تعيش فرنسا أسبوعين مؤلمين، إذ تواجه خلالهما حملة انتخابية شرسة حول مستقبل البلاد، وذلك مع مواجهة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية والتي ستعقد في 24 إبريل الجاري .
وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، يصف ماكرون نفسه على أنه "تقدمي" مؤيد لأوروبا، فيما تُعرف لوبان بأنها مناهضة لما تسميه برنامج إسلامى قومى، فضلا عن رضاها وصداقتها مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وتصدّر ماكرون الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمس، الأحد، بنسبة 27.6٪ من الأصوات، متقدما على لوبان بنسبة 23.4٪، وفقًا لنتائج أولية.
منافسة شرسة
وحسب استطلاعات الرأي، فإن ماكرون حصل على 28.6% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، فيما حصلت لوبان على 24.4% من الأصوات.
وسجل ماكرون أعلى من نتيجته في الجولة الأولى قبل 5 سنوات ، وحصل بوضوح على دعم في الساعات الأخيرة من الحملة بعد تحذيراته القاسية للناخبين لكبح اليمين المتطرف وحماية مكان فرنسا على المسرح الدبلوماسي الدولي وسط الحرب في أوكرانيا.
لكن حققت لوبان كذلك نتائج أكثر مما كانت عليه قبل خمس سنوات. لقد اكتسبت الدعم بشكل مطرد بعد حملة شاقة تطرقت خلالها لأزمة تكاليف المعيشة والتضخم، والتي أصبحت مصدر قلق الناخبين.
ودعا جميع المرشحين الرئيسيين، باستثناء اليميني المتطرف إريك زمور، الفرنسيين إلى التصويت تكتيكيًا لإبعاد لوبان في الجولة الثانية.
وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن شكره لأنصاره بعد تصدره الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وقال ماكرون في كلمة له بعد تصدره الجولة الأولى من الانتخابات: "أحيي كل المرشحين الذين شاركوا في الجولة الأولى من هذه الانتخابات، وأحمل مشروع استقلال أوروبا واستمرار تقدمها وانفتاحها".
وأضاف: "منذ البداية ونحن ندافع عن قناعتنا بقوة مع احترام الجميع"، مشيرًا: "عندما يمثل اليمين المتطرف، بجميع أشكاله، هذا القدر في فرنسا، لا يمكنك اعتبار الأمور تسير بشكل جيد، لذلك يجب أن تخرج وتقنع الناس بذلك بالكثير من التواضع واحترام لهؤلاء الذين لم يكونوا إلى جانبنا في هذه الجولة الأولى".
ولفت لمؤيديه: "ستكون المناقشة التي سنجريها في الأسبوعين المقبلين حاسمة بالنسبة لبلدنا وأوروبا".
من جانبها، سعت لوبان في خطاب النصر الذي وجهته لمؤيديها إلى الاستفادة من الشعور المناهض لماكرون بعد احتجاجات السترات الصفراء المناهضة للحكومة ووصفته بأنه مثير للانقسام والاستقطاب.
وقالت إن الجولة الأخيرة ستكون "اختيارًا أساسيًا بين رؤيتين متعارضتين للمجتمع"، والتي رأت أنها إما "انقسام وفوضى" لماكرون أو الوصول لـ"العدالة الاجتماعية" لحماية المجتمع والحضارة.
وأشارت إلى أنه يمكنها حماية الضعفاء وتوحيد أمة سئمت نخبتها، لافتة لأنصارها الذين راحوا يهتفون لها "سنفوز!".
ماكرون وفترة ثانية
يطمح ماكرون في الفوز بولاية ثانية، والتي لم ينجح فيها أي رئيس فرنسي خلال العقدين الماضيين، على الرغم من حالة التشاؤم وخيبة الأمل من السياسة في فرنسا.
وحسب شبكة "سكاي نيوز عربية"، قبل شهر، كان ماكرون يتجه لتحقيق هذا بشكل مريح، إذ كان يحتل مرتبة متقدمة في استطلاعات الرأي بفضل النمو الاقتصادي القوي والمعارضة المنقسمة ودوره كزعيم سياسي في محاولة تجنب الحرب على الجناح الشرقي لأوروبا.
لكنه دفع ثمن خوضه الحملة الانتخابية متأخرا وتجنب خلالها التجول في الأسواق بالمناطق الإقليمية لصالح تجمع انتخابي واحد كبير خارج باريس.
كما لم تحظ خطة لجعل الناس يعملون لفترة أطول بشعبية، مما مكّن لوبان من تضييق الفجوة في استطلاعات الرأي.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت الأسبوع الماضي، أن لوبان قد تحصل على نسبة 49٪ في جولة الإعادة المحتملة.
ولأول مرة، تستطيع لوبان الاستفادة من مخزون الأصوات القابلة للتحويل في الجولة الثانية. ومن المتوقع الآن أن ينتقل نحو 80٪ من الأصوات لصالح المرشح زمور إلى لوبان، وهذا تهديد كبير لماكرون.