ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي, وأوضحت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان ( منبع الرجال ): أرضنا أرض معطاءة، عطاؤها -ولله الحمد والمنة- لا ينضب، رجالها ليسوا ككل الرجال، بل هي منبع الرجال الذين يكتبون التاريخ ويكتب عنهم التاريخ، فعبر قرون ممتدة صنع رجال بلادنا تاريخاً يكتب بمداد الذهب، بأفعال شكلت وطننا وأوصلته لما هو عليه من عزة ومنعة وكرامة ورفاه، فلا عجب أن منبع الرجال مازال يفيض ويهب بلادنا المزيد والمزيد، وما أدل على ذلك إلا قيادتنا الحكيