سلطت الحلقة العاشرة من مسلسل "الاختيار 3" الضوء على فترة مهمة من تاريخ مصر والتي حكمت فيها جماعة الإخوان البلاد عامي 2012 و2013.
وكشفت الحلقة العاشرة من مسلسل الاختيار 3 كواليس الاستفتاء على مشروع الدستور الذي أقره المعزول محمد مرسي وجماعته خلال حكمهم للبلاد في 2012 و2013.
وأوضحت الحلقة العاشرة كيف حشدت الجماعة أنصارها في المحافظات والمدن للتصويت على الدستور، وأكدت أن من يخالف ذلك بمثابة مخالفة لأوامر الدين والشرع، وأن التصويت (بنعم) من رضا الله ومناصرة للشريعة.
وفي التقرير التالي يرصد موقع "صدى البلد"، أبرز ما قامت به جماعة الإخوان منذ بداية الإعلان عن الدستور حتى الاستفتاء عليه:
كانت البداية عندما حدد الرئيس المعزول محمد مرسي موعد الاستفتاء على الدستور بتاريخ 15 ديسمبر، بعد تسلمه مسودته النهائية من الجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها الإسلاميون، كما دعا مرسي لحوار شامل لإنهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر.
وأعلن محمد مرسي، أنه قرر دعوة الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في 15 ديسمبر، وجاء قرار مرسي في كلمة ألقاها بعد أن تسلم نص المشروع بصيغته النهائية من المستشار حسام الغرياني، رئيس اللجنة التأسيسية، التي وضعت مشروع الدستور ودعا مرسي في كلمته إلى "حوار وطني جاد" لإنهاء المرحلة الانتقالية في البلاد.
وطالب حسام الغرياني الرئيس مرسي بدعوة الشعب للاستفتاء على الدستور، مشيرا في خطاب ألقاه قبيل تسليم الرئيس مسودة الدستور، إلى أنه في حال موافقة الشعب المصري على الدستور، ستسقط جميع الإعلانات الدستورية السابقة وتنتهي المرحلة الانتقالية.
مسيرات تأييد لمرسي
ومع إنهاء الرئيس المعزول محمد مرسي لكلمته، ظهرت علامات الاحتفال على المتظاهرين المؤيدين لقرارات مرسي، و المحتشدين في ميدان النهضة، قرب جامعة القاهرة.
وجاء أتباع الجماعة، الذين قدر عددهم بمئات الألوف، إلى القاهرة من محافظات مختلفة وغصت بهم شوارع أمام جامعة القاهرة وحولها مرددين هتافات تطالب مرسي، بالإصرار على الإعلان الدستوري.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين وجماعات أخرى دعت لتنظيم المظاهرة في ميدان التحرير لكنها نقلت مكان المظاهرة إلى مدينة الجيزة على الضفة الغربية لنيل القاهرة بعد مخاوف من اشتباكات دموية بين المتظاهرين ومعارضين لمرسي يعتصمون في الميدان منذ نحو عشرة أيام.
وأقيمت منصة كبيرة في ميدان النهضة، اعتلاها متظاهرون يحملون مكبرات صوت يطلقون من خلالها شعارات مؤيدة لـ مرسي والإعلان الدستوري والتصويت بنعم.
مظاهرات لرفض الإعلان الدستوري
وكان آلاف المتظاهرين قد خرجوا في أنحاء مصر لإدانة الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي الذي زاد فيه من صلاحياته وحصن جميع قراراته من الطعن عليها قضائيا، كما حصن الجمعية التأسيسية للدستور.
وأشعل الإعلان الدستوري الذي وسع به الرئيس المعزول الراحل محمد مرسي سلطاته فتيل أكبر أزمة سياسية تعرفها مصر منذ سقوط نظام حسني مبارك، ومما زاد من تعميق هذه الأزمة إصرار مرسي وجماعته على إجراء الاستفتاء على مسودة دستور مثيرة للجدل لم تحظ بدعم العدد الأكبر من الشعب المصري.
وكانت قرارات الرئيس المعزول مرسي المفاجئة سلطت الضوء على مدى هيمنة جماعة الإخوان على آلية صنع القرار السياسي في البلاد، وسط مخاوف المعارضة من أن تتغير هوية مصر التعددية وتصبح دولة دينية تخفي "ولاية المرشد" على شكل "ولاية الفقيه" في النموذج الشيعي الإيراني.
إعلان دستوري مبني على الفوضى
فكان الإعلان الدستوري مبني على استراتيجية الفوضى والاستقرار، واستراتيجية استغلال الدين واللعب على وتر الشريعة تحولت معركة استفتاء مارس إلى تصويت على الدين، ومعركة لأنصار الشريعة عبرت عنها العبارة الشهيرة «وقالت الصناديق نعم للإسلام»، وحول الإخوان أيضا استفتاء دستور 2012 إلى معركة بين الإسلام وشعب مصر.
وكانت نفس النغمة في مارس 2011 أن الرافضين للدستور معادين للدين، و موالون لنظام مبارك، وفى 2012 كان المعارضون دعاة للهدم والفوضى، وفي الاستفتاء على الدستور الإخواني امتلأت شوارع مصر بدعاية وإعلانات باهظة الثمن تدعو للتصويت بـ«نعم» مع تظليل كلمة نعم باللون الأخضر وتقوم باستغلال الشباب للتصويت.
حملات مكثفة لدعم الدستور
وبدأت الإخوان والدعوة السلفية، بإطلاق الفعاليات لحشد وتنظيم مؤتمرات مشتركة بالمحافظات، وكان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان وقياداتهم، في إطلاق حملات مكثفة بالمحافظات لدعوة الناس لقول نعم للدستور، بغطاء شرح مضمون الدستور، تمهيداً لإقناع الشعب بما تم إنجازه والتصويت عليه.
واستخدمت الإخوان الدين في الدعوة للاستفتاء على الدستور في ديسمبر 2012، وانتشرت عمليات توزيع منشورات وأوراق مطبوعة.
فهناك العديد من المخالفات والانتهاكات والجرائم وفرض القوة لجماعة الإخوان وعناصرها سواء داخل اللجان أو خارجها، وهو ما أكد رغبة الإخوان بفرض القوة لتمرير دستور الجماعة.