تحتوي الكرة الأرضيّة على كثير من الكائنات الحيّة التي تنتمي إلى مملكة الحيوانات، وتختلف هذه الكائنات بكثير من خصائصها على نحو واضح، وعالم الحيوان مليء بالأسرار والحكايات التي قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة، وتتنوع بيئات وصفات الحيوانات وخواصها المعيشية، ومنها الضباع.

يدفنه ضباط الشرطة في بعض الدول .. خبير بيئي يكشف أسرار غير متوقعة عن الضبع

آلاف الحيوانات البحرية تنتشر في شوارع كوبا

مغالطات السوشيال ميديا

انتشرت خلال الأيام الأخيرة، مجموعة من الأسئلة على منصات التواصل الاجتماعي، جاءت في مجملها مغالطات، وانتشرت إثر ذلك العديد من المقالات لمتخصصين لتوضيح الحقائق، ومنها التي تشير إلى أن الضبع يكون ذكرًا لمدة سنة، ثم يتحوّل إلى أنثى في السنة التي تليها، وهكذا على نحو مستمر.

ويُعد الضبع واحدًا من الحيوانات التي تنتمي إلى أسرة الحبليات، ويعيش في العديد من الأنحاء حول العالم، ومنها: تركيا والهند وإفريقيا، إضافة إلى البراري الموجودة في دول العالم العربي أيضًا.

هل الضبع يكون سنة ذكر وسنة أنثى

على الرّغم من انتشار الكثير من العناوين التي توضح أن الضباع تكون ذكورًا في سنة وإناثًا في السنة الأخرى، إلا أنها مجرد أخبار غير صحيحة؛ كما أكد العلماء والباحثون في علوم الحيوان، حيث تنتمي الضباع إلى الحيوانات الثديية التي لا تستطيع تغيير جنسها كل سنة، خاصة أنه يصعب تحول جهازها التناسلي من ذكر إلى أنثى، وفسر العديد من الباحثين أن هذه المعلومة قد يكون من توصل اليها اختلط عليه الأمر، بسبب تشابه المهبل لدى أنثى الضبع في شكله الخارجي العضو الذكري.

وأكد الباحثون، أن هناك العديد من الحيوانات الخنثى التي لا توصف بالذكورة أو الأنوثة أيضًا، كالحلزون ودودة الأرض، كما أن هناك بعضًا من الحيوانات التي يحمل فيها الذّكر بدلاً من الأنثى أيضًا مثل فرس البحر.

حيوان الضبع صاحب الفك الأقوى

يعتبر الضبع من الثدييات التي تشتهر في جميع بلدان العالم، حيث إنه صاحب أقوى فك بالعالم، حيث تتحمل أسنانه طحن العظام بسرعة فائقة، إضافة إلى قوته البدنية والعضلية الكبيرة، وهو من الحيوانات المفترسة التي تلد ولا تبيض.

ويقدر قوة الفك للضبع بحوالي 77كم/سم2، أي3 أضعاف قوة فك الأسد، وهو يتغذى على اللحوم والجيفة، ويتزاوج مرة واحدة في العام، وتنجب الأنثى صغارها في كل بطن حوالي من3 إلى5 صغار، وهو من فصيلة الكلبيات، لتشابه فمه وشكله بصورة كبيرة مع الكلب، مع اختلاف مستوى القوة.

ويتميز هذا الحيوان بقوة السمع والبصر وحاسة الشم، إضافة إلى سرعته في الجري وبراعته في الصيد، ويوجد4 أنواع من الضباع «الضباع الرقطاء»، وتعد من الحيوانات الأشرس على الإطلاق، و«الضباع المخططة» وتعيش في جنوب إفريقيا والهند، وأوشكت على الانقراض، و«ذئب الأرض»، يعيش في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والهند، و«الضباع البنية» تعيش في أفريقيا.

غدر الضباع

هناك حكاية تروى عن أعرابي أنه أنقذ ضبعًا من صيادين يطاردونه، وبعد أن أطعمه غدر به وقتله، فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة، فتعقب الضبع حتى قتله، ثم أنشد شعرًا جاء في مطلعه "ومن يصنع المعروف في غير أهله، يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر"، فهذه بعض سلوكيات الضباع، وهو ما ظل يُضرب به المثل في الغدر حتى الآن.

خرافات عن الضباع

خلال الأيام الماضية، تداول العديد من الأشخاص عبر السوشيال ميديا، خرافات كثيرة عن الضباع وعن حياتهم، مدعين صحتها، على الرغم من عدم وجود أي أساس علمي لها، منها:

ـ الضبع كائن غبي: هذه أكبر الخرافات، حيث إن الضباع من الكائنات شديدة الذكاء، ولها ذاكرة قوية جدًا، وذكاؤها خارق لدرجة أنها تستطيع تمييز من يدخل إلى أوكارها في غير وجودها.

ـ الضبع كائن مضر بالبيئة: وهذه من الأفكار المغلوطة، في ظل فائدة الضباع الكبيرة للبيئة، حيث إنها تتغذى بصورة كبيرة على الجيف والفضلات والمخلفات، إضافة إلى إنها تقوم بمطاردة القوارض والفئران الضارة بالبيئة أيضًا.

ـ رائحة الضبع سيئة ونتنة: وهذا من الأمور الخاطئة، حيث إن الضبع مثل باقي الحيوانات في الرائحة، لكن ما يجعل رائحتها غير مقبولة هي الرائحة التي تصدرها الضباع من فتحة الشرج، ليتعرف باقي أفراد القطيع على مكانها.

ـ الضباع تنبش القبور: وهذا ليس صحيحًا حيث إن الضباع تأكل الجيف ولكنها لا تنبش القبور ورائحتها لا تنتج من نبش القبور كما ذكرنا.