الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتخابات فرنسا.. 12 مرشحا يخوضون السباق إلى الإليزيه.. وماكرون يستعد لولاية ثانية

فرنسا.. 12 مرشحا
فرنسا.. 12 مرشحا يخوضون سباق الإليزيه.. وماكرون الأوفر حظا

أيام تفصلنا عن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، حيث يخوض 12 مرشحا السباق إلى الإليزيه، وسط توقعات بجولة إعادة مماثلة لانتخابات عام 2017 بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وتجري فرنسا الجولة الأولى من الانتخابات يوم الأحد 10 إبريل، على أن تأتي جولة الإعادة الحاسمة يوم 24 إبريل الجاري.

وصادق المجلس الدستوري الفرنسي على أوراق 12 مرشحا، بعد حصولهم على  500 توقيع من الممثلين المنتخبين في المدن والبلديات.

ويركز المرشحون في حملاتهم الانتخابية على ملفات وتحديات عدة أبرزها العمل وتكلفة المعيشة، والبيئة والهجرة والأمن، فضلا عن التعامل مع التحديات الخارجية آخرها الحرب في أوكرانيا.

والمرشحون هم: ماكرون من حزب "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي، مارين لوبان من حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، إريك زمور من حزب "الاستعادة" Reconquête اليميني المتطرف، فاليري بيكريس من حزب "الجمهوريون" اليميني، ونيكولا دوبون آينيان من حزب "انهضي يا فرنسا" اليميني،

إضافة إلى آن هيدالجو من "الحزب الاشتراكي"، ويانيك جادو من "حزب الخضر"، وجان لوك ميلانشون من حزب "فرنسا الأبيّة" اليساري المتطرف، وفابيان روسيل من "الحزب الشيوعي الفرنسي"، وجان لاسال من حزب "قاوم" اليساري المتطرف، ناتالي أرتو من حزب "النضال العمالي" اليساري المتطرف، وفيليب بوتو من "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" اليساري المتطرف.

ماكرون الأوفر حظا

يتصدر إيمانويل ماكرون استطلاعات الرأي في فرنسا منذ أسابيع، بهامش يصل إلى 27% من نوايا المصوتين.

وتتوقع الاستطلاعات تأهل ماكرون المنتهية ولايته إلى جولة الإعادة، في مواجهة مرشحة حزب "التجمع الوطني" مارين لوبان.

ومقارنة مع أسلافه، يتمتع الرئيس الفرنسي صاحب الـ 44 عاما بتقييمات شعبية جيدة في نهاية ولايته الأولى. ويرى البعض أن إعلان ماكرون ترشحه قبل وقت قصير من الانتخابات له أسباب تكتيكية.

واستفاد الرئيس الفرنسي من الحرب في أوكرانيا بسبب الالتفاف حول الحكومة في فترات الأزمات، ما أكسبه من 5 إلى 6 نقاط في استطلاعات الرأي، حيث وصلت نسبة التأييد له إلى أكثر من 30% ليصبح الأوفر حظا للفوز بالدورة الثانية.

قضية ماكنزي

لكن حملة ماكرون تواجه أزمة مفاجئة قبيل انطلاق الانتخاات، حيث كشف مجلس الشيوخ الفرنسي عن اعتماد عدد من الوزارات لى شركات عالمية لتقديم الاستشارة في الانتخابات من جانب حملة ماكرون، بدلا من اللجوء إلى شركات محلية ومتخصصين فرنسيين.

وذكر مكتب المدعي المالي الوطني في فرنسا أن التحقيق في غسيل الأموال والاحتيال الضريبي ضد شركة الاستشارات الإدارية الأمريكية "ماكنزي" بدأ الأسبوع الماضي، وذلك قبل أيام من الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.

واستخدم قضية "ماكينزي" من قبل منافسي الرئيس إيمانويل ماكرون لانتقاده، في ظل مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى توقف حملته الانتخابية قبل الجولة الأولى.

