تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، بعد تصويت 93 دولة لصالح القرار، ومعارضة 24، فيما امتنعت 58 دولة عن التصويت .
وعبر نص القرار عن "القلق البالغ إزاء أزمة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية المستمرة في أوكرانيا".
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا، وتنفي روسيا مهاجمة المدنيين في أوكرانيا.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان، الخميس، إلى أن تعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان هو إجراء "غير قانوني". وتابع البيان أن روسيا تعتبر هذا الاجراء "غير قانوني وذا دوافع سياسية ويهدف في شكل متعجرف الى معاقبة دولة سيدة عضو في الأمم المتحدة تمارس سياسة داخلية وخارجية مستقلة".
وبحسب واشنطن، فإن تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان أكثر بكثير من مجرد خطوة رمزية ويزيد من "عزلة" موسكو على الساحة الدولية منذ الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير.
وردًا على القرار، أعلن نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة جينادي كوزمين انسحاب روسيا من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبارا من اليوم الخميس.
وقال كوزمين في أعقاب تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بتعليق عضوية روسيا في المجلس "اتخذت روسيا الاتحادية قرارا استباقياً بوقف عضويتها في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتبارا من 7 أبريل 2022".
وأضاف أن روسيا تعتبر قرار الجمعية العامة خطوة غير مناسبة ومسيسة. وأكد مع ذلك أن روسيا ستواصل الالتزام بتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان وستواصل "المساهمة في الحوار البناء" حول هذا الموضوع.
وكانت روسيا في العام الثاني من ولاية مدتها ثلاث سنوات في مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف، والذي لا يمكنه اتخاذ قرارات ملزمة قانونا. ومع ذلك، فإن قرارات المجلس تبعث برسائل سياسية مهمة، ويمكنه أن يفوض بإجراء تحقيقات. وفتح المجلس الشهر الماضي تحقيقا في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا، بما في ذلك جرائم حرب محتملة، منذ هجوم روسيا.
وأعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة الخميس خلال زيارة لبلدة بوتشا الأوكرانية أن التحقيق في ملابسات مقتل أشخاص يرتدون ملابس مدنية عثرت السلطات الأوكرانية على جثثهم بعد انسحاب الجيش الروسي من المدينة، سيكون "الخطوة التالية".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث لمسؤول في بلدية بوتشا إن "العالم أصيب بصدمة كبيرة" مما حدث هناك، مؤكداً أن "الخطوة التالية هي إجراء تحقيق".
ونفى الجيش الروسي الاتهامات التي وجّهتها له السلطات الأوكرانية والدول الغربية بقتل مدنيين في بوتشا، مؤكّداً أنّ الأمر برمّته مجرد "فبركات" من جانب كييف.