EN 
في الساعة عشرة من مساء الجمعة اتجه "محمد شريف" إلى محطة قطار سيدي جابر بالإسكندرية لركوب قطار VIP" وهو أعلى القطارات قيمة وتطورا بسكة حديد مصر ، للعودة إلى منزله بالقاهرة ، بعد أن انتهى من نوبة عمله ، متوقعا عودته إلى بيته في تمام الثانية عشر مساء لكون الرحلة من إلى الإسكندرية إلى القاهرة تستغرق ساعتين ونصف الساعة للوصول إلى المحطة.
ولكن ظل " محمد" ٧ ساعات محتجزا داخل قطار934 في سابقة للمرة الأولى في حياته، ليضطر الجلوس في القطار دون مياه أو سحور ومن حوله ركاب يحاولون الاستنجاد بأي مسؤول على متن القطار، ولكن لم يجدوا أي شخص يستنجدون به لإنهاء أزمتهم الراهنة، وذلك وفقا لرواية " محمد" أحد ركاب القطار المعطل.
سعى " محمد" للوصول إلى أي مسؤول على متن القطار، فلم يجد سوى طرقات فارغة من أي مراقب بالقطار، ليتجه إلى الإتصال بالخط الساخن التابع لهيئة سكك الحديد ليجدوا هو الآخر دون مجيب، ليظل جالسا بلا حول ولا قوة وسط ركاب أغلبهم من كبار السن.
بدأت مأساة "محمد" و ركاب القطار عندما تعطل القطار لأول مرة بمحطة دمنهور لعدة ساعات، ليسير مجددا إلى محطة طوخ ليظل القطار معطل لساعات طويلة، ليتحرك مجددا بعد ٥ ساعات، ويقف تمام دون وجود أي مبرر أو أي مسؤول يشرح لهم الموقف المتأزم وسبب العطل.
كل ما يلاحظه " محمد" و ركاب قطار "٩٣٤" خاص هو التعتيم التام عما يسير على خط السكة الحديد ، وسط غياب لرئيس القطار والقائمين عليه، ليستشعر الشاب الثلاثيني بحالة من الإهمال والسخط يسري بنفسه وبنفس الركاب المحتجزين.
" انا لو كنت سافرت بالطيارة لأي دولة ماكنتش هقعد ٧ ساعات زي ما قعدت في القطار العطلان وأنا مستغرب اغلى قطر في مصر يبقى حاله كده"، تلك هي الكلمات التي عبر بها "محمد " عن سخطه جراء احتجازه في القطار حتى الوقت الحالي ليعجز، عن أي تفكير ينجده من هذا الموقف في نهار رمضان وسط صيام وإرهاق الركاب.
وخلال هذه التجربة الصعبة التي يصفها "محمد"، بأنها الأسوأ بحياته يحاول إيصال صوته وصوت من معه من ركاب للمسؤولين لإخراجهم من القطار ليعودوا إلى منازلهم، قبل أن يتأزم الأمر ويظل القطار عالقا على قضبان السكة الحديد، مناشدا كافة الجهات المسؤولة بمحاسبة كل متسبب عن هذا الإهمال الصادم، الذي لم يكن يتوقعه " محمد" لضمان جودة هذه النوعية من القطارات المميزة.