وحسب التقارير، فإن شركة "ماكنزي" لم تدفع ضرائب أرباحها منذ عام 2011 على أقل تقدير، كاشفة عن اعتماد الحكومة الفرنسية على شركات استشارية خاصة.

وتتهم "ماكنزي" بتحقيق أقصى استفادة ضريبية في فرنسا، و"عدم دفع الضرائب المترتبة عليها بشكل كامل"،  مع احتمال وجود إشكالية في "تضارب المصالح".

وتطالب المعارضة الرئيس ماكرون بفتح تحقيق فيما تعتبره محاباة عمدت إليها الأغلبية الرئاسية لصالح هذه الشركة الاستشارية.

بينما دافع ماكرون عن موقفه، الأسبوع الماضي، مؤكدا أن الاستعانة بشركات متخصصة في الاستشارات "شيء متعامل به في زمن الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند".

وأكد الرئيس الفرنسي أن "كل ما قام به يدخل في إطار النظام والقانون"، وسط اتهامات صحفية بمشاركة عدد كبير من مستشاري ماكنزي في حملة ماكرون السابقة، وبعد فوزه،  تم تعيينهم في مناصب إدارية وحكومية عدة.

محاولة ثالثة لمارين لوبان

واجهت مارين لوبان ماكرون في جولة الإعادة قبل 5 سنوات عام 2017، وتظهر الاستطلاعات أن حوالي 21,5% من الناخبين يعتزمون التصويت لها في الجولة الأولى.

ويتقدم ماكرون على لوبان بخمس نقاط (26,5%)، لكنا تتفوق  بشكل كبير على مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلنشون (16%) والذي تزداد فرصه أيضا.

وفي محاولة منها لتجنب أي خطأ قد يؤثر على ارتفاع شعبيتها، ألغت مارين لوبان عدة تجمعات هذا الأسبوع.

وتستعد المرشحة اليمينية المتطرفة لآخر تجمع انتخابي كبير في منطقة محسومة لصالحها، يوم الخميس في بيربينيان جنوب فرنسا.

وفي وقت سابق، قالت لوبان في حوار مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" إنه ربما تكون هذه المرة هي الأخيرة، التي ستخوض فيها سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر تنظيمها في شهر أبريل المقبل.

وأضافت أنه في حال فشل محاولتها في الدخول لقصر الإليزيه، فستواصل "الدفاع عن الشعب الفرنسي بكل فعالية" من المنصب الذي ستكون فيه.

وأشارت إلى أن "تأهل ماكرون وميلنشون - مرشح اليسار - إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يشكل كابوسا لملايين الفرنسيين.. لهذا السبب سيقومون بقطع الطريق أمامه".

ميلونسون.. مرشح اليسار الفرنسي

أقام مرشح حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي جان لوك ميلونشون آخر تجمع له قبل الجولة الأولى من الانتخابات في مدينة ليل شمال البلاد.

ويأمل جان لوك ميلنشون صاحب الـ70 عاما في اختراق صفوف الرئيس المنتهية ولايته، ومرشحة اليمين المتطرف، مؤكدا أن سيناريو دورة ثانية بين ماكرون ولوبان "لن يحصل".

وفي عام 2017 ، فشل ميلونشون صاحب الشخصية الكاريزماتية في الوصول إلى جولة الإعادة، بينما تشير أحدث الاستطلاعات لاحتمال حصوله على ما بين 14 و17% في الجولة الأولى.

وفي تجمعه الأخير بأنصاره، الذي تم بتقنية ثلاثية الأبعاد في 11 مكانا مختلفا في جميع أنحاء فرنسا، عرض ميلونشون موقفه بشأن العديد من القضايا بما في ذلك التزام فرنسا بمؤتمر الأطراف ومكافحة تغير المناخ وزيادة الرواتب الشهرية للعمال وموقفه من الحرب في أوكرانيا.

كما أعلن أنه يخطط لإصدار "قانون طوارئ اجتماعية"، يتيح تجميد أسعار الضروريات الأساسية، بما في ذلك الوقود والغاز والكهرباء وبعض المواد الغذائية.

