الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الابتسامة أقصر طريق لمحبة القلوب

صدى البلد

من العجيب في زماننا تهجم كثير من الناس وعبوس وجوههم في الخلق فما تراه إلا كئيباً حزينا منفلت الأعصاب.


يا سادة صناعة الابتسامة وصنع البهجة والفرح صناعة ثقيلة لا يدرك قيمتها إلا من هم داخل العيادات النفسية.


كثير من الناس يتعاطون المهدئات وغيرها وربما يتعاطى البعض أكثر من هذا وليس لهم من سعادة سوى في التوحد العزلة عن الخلق، بسبب نظرة التهكم والتهجم من البعض والازدراء من الآخرين.


نستطيع القول بأن الابتسامة والضحك في وجوهنا لن تكلفك الكثير بل إنها ستضيف لك الكثير في قلوبنا محبة وراحة وسعادة.
كم من الناس لا هم له سوى تصدير المشكلات والمصائب وعبوس الوجه وفي هذا نذير شؤم من البعض لهم فإذا التقى أحد الناس بهم هربوا وسارعوا من أمامهم بالفرار؟
لأجل هذا ولخطورته احرصوا على صناعة البهجة والفرح حولكم وفي بيوتكم وفي أعمالكم قدر المستطاع.
لقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم خير الناس فما رآه أصحابه إلا بوجه مشرق يتلالأ ثغره ويضحك فاهه.
فعن  جرير بن عبد الله البجلي 
ما حَجَبَنِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُنْذُ أسْلَمْتُ، ولَا رَآنِي إلَّا تَبَسَّمَ في وجْهِي. ولقَدْ شَكَوْتُ إلَيْهِ إنِّي لا أثْبُتُ علَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ بيَدِهِ في صَدْرِي، وقالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا (صحيح البخاري : 3035)
من أجل هذه النظرة الحانية والابتسامة المؤثرة 
أسلم جرير وبعثه رسول الله ليهدم صنم كان يعبده العرب (قَالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا تُرِيحُنِي مِن ذِي الخَلَصَةِ وهو نُصُبٌ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، يُسَمَّى الكَعْبَةَ اليَمَانِيَةَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي رَجُلٌ لا أثْبُتُ علَى الخَيْلِ، فَصَكَّ في صَدْرِي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، واجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا قَالَ: فَخَرَجْتُ في خَمْسِينَ فَارِسًا مِن أحْمَسَ مِن قَوْمِي، ورُبَّما قَالَ سُفْيَانُ: فَانْطَلَقْتُ في عُصْبَةٍ مِن قَوْمِي فأتَيْتُهَا فأحْرَقْتُهَا، ثُمَّ أتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، واللَّهِ ما أتَيْتُكَ حتَّى تَرَكْتُهَا مِثْلَ الجَمَلِ الأجْرَبِ، فَدَعَا لأحْمَسَ وخَيْلِهَا.


لقدم قَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ الْمَدِينَةَ وَمَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلا. [فَقَالَ رَسُولُ الله. ص: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ. فَطَلَعَ جَرِيرٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَعَهُ قَوْمُهُ فَأَسْلَمُوا وَبَايَعُوا. قَالَ جَرِيرٌ:
فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعَنِي وَقَالَ: عَلَى أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ وَتُطِيعَ الْوَالِيَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا. فَقَالَ: نَعَمْ. فَبَايَعَهُ.


لكم أثرت تلك الابتسامة الحانية من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وهو الضحوك القتال كما في صفته عليه الصلاة والسلام في نفوس أصحابه فكانوا يسلمون لمجرد رؤيته عليه الصلاة والسلام فما بالك وهو يضحك ويبتسم فتضحك الدنيا من حوله عليه الصلاة والسلام
اضحكوا في وجوهنا واصنعوا ابتسامة دامت أفراحكم وسعادتكم.