الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هو «الأغا» الذي صافح الأمير محمد بن سلمان؟

الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان يصافح أحد الأغاوات في المسجد النبوي

أثارت صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو يصافح أحد الأغاوات في المسجد النبوي تساؤلات واسعة بين النشطاء في المملكة العربية السعودية.

ووثقت الصورة المتداولة بشكل واسع مصافحة الأمير محمد بن سلمان أحد رجال جماعة "الأغاوات" قبيل تأديته فريضة الصلاة إبان تواجده في المسجد النبوي.

من هم الأغاوات؟

يطلق مسمى الأغاوات على الرجال الذين سخروا أنفسهم في سبيل خدمة الحرمين الشريفين، ويؤتى بهم تحت معايير معينة تناسب 40 مهمة مناطين بها.

وفي وقتنا الحالي، يوشك "الأغاوات" على إسدال ستار هذه المرحلة بعدما أمر الملك الراحل فهد بإيقاف قدومهم، وتجاوز اليوم أصغرهم التسعة عقود، وتناقصت أعدادهم من المئات إلى 4 أشخاص.

يقول لباحث والمختص في تاريخ المدينة المنورة، فؤاد المغامسي إن أول ظهور للأغاوات يرجع للعصر الأيوبي حسب بعض المصادر، وتم جلبهم من بعض بلاد ما وراء النهر والسند والهند، والأكثرية من الحبشة ومن إفريقيا، وتتنوع مهامهم مثل حراسة الحجرة النبوية الشريفة والإشراف على أمورها الخاصة.

وأضاف في تصريحات لموقع "العربية.نت" أن الرحالة والمستشرقين الذين زاروا المدينة المنورة، دونوا تفاصيل عملهم المحددة والدقيقة، ونظام تسلسلهم الوظيفي الإداري.

وأوضح أن وظائف الأغاوات تتغير من عهد لعهد بسبب تطور الأحوال أو استحداث أنظمة، وهم يتميزون برتب مثل الرتب العسكرية.

ويبلغ عدده الرتب 12 وهي: "شيخ الأغاوات" باعتباره الأقدم خدمة والأعلى وظيفة، والمسؤول عن سير العمل في الحرم النبوي الشريف وكلمته نافذة، ويعين من قبل السلطان، يليه "الخازندار" وهو من أغاوات السراية السلطانية، وكانت وظيفته تتمثل في حمل المبخرة والدخول بها مع شيخ الحرم قبل صلاة المغرب عند إدخال الشمعدانات وإسراجها بالحجرة النبوية الشريفة.

وبالنسبة "للمستسلم" بيده مفاتيح الحجرة النبوية الشريفة، فيشرف على حواصل الشمع والزيت، واستلام ما يهدى للجماعة من مبالغ نقدية وعينية، فيما ينوب "نقيب الأغاوات" عن الشيخ في حالة غيابه، يعقبه "أمين الأغاوات" الذي يعد الوكيل الشرعي للأغاوات ويساند الشيخ والنقيب.

ويصل عدد "مشدي الأغوات" إلى 14 رجلاً من الأشداء يحرسون الحجر النبوية. ومن يوزع العمل بينهم يسمون "الخبزي" ويضعون فوق رؤوسهم الشاش، ويعد "النصف الخبزي" البديل في حال توفي الذي قبله، و"البطال" المستجدون وقيل الرجال الشجعان.

والأغا النائم في الحرم طوال اليوم هو "ولد العمل"، و"المتفرقة" يأتون عوضاً لما قبلهم، بينما "البوابون" يلازمون أبواب الحجرة النبوية وأبواب المسجد.

وحسب الرحالة المستشرق بيرتون عن الأغاوات خلال زيارته للمدينة منتصف القرن التاسع عشر الميلادي: "ينقسمون إلى فئات 3: البوابون، والخبزية القائمين بكنس أكثر المواضع في المسجد قداسة، وأدنى فئات الأغاوات البطالون، وينظفون المكان من القاذورات ويضربون النائمين في المساجد".

وذكر المغامسي أن حارة الأغوات وصل أفرادها للمئات في بعض العهود، حتى إنهم كانوا يصلون التراويح في شهر رمضان بإمام خاص يقف في المحراب الخارجي القريب من الحجرة النبوية الشريفة.