ويريد اليساري المتطرف زيادة الحد الأدنى للأجور، وتقصير أسبوع العمل، وخفض سن التقاعد من 62 إلى 60، وضمان وظائف للجميع وإلغاء ديون القطاع العام، فضلا عن إلغاء خصخصة البنية التحتية، وزيادة الضرائب على الأغنياء، وكذلك الانسحاب من حلف شمال الأطلسي (ناتو).

فاليري بيكريس

عملت بيكريس اليمينية كرئيسة للمجلس الإقليمي لمنطقة العاصمة منذ عام 2015 وعملت أيضاً كوزيرة للبلاد.

وتظهر أحدث استطلاعات للرأي احتمال فوزها بما بين 8و10% فقط من الأصوات في الجولة الأولى.

وتعهدت المرشحة بمراجعة خطط إغلاق المفاعلات النووية، كما اقترحت فرض ضريبة على الكربون ورفع الأجور وإصلاح أنظمة البطالة ومعاشات التقاعد، وخفض الدين العام.

وتعتبر بيكريس محافظفة اجتماعيا، وتصف نفسها  بأنها "أنجيلا ميركل بنسبة الثلثين.. ومارجريت تاتشر بنسبة الثلث"، في إشارة إلى المستشارة الألمانية السابقة ورئيسة الوزراء البريطانية الراحلة.

زمور المثير للجدل

حصل إريك زمور صاحب الـ63 عاما، أحد أبرز مرشحي اليمين المتطرف، على معدلات اقتراع مرتفعة إلى جانب مارين لوبان.

واشتهر بأطروحاته المعادية للإسلام وأدانته المحكمة بسبب ذلك عدة مرات، يصفه البعض بـ"ترامب الفرنسي"، خاصة أنه مناهضا  لسلطات المؤسسات ويصور نفسه على أنه المنقذ للأمة الفرنسية.

وتشير الاستطلاعات إلى احتمالية حصوله على ما بين  9 و11% من الأصوات في الجولة الأولى.

وهو كاتب مثير للجدل اشتهر باستفزازاته في مسائل الإسلام والهجرة والنساء، حيث أُدين في عام 2011 بالتحريض على التمييز العنصري، وفي عام 2018 بالتحريض على كراهية المسلمين.

ويرى أن الهجرة سبب التراجع الجيوسياسي والاقتصادي في فرنسا، فضلاً عن "أسلمة" المجتمع و"تأنيثه".

واقترح زمور إنشاء وزارة "تعيد مليون" مهاجر أجنبي مقيمين في فرنسا، خلال 5 سنوات، ناهيك عن التخلص من المهاجرين غير الشرعيين، والمنحرفين والمجرمين الأجانب، والأجانب المدرجين على سجلات الشرطة، حسب قوله.

وسبق أن اعتبرت مارين لوبان أن ترشح زمور الكاتب البارز في صحيفة "لوفيجارو" ومقدم البرامج المعروف، قد يساعد إيمانويل ماكرون في تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر لها في إبريل 2022.

ورأت لوبان أن دخول إريك زمور السباق الرئاسي سيضعف "المعسكر الوطني" الذي ينتمي إليه، وطالبته بالاستمرار في عمله الإعلامي دون دخول عالم السياسة.

ويوجد عدد من المرشحين يخوضون السباق الرئاسي إلى الإليزيه لكن حظوظهم في الفوز "شبه مستحيلة"، بينهم جان لاسال، وفيليب بوتو وناتالي آرتو، فضلا عن آن هيدالجو عمدة باريس الاشتراكية التي تريد الانتقال من قاعة المدينة بالعاصمة إلى قصر الإليزيه.

يشار إلى أن النظام الانتخابي في فرنسا لا يستخدم التمثيل النسبي، حيث يُنتخب الرئيس والنواب بنظام الدورتين.

ويخوض المرشحان اللذان يحلان في المرتبتين الأولى والثانية في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة، الدورة الثانية الحاسمة.