تعتبر مؤسسات التعليم العالي، في عالمنا المعاصر هي المؤسسات الأهم لكونها تسهم بشكل أساسي في تشكيل الحياة العصرية، وفي صقل شخصية المواطن الإنسان، وتنمية مواهبه وقدراته وميوله وخبراته، وتزويده بأدوات العصر من العلم والتكنولوجيا، علاوة على غرس القيم الروحية وتعميق المبادئ الخلقية، لذا تعد الجامعات أساس المجتمعات في التقدم، وإعداد القيادات المجتمعية والفنية والتنظيمية والفكرية، وفي إرساء قاعدة البحوث العلمية المتقدمة.
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، إن الجامعة من أهم المؤسسات التربوية لنمو المجتمع، وعضو هيئة التدريس المحور الأهم في توصيل المحتوي التعليمي وتخريج الكادر العلمي والتربوي المؤهل، وبقدر تطور ونمو أعضاء هيئة التدريس تتحـسن نتـائج ومخرجات التعليم بالجامعات المصرية.
وأكدت أستاذ علم الاجتماع، أنه وفقاً للتطوير الذي تخضع له الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، أصبح لزاماً علينا أن يتم تطوير وتأهيل الأستاذ الجامعي حتى يكون قادراً على تنفيذ دور الجامعة بنجاح، فمكانة الجامعة وسمعتها تتمثل في تميز وجدارة وخبرة أعضاء هيئة التدريس وبمدى اطلاعهم ومواكبتهم وانفتاحهم على التطور التقني والمعرفي، وبمـدى تلبيتهم لاحتياجات مجتمعاتهم، لذلك فإن النمو والتطوير المهني لعضو هيئة التدريس وإمداده بالجديد من المعرفة أصـبح ضرورة من ضرورات المعاصرة ومواكبة التطور.
وطالبت الخبيرة التربوية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، بضرورة تنظيم دورات تدريبية تهدف إلى إيصال معلومات حول التربية وعلم النفس إلى الأساتذة وخاصة الجدد، لتشمل هذه الدورات محاضرات حول أساليب التدريس والتقنيات التربوية والمناهج والقياس والتقويم، مطالبًا بإنشاء مراكز لتطوير أساليب التدريس الجامعي هدفها تنظيم الندوات والمؤتمرات.
وتابعت: ويتسع دور الجامعة من خلال أدوارها الثلاثة العلمي، والمجتمعي والبحثي، فالجامعة تعد مصدراً مهما وأساسياً لتوليد الفكر والمعرفة من خلال دعم وتشجيع الإبداع والبحث، كما أنها وسيلة مهمة في تسليط الضوء على القضايا المجتمعيةوالعمل على حـل مشكلاته، فضلاً عن أنها المؤسسة العلمية المسئولة عن إعداد الكوادر العلمية والمهنية وتأهيلها لسوق العمل.
واختتمت قائلة: إن الأساتذة أعضاء هيئة التدريس يساهمون في إعداد برامج التعليم والتكوين والسهر على تنفيذها، وفي تحسين مضامين ومناهج التعليم وتنظيم وتوزيع حصص التعليم وتقييم ومراقبة معلومات ومؤهلات الطلبة.