الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وانتصرت مصر في رمضان

عبد المعطي احمد
عبد المعطي احمد

الحديث عن نصر مصر فى رمضان 1393 هجرية السادس من أكتوبر 1973 ميلادية, واستعادتها أرضًا احتلتها إسرائيل عام 1967 أصبح جزءًا من شخصية الإنسان والمقاتل المصرى، باعتبار أن أهم نتائج ودروس حرب رمضان- أكتوبر هى استعادة ثقة الإنسان والمقاتل المصرى بنفسه، حيث قدمت روحًا جديدة دبت فى البشر والمجتمع نستلهم منها دروسًا مضيئة,لأن الإنسان الذى حول الهزيمة لنصر واليأس لجرأة وجسارة قادر بهذه الروح على تحدى الصعاب والمستحيل, وعلمتنا حرب رمضان- أكتوبر أن مواجهة الحقائق والاعتراف بها ودراستها والاستعداد والتهيؤ العلمى والعمل لمواجهتها هو الطريق الوحيد لتجاوز المشكلات.

وعلمتنا حرب رمضان – أكتوبر أن تحقيق الأهداف الكبيرة يحتاج إلى صدق الإيمان, وشجاعة القرار, ودقة التخطيط, ويقظة المبادرة, والتفانى فى أداء الواجب, واحترام النهج العلمى, والالتزام بالجهد المشترك, والقبول الشجاع بالتضحيات الجسام.

لقد كانت حرب رمضان- أكتوبر فى جوهرها عبورا بمصر والأمة العربية كلها إلى عصر جديد لايقتصر على تحرير الأرض,وممارسة السيادة,وإنما يمتد إلى استعادة الثقة بالنفس,والتمسك بالأمل.

وأفرزت حرب رمضان- أكتوبر روحا سرت فى جسد ووجدان الأمة تمنحها الثقة وتعطيها الأمل والقدرة على مواجهة أعلى التحديات, وستظل معينا لا ينضب وشعلة لا تنطفئ، بل تبقى متوجهة إلى الأبد تمنحنا القدرة على الإنجاز والشجاعة والتمسك بمراجعة الذات وتصحيح الخطوات.

وتذكرنا حرب رمضان- اكتوبر دائما بأن قوتنا تكمن فى وحدتنا, وأن تماسك جبهتنا وترابط صفوفنا هما العنصران اللازمان لأى نجاح وكل نصر, ولن يذكر التاريخ الإنسانى لمصر أنها كانت دولة عدوان, بل كانت دائما وستظل دولة القانون والسلام والاستقرار, وعندما فرض عليها القتال فى رمضان – أكتوبر من أجل تطهير أرض الوطن من دنس الاحتلال كان هدفها الرئيسى هو السلام,وهذا هو سر خلود حرب رمضان- أكتوبر لأنها كانت حربا عادلة مشروعة بكل معنى الكلمة من أجل السلام, ومصر قد أدركت- فى مرحلة مبكرة- أنه لم يكن من الممكن بأى حال من الأحوال أن تدخل بعد 1967 فى عملية جادة لبناء السلام فى ظل خلل توازن القوى, واستطاعت حرب رمضان- أكتوبر أن تسقط نظرية تفوق اسرائيل التى زعمت أنها أصبحت قوة لاتقهر, وأن تنسف هذا الوهم الزائف الذى كان يولد الخوف فى نفوس العرب فى مواجهة إسرائيل, وأن تضرب نظرية تحقيق الأمن بواسطة الاستيلاء على أرض الغير,وتكشف أوهام فرض الأمر الواقع.

ولكل هذا كان انتصار أكتوبر ضرورة حتمية والشرط الذى لاغنى عنه لتحقيق السلام هو الخيار الأفضل,وكان أيضا نقطة الارتكاز لإقناع كل الأطراف بأن السلام هو الخيار الأفضل, وإعادة التوازن السياسى والسيكولوجى الذى كان لازما لإقناع إسرائيل بالالتزام بأحكام القانون والشرعية, ولم تمض مصر فى طريق السلام إلا بعد أن أثبتت قدراتها وإرادتها لإنهاء الاحتلال عن طريق القوة, ولولا حرب رمضان – أكتوبر والانتصار المصرى لما اضطرت اسرائيل لإبرام معاهدة السلام مع مصر التى حصلت بموجبها على كامل ترابها الوطنى, واستعادت ممارسة سيادتها على كل شبر من أرض سيناء الغالية.

وبهذه المناسبة أدعو إلى تأسيس مركز دراسات حرب رمضان-أكتوبر ليكون نافذة وعى للأجيال الجديدة التى تكاد لا تعرف شيئا عنها.

خواطر

• جعل الله عز وجل شهر رمضان موسما عظيما تنهل منه الأمة من الخير ما لا يمكن حصره ووصفه, فهو بحق شهر الإحسان, وعلى الإنسان أن يبادر فى هذا الشهر بالتوبة من الأفعال التى لا يرضاها الله, وأن يغير سلوكياته وأفعاله السيئة إلى الأعمال الحسنة والإيجابية, وشهر رمضان هو شهر الطاعة, ومن أوله إلى آخره نفحات ربانية ومنح إلهية تتنزل على بنى آدم ويعم السلام والوئام وتعم السكينة والهدوء فى هذا الشهر, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله:اللهم بلغنا رمضان لأجل استعجال الطاعة, ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان.

• مع انتشار ظاهرة التسول فى رمضان لم نعد نستطيع التمييز بين المحتاجين منهم بالفعل ويستحقون المساعدة وبين الأدعياء والمحتالين, لذلك اقترح تشكيل لجنة بكل محافظة برعاية وزارة التضامن الاجتماعى تتولى حصر أعداد المتسولين وفحص أحوالهم وتحديد الحالات التى تستحق المساعدة الحقيقية وإلحاقها بمعاش "تكافل وكرامة" أو أى مبادرة أخرى وعلاج من يستحق منهم العلاج. أما الأدعياء والمحتالون أو المتحايلون فنحرر لهم محاضر مع إنذارهم بالقبض عليهم فى حالة عودتهم للتسول انقاذا لصورة مصر الحضارية.

• ما أجمل عمل الخير فى رمضان, لكن – وبكل أسف- السعى لاستعطاف الناس باستخدام الأطفال وتصويرهم على الشاشة فى صورة المحتاجين عمل لايليق, ويجب منعه فورا حفاظا على كرامة الأطفال الذين قد يعانون الآن ومستقبلا من هذه الصورة المهينة رغم أن الحياة الكريمة لهم ليست منة من أحد أو تفضلا, لأنها حقهم علينا ومسئوليتنا جميعا.