ارتفع معدل تضخم أسعار المستهلك في جمهورية الصين ، خلال شهر مارس الماضي، بينما تراجع معدل تضخم أسعار المنتجين (الجملة)، وذلك بحسب أحدث التقارير المنشورة عبر وكالات الأنباء العالمية.
وأوضح مكتب الإحصاء الوطني في الصين ، أن معدل تضخم أسعار المستهلك ارتفع إلى 5ر1 في المئة خلال الشهر الماضي مقابل 9ر0 في المئة خلال فبراير الماضي، في حين استقر معدل التضخم الأساسي الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء الأشد تقلبًا عند مستوى 1ر1 في المئة خلال مارس الماضي.
وتراجعت أسعار الغذاء خلال الشهر الماضي بنسبة 5ر1 في المئة، بينما ارتفع سعر السلع غير الغذائية بنسبة 2ر2 في المئة خلال الفترة ذاتها، وانخفض معدل تضخم أسعار الجملة إلى 3ر8 في المئة خلال مارس الماضي مقابل 8ر8 في المئة خلال فبراير الماضي.
وعلى صعيد أخر، اعتمدت الصين في محاربتها لفيروس كورونا على سياسة "صفر كوفيد" وكانت من أكثر الدول التي شددت إجراءات الحجر الصحي. لكنها تواجه أسوأ موجة وبائية منذ ظهور الفيروس مع تسجيل معدلات إصابات قياسية. فهل ستنجح الصين في الحفاظ على مقاربتها أمام الوباء؟.
وتشهد الصين أسوأ موجة وبائية منذ ظهور الفيروس ، مع فرض الإغلاق على ملايين الأشخاص ونصب آلاف الأسرة على عجل وازدياد الضغط على النظام الطبي - خاصة في شنغهاي.
وتتبنى الدولة سياسة "صفر كوفيد" المتمثلة في القيام بكل ما من شأنه الحد من الاصابات، ونتيجة لذلك، يجري عزل آلاف الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس في مراكز مخصصة أو مستشفيات.
ويجهد النظام الصحي في شنغهاي، البؤرة الحالية لتفشي الوباء الناجم عن المتحورة أوميكرون، لضمان إجراء الاختبارات وعزل الأشخاص المصابين وتقديم الرعاية لبقية المرضى غير المصابين بكوفيد، على حد سواء. وفي ما يأتي التحديات الرئيسية التي تواجه الصين:
تحصين المسنين وزيادة التطعيم
فقد جرى تطعيم أكثر من 1,2 مليار شخص بجرعتين على الأقل من اللقاحات بحلول منتصف شهر آذار/مارس، أي حوالي 90 بالمئة من السكان. في حين تناول نصف الصينيين فقط حتى الآن الجرعة المعززة.
لكن الصعوبة الأخرى تكمن في حماية المسنين، إذ من بين الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما، تلقى النصف فقط جرعتين فيما تزيد النسبة قليلا عن 50 بالمئة لدى أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما وتم تطعيمهم بجرعة معززة. وينظر إلى الوضع بقلق لأنه في هونغ كونغ، المنطقة المتمتعة بحكم شبه ذاتي في جنوب الصين، أودى تفشي حديث للوباء بحياة العديد من المرضى المسنين غير المحصنين.
أما في البر الرئيسي، لا يُسمح حتى الآن سوى بإعطاء اللقاحات الصينية. إلا أن السلطات وافقت "بشروط" على عقار "باكسلوفيد" الذي تصنعه شركة فايزر الأمريكية لعلاج كوفيد-19.
وتفيد دراسات عدة أن اللقاحات الصينية أقل فعالية من العديد من اللقاحات الأجنبية، حتى لو كانت توفر حماية موثوقة ضد الأشكال الشديدة من كوفيد-19.