عباقرة تلاوة القرآن الكريم بالمنوفية.. البنا والشعشاعي أشهر أبنائها

علي مدار عقود اشتهرت محافظة المنوفية بأنها اهم محافظات الجمهورية التي يخرج منها مشاهير قراء القراءن الكريم والمبتهلين الذين اشتهروا في مصر والوطن العربي والإسلامي علي مدار عقود.

ومن اشهر القراء الشيخ محمود البنا ابن قرية شبراباص التابعة لمركز شبين الكوم الذي ما زال صوته يدوى في انحاء قريته في مسجده الذي بني باسمه وما زال صوته في قراءن الفجر والمغرب العربي في شهر رمضان الكريم، ويعد البنا من اشهر القراء والذي قرأ المصحف في الحرمين الشريفين والمسجد الاقصي.

ولد البنا في عام 1926وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش وأتم حفظه في الحادية عشرة ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي

وصل الشيخ البنا إلى القاهرة عام 1945، وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا، والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية، التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.

وبعد رحلة عطاء حافلة انتقل الشيخ محمود علي البنا إلى رحمة الله في 20 يوليو 1985م، ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص، وقد منحه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون عام ١٩٩٠.

وايضا انجبت المنوفية القارئ عبد الفتاح الشعشاعي الذي ينتمي إلي قرية شعشاع بمركز اشمون ويعد من اشهر قراء القراءن الكريم حيث نشأ في أسرة تحفظ كتاب الله حيث تعلم القرآن على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي وأنجب إبراهيم الذي أخذ من جمال صوت والده أيضا ، حفظ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القرآن وهو في العاشرة من عمره وسافر طلبا للعلم إلى المسجد الأحمدي بمدينة طنطا وتعلم أصول التجويد ولتميزه طالبه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والإلتحاق بالأزهر الشريف وفي عام 1930 كون فرقة تواشيح دينية مع الشيخ زكريا أحمد وإشتهرت في تلك الفترة ولكنها لم تكن ترضي طموحة فترك الفرقة وتصارع مع عمالقة التلاوة فكان ثاني قارئ في الإذاعة المصرية بعد الشيخ الجليل محمد رفعت وأول من قرا القرآن في مكبرات الصوت في مكة والمدينة ، فيما حاز الشيخ الشعشاعي على العديد من الأوسمة ومنحه الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرا لدوره في تلاوة القرآن الكريم بعد وفاته حيث توفي الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في عام 1962 تاركا خلفه نحو 400 تسجيل بالإذاعة المصرية ونجله إبراهيم الذي سار على دربه وحقق شهرة واسعة هو الأخر.

ماشي في نور الله بدعي واقول يارب .. ابتهال شهير ارتبط بالشيخ النقشبندي لكنه في الاصل هو كلمات وإبتهال الشيخ محمد الطوخي أحد أشهر المبتهلين في مصر والذي ولد في قرية سنتريس التابعة لمركز أشمون عام 1922 والذي تعلم القرآن في الحادية عشر من عمره ، وفي عام 1948 عين قارئا لمسجد السلطان أبي العلاء وفي العام ذاته نقلت الإذاعة المصرية شعائر صلاة الجمعة من المسجد في حضور الملك فاروق حيث تقرر إعتماده في الإذاعة المصرية وسجل نحو 22 أبتهال ونحو 10 موشحات دينية بينما عمل قارئا للقرآن الكريم بجانب عمله كمأذون شرعي في حي بولاق بالقاهرة .

توفى الشيخ القارئ والمنشد محمد الطوخي يوم الجمعة الموافق 6 مارس عام 2009م عن عمر يناهز السابعة والثمانين قضاها في تلاوة القرآن الكريم وتعليمه وإلقاء الإنشاد الديني في الداخل والخارج

وأنجبت المنوفية أيضا الشيخ القارئ عبد الرحمن الدروي المولود في أغسطس عام 1903م بقرية (دروة) مركز أشمون، أتم حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية وهو لم يتعد التاسعة من عمره ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وهو أول قارئ يتلو القرآن الكريم في الإذاعات السعودية

وكان الشيخ يقرأ القرآن في مأتم محمود فهمي النقراشي باشا فسمعه رئيس الحكومة في ذلك الوقت وهو يرتل ترتيلا حسنا بصوت كله شجن فسأل عننه ولماذا لم يقرأ في الإذاعة؟! فدخل إليها عام 1942م.

وفي عام 1948م وأثناء أدائه لفريضة الحج، طلبته الحكومة السعودية ليفتتح أول إذاعة للمملكة وكان معه في ذلك الوقت رئيس بعثة الإذاعة المصرية فوافق وقام بتسجيل 4 ساعات ورفض أن يتقاضى أجرا على التسجيلات قائلا: كيف أتقاضى أجرا عن قرآن تلوته في بلد نزل عليه وفيه القرآن.

ودعي إلى المملكة الأردنية عام 1953م، وهناك سجل 16 تسجيلا ومن حسن حظه أن قرأ سورة الكهف بالمسجد الأقصي جمعتين متتاليتين ووقتها كانت فلسطين تتبع المملكة الأردنية وهي سابقة لم تأتي لغيره.