الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة مصطفى أمين .. أهم محطات حياته

مصطفى أمين
مصطفى أمين

يصادف اليوم ذكرى رحيل عملاق الصحافة مصطفى أمين الذي توفي في 14 أبريل 1997 فولد مصطفى أمين وتوأمه علي في ٢١ فبراير ١٩١٤ ، كان والدهما أمين أبو يوسف محاميًا كبيرًا، أما والدتهما فهي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول والتي تربت في بيته منذ أن كان عمرها أربع سنوات بعد وفاة والدها ، وكانت ولادة التوأمين في ذلك البيت بيت الأمة، ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياة الطفلين حيث نشأ وترعرع في بيت زعيم الأمة وفي كنفه هو وزوجته صفية زغلول واللذان كانا بمثابة الجد والجدة للتوأمين.

بعد أن أتم مصطفى أمين دراسته الثانوية عام ١٩٣١ سافر إلى أمريكا والتحق بجامعة جورج تاون ، ودرس العلوم السياسية ، وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى عام ١٩٣٨.

كانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين وكذلك شقيقه ، وبدءا العمل بها مبكراً وذلك عندما قدما معاً مجلة "الحقوق" أو "البيت" في سن الثماني سنوات ، والتي اختصت بنشر أخبار البيت ، تلا ذلك إصدارهما لمجلة "التلميذ" عام ١٩٢٨ ، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها ، فما لبثت أن تم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة "الأقلام" والتي لم تكن أوفر حظاً من سابقتها حيث تم إغلاقها أيضاً.

في عام ١٩٣٠ انضم مصطفى للعمل بمجلة "روز اليوسف" وبعدها بعام تم تعيينه نائباً لرئيس تحريرها وهو ما يزال طالباً في المرحلة الثانوية ، ثم انتقل للعمل بمجلة "آخر ساعة" والتي أسسها محمد التابعي ، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم وكان أول باب ثابت حرره بعنوان "لا يا شيخ" في مجلة روز اليوسف.

شهد عام ١٩٤٤ مولد جريدة "أخبار اليوم" بواسطة كل من مصطفى وعلي أمين ، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما ، وبالفعل ذهبا إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدثا معه في الصحيفة الجديدة ، وطلبا منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم" وبدءا في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة ، وجاء يوم السبت ١١ نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من "أخبار اليوم"، وقد حققت الصحيفة انتشاراً هائلاً ، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول ، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام ، وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة "أخر ساعة" عام ١٩٤٦ من محمد التابعي.

 وقد كان لمصطفى وشقيقه "علي" العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية ، فنفذ الشقيقان أمين مشروعاً خيرياً أطلقا عليه "ليلة القدر" في ١٥ فبراير ١٩٥٤ و ذلك من خلال  مقال نشره مصطفى أمين في أخبار اليوم جاء فيه " في قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده في حياته وهو يهرب منها إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها ، فما هي أمنيتك المكبوتة ؟ أكتب لي ما هي أمنيتك وسأحاول أن أحققها لك ، سأحاول أن أدلك على أقصر الطرق لتحقيقها بشرط ألا تطلب مني تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر" ..

 أنشأت جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية والتي تعتبر بمثابة التتويج الحقيقي لمشاعر الأب الذي يحتضن أبنائه ويشجعهم ويحفزهم على مزيد من النجاح في بلاط صاحبة الجلالة ولم يقتصر هذا التكريم على الصحفيين بل امتد للمصورين ورسامي الكاريكاتير وسكرتارية التحرير الفنية وأيضا الفنانون، ومن الفنانين الذين حصلوا على جائزته فاتن حمامة ويحي الفخرانى ونور الشريف وعبلة كامل ويحيي العلمي وعمار الشريعى وغيرهم ..

 وكانت علاقات مصطفى أمين جيدة بالفنانين كان أشهرها مع الفنانة أم كلثوم والتي وقفت بجوار إخبار اليوم في عثراتها المالية وعبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب ونجاة وكامل الشناوي وكمال الطويل وفاتن حمامة وغيرهم ..

القضية التي اتهم فيها مصطفى أمين بأنه كان مكلفا من جمال عبد الناصر باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة ، وكانت القيادة تمده بما ينبغي أن يقوله لمندوبي أمريكا ، وأن ينقل إلى "جمال عبد الناصر" ما يقوله الأمريكيون ، وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وغيره من القيادات قبضوا عليه وحاكموه بالمعلومات التي كانوا قد أعطوها له سلفا ليسلمها إلى المندوبين الأمريكين ، وصدر عليه الحكم بالسجن ٩ سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها علي أمين خارج مصر ..

  توفي مصطفى أمين في ١٤ أبريل سنة ١٩٩٧، ولم يفترق التوأمان منذ ميلادهما إلا بالرحيل حيث شاءت إرادة الله أن يعيش مصطفى عشرون سنة بعد رحيل شقيقه علي الذي توفي عام  ١٩٧٦ بعد صراع مع المرض .