل: هو كون الشيء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدّر الله هذا الأمر بقدره قدراً: إذ جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة، أما في الشرع فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور.
وسبب التسمية بـ ليلة القدر، قيل إنها ليلة ذات قدر وشرف، وهي ترجى في العشر الأواخر من رمضان كما قال – صلى الله عليه وسلم -: (التمسوها في العشر الأواخر)، وقيل، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل "لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على نبي ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر"، (فيها يفرق كل أمر حكيم)، فأصبح للأمة شأن ومكانة ورفعة بنزول القرآن، فتأتي ليلة القدر في كل عام، لتذكر الأمة أنها إذا أرادت أن يكون لها شأن ومكانة ورفعة عليها أن تعود لكتاب ربها وتتخذه منهاجا، وأن تعظم حملة القرآن فهم أشراف الأمة، "أشراف أمتي حملة القرآن".
وقال عنها ابن عباس وغيره كما جاء في تفسير ابن كثير: إن الله تعالى أنزل القرآن فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في تفسير ابن كثير في هذه الآية الكريمة، أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا وهكذا روي عن ابن عمر ، وأبي مالك ، ومجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف، وقوله : ( حكيم ) أي : محكم لا يبدل ولا يغير.
وتلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر وتحديداً في ليالي الوتر حيث لم يطلع أحد على موعدها وحجبت عن المسلمين بسبب مشاحنة.
كيفية إحياء ليلة القدر
ووضعت دار الإفتاء روشتة شرعية لإحياء ليلة القدر ناصحة بضرورة التيقَّن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا، كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك، والإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد المُلِحُّ بالدعاء، واستغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك، وأكثرْ من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه، وأكثرْ من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ورددْ: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
ونوهت بأنه لابد من الإكثار من طلب العتق من النار، والدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال، وأيضًا الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين، والدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.
واستكملت: ولابد من الإكثار من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم»، مضيفة: لا تضيع أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
ولفتت إلى ضرورة قراءة ما تيسر من القرآن، منوهة بأن إحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجر، والملائكة في حال صعود وهبوط، مشيرة إلى أنه لابد من شكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة، مختتمة نصائحها: «لا تنسَ أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم».
أجر قيام ليلة القدر
أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، أن فضل ليلة القدر كبير وعظيم لأنها الليلة المباركة التي يقول الله تعالى عنها: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» (سورة القدر الآية 1-3)، منوهة بأن الصلاة في ليلة القدر خير من صلاة ألف شهر أي ثلاثين ألفا وستمائة صلاة.
وأفضل ما يدعو به المسلم في ليلة القَدْر العفو والمغفرة من الله -سبحانه-، إذ رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي».
وأوضحت دار الإفتاء المصرية 3 أمور مرتبطة بقيام هذه الليلة حيث قالت:" مَن قامها غفر له ما تقدَّم من ذنبه، وهي من أسباب مضاعفة الثواب فيها إلى ما شاء الله، وأن مَن أدركها نال مِن حظوظ الدنيا والآخرة.
أجر قيام ليلة القدر
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن.
بارك اللهم لنا وللمسلمين في صوم شهر رمضان وأعنا فيه وفي غيره على الصيام والصلاة والقيام وعلى تلاوة القران، واقطع عنا حزب الشيطان وزحزحنا عن النيران، وامنن علينا بالتوبة والغفران والقبول والرضوان وحبب إلينا الإيمان وزينة في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، اسكنا اللهم الجنان وزوجنا من الحور العين الحسان وآتنا من كل فاكهة زوجان في دارك دار السلام بمنك وفضلك وجودك وكرمك وإحسان لطفك يا ذا الجلال والإكرام، وارزقنا صيامه وقيامه وإتمامه وقبوله وتوفنا مع الأبرار، وصلى على سيدنا محمد سيد الأخيار.
اللهم بلغنا رمضان واجعل لنا نصيبًا من كل خير تنزل فيه، بجودك الأجودين وأذقني فيه حلاوة ذكرك، وأداء شكرك واحفظنا فيه بحفظ يا أرحم الراحمين.
اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان، اللهم ارزقنا صيام رمضان إيمانا واحتسابا يا كريم، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان أيامًا عديدة وأعوامًا مديدة، صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين.
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من عبادك الصالحين القانتين المستغفرين المقربين، واجعلنا فيه من المتوكلين عليك الفائزين لديك المقربين إليك وزحزحني فيه عن موجبات سخطك، اللهم أعنا على صيامه وقيامه بتوفيقك يا هادي المضلين وقربني إليك برحمة الأيتام وإطعام الطعام وإفشاء السلام وصحبة الكرام، اللهم حبب إليّ الإحسان وكرّه إليّ الفسوق والعصيان وحرم على السخط والنيران بعونك يا غياث المستغيثين.
اللهم بلغنا رمضان وأهله علينا بالأمن والإيمان..وارفع عنا البلاء.. اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.
روشتة شرعية لإحياء ليلة القدر
وإحياء ليلة القدر يكون من خلال مجموعة من الأعمال المستحبة السالف ذكرها، إلا أن هناك عدة نصائح تساعد علىإحياء ليلة القدر والفوز بفضائلها العظيمة وهي:
1. خذ قسطًا من الراحة بعد الظهر لتنشط ليلًا.
2. لا تأكل كثيرًا حتى تستطيع القيام والطاعة.
3. لا بد من العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة المباركة.
4. أَكْثِرْ من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.
5. أَقبل على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل.
6. ابتعد عن المشاحنة واعفُ عن كل مَن أخطأ في حقك.
7. ركِّز على "الكيفية"، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ.
8. الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.
9. احرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك.
10. تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا.
11. كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك.
12. الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد الُملِحٌّ بالدعاء.
13. استغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك.
14. أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه.
15. أكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
16. الإكثار من طلب العتق من النار.
17. الدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال.
18. الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين ...
19. الدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال.
20. أكثرْ من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
21. أطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم».
22. لا تُضيِّعْ أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
23. اقرأ ما تيسر من القرآن.
24. إحياء ليلة القدر ممتد حتى مطلع الفجرِ، والملائكة في حال صعود وهبوط.
25. اشكر الله على أن وفقك لإحياء ليلة القدر وغيرك محروم من هذه النعمة.
26. لا تنسَ أن تتصدق في هذه الليلة بما تستطيع فالصدقة لها أجر عظيم.