قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ابتزاز نووي.. هل ينفذ بوتين تهديده ويدفع العالم إلى حافة الإبادة؟

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين
×

يعد تهديد التصعيد النووي أحد أكثر الأدوات فعالية لسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخارجية، لكن المجتمع الدولي لديه الوسائل لتحييد فعاليته.

وحسب تقرير لموقع “المركز الدولي للدفاع والأمن”، فإنه بمجرد غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، بدأ المسؤولون الروس في التكهن علنا بإمكانية استخدام الأسلحة النووية، مما أثار مخاوف بشأن اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وحذر فلاديمير بوتين دول الغرب من الوقوف في طريق "عمليته العسكرية الخاصة"، مهددا إياها بعواقب غير مسبوقة، وبعد عدة أيام، أمر بوضع ترسانة روسيا النووية في حالة تأهب قصوى.

وفي نهاية مارس، اتخذ المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف موقفا أكثر ليونة، نافيا أن بوتين هدد باستخدام الأسلحة النووية إذا تدخلت دول الغرب.

وفي الآونة الأخيرة، قال ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إنه "في ظل ظروف معينة"، يمكن اعتبار العقوبات الدولية "عملا عدوانيا دوليا".

وقال ميدفيديف، إنه "في مثل هذه الحالة، قد تلجأ روسيا إلى الحق في "الدفاع عن نفسها".

ما هي تلك "الظروف"، وماذا وراء كل هذه التصريحات المتناقضة؟

خدعة موسكو النووية

شعر العديد من السياسيين الغربيين بالخوف من خطاب الكرملين العدائي، وأن المواجهة بين الغرب وروسيا قد تدفع العالم إلى حافة الإبادة النووية، كما حدث خلال الحرب الباردة.

ولكن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي.

وكان الاتحاد السوفيتي، حريصا على إظهار إلى أي مدى كان مستعد للذهاب في مواجهة مع الغرب.

وخلال الأزمة الكوبية، هدد نيكيتا خروتشوف ووزير دفاعه نيكولاي بولجانين بهجوم نووي، وعلى الرغم من أن تهديداتهم كانت أكثر وضوحا من تهديدات بوتين، إلا أنهم لم يتصرفوا بناء عليها لأنهم كانوا متأكدين تماما من رد نووي هائل من الغرب.

ولم يجعل تراجع الاتحاد السوفيتي وعدم الاستقرار الداخلي الأمور أكثر بساطة، على العكس من ذلك، منذ زمن "البيريسترويكا"، خشيت النخب الغربية من أن يكون فقدان الكرملين السيطرة المركزية على قدرته النووية أكبر تهديد لوجودهم.

وعندما بدأت الإمبراطورية السوفيتية في التفكك، ساعدوا ميخائيل جورباتشوف بكل طريقة ممكنة للسيطرة على الوضع السياسي.

ومع ذلك، لم يجد الغرب إجابة على السؤال حول كيفية التعامل مع تفكك بلد له مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويمتلك أسلحة نووية.

بعبارة أخرى، جعلت ترسانة روسيا النووية الكبيرة الغرب رهينة لاخطاء الكرملين السياسية والاقتصادية.

من جانبها، استغلت موسكو دائما هذا الخوف بسخرية، وحاولت قصارى جهدها لتصدير مخاوف الحرب النووية إلى الغرب.

وفعل جورباتشوف ذلك في محاولة يائسة لحفظ ماء الوجه وسط هزيمة كاملة في الحرب الباردة، في حين استغل يلتسين هذا الخوف لتأمين الدعم الاقتصادي والسياسي الذي يحتاجه في صراعه على السلطة مع الشيوعيين الروس.

ما الذي غيره بوتين؟

تعلم بوتين جيدا من أسلافه، وأدرك أن الوضع النووي لروسيا يفتح فرصا لا نهاية لها تقريبا لزيادة المخاطر على الساحة الدولية.

وعلى سبيل المثال، في أغسطس 2014، في ذروة الأعمال العدائية بالقرب من إيلوفايسك، كان المجتمع الغربي يفكر في زيادة العقوبات على موسكو، ولكن بوتين لعب ورقته الرابحة للسياسة الخارجية، مذكرا الغرب بأنه من الأفضل عدم العبث مع روسيا، التي تعد "واحدة من أقوى القوى النووية" في العالم، وكان لكلماته التأثير المقصود.