الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دراما رمضان والمواطن الغلبان

كريمة أبوالعينين
كريمة أبوالعينين

 قالوا قديمًا ما يعجزعنه أهل العلم المعاصرين في مصر والعالم  يستطيع عالم الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي أن تحققه في غمضة عين.

بتلك المقولة تيقنت من فحواها حينما طلب منى إعداد وتقديم تقرير عن دراما رمضان وأثرها على المجتمع والاخلاقيات الموروثة. 

بداية كنت أتوقع أن القائمين على السماح بالمعروض من الأعمال فى شهرنا الفضيل سيضيقون الخناق على أى من تسول له نفسه أن يخترق البنيان المجتمعى الأصيل ولذا فقد كنت أتابع وأنا أمامى هذا السند من الفكر والوعى لصنّاع قرار إتاحة المعروض ومنع الممنوع .

تابعت على مدى الأيام الماضية كمًا هائلًا من المسلسلات واعترف بأن الوطنى منها لابد أن نصفق له ونرفع القبعة لمن انتهج هذا النهج الوطنى لإحياء النزعة الوطنية وتذكير الجيل الحالى بما صنعه الخالدون السابقون من أجل مصرنا الأبية وإعلاء بنيانها وترسيخ قيم الحق والعدالة والحرية وتمهيد الطرق للديمقراطية وأهدافها العميقة.

 ووسط انبهارى بما شاهدته من مسلسلات رمضان الوطنية وبخاصة العائدون والاختيار فى جزئه الحالى والذى يعد تكليلاً لمسيرة جهود رجال مصر الأوفياء الوطنيين من أجل أن تصبح مصر ليس فقط أم الدنيا ولكن أن تكون أد الدنيا كلها كما تعهد الرئيس السيسى بأن يجعلها عليه منذ توليه منصبه منذ مايقرب من  ثمانية أعوام. 

وسط هذا الزخم صدمت بما تعرضه مسلسلات أخرى من ترسيخ قيم الإفك والضلال والثراء السريع المشبوه وتحليل الحرام وإعطائه صبغة الحلال لحين تحقيق الأهداف المرجوة وبعدها إما توبة وإما تمضى الحياة كما تمضى فلا عقاب ولا ندم.. هذا النوع من المعروض لم يكن ملزمًا مثلما ما أحدثه بى واحد من المسلسلات التى يشهد فيه ويعيش ويشاهد ويتعايش وبطيب خاطر ابن على سرقة أبويه للآثار  الفرعونية القديمة ليس ذلك فقط ولكن الطفل يشارك أبواه فى كذبهما ويتطلع معهما للهروب من العدالة والعيش فى مستوى اجتماعى جديد بالطبع يكون فيه غنيا ثريًا ثراءً فاحشًا..هل تتخيل وقع هذا المعروض على الأطفال فى عالم الواقع ؟ وأيضا ما الهدف من هذا المعروض؟ والسؤال المهم كيف تغاضي القائمون على عرض مثل هذه المسلسلات مما تحويه من قيم مدمرة للمجتمع؟ وهل صحيح أن بريق الأموال لا يضاهيه بريق وأنه قادر على أن يجبر البعض الفاعل على الصمت والموافقة .

إذا تركت الدراما بما تحمله من بعض القيم السلبية وفتحت الأبواب أمام الحديث عما فى هذه الدراما من اختراق لقناعة الشخص بما لديه ورضائه بما قسم له لأن المواطن الغلبان الذى بالكاد يجد مأوى متواضعًا ولقيمات يقمن صلبه يرى بعين رأسه عالماً دراميًا آخر يعيش فيه مواطن مثله مع اختلاف التصنيف والمستوى المهنى يعيش فيما يشبه القصور ومنتجعات لاتختلف كثيرًا عما فى مخيلته من مكانته فى الجنة لصبره على متاعب الحياة.. مازلت أجمع من تقارير  حول المعروض الرمضانى الدرامى الذى أكد لى حتى هذه اللحظة أنه نجح أو فى طريقه إلى نجاح مالم تحققه حروب ولا مؤمرات ضد دولة مثل ألمانيا بعد هزيمتها وتقسيمها فى الحرب العالمية الثانية.. كل رمضان والدراما تحقق أهداف النون على حساب الميم كل سنة والدراما بخير ومصر أيضاً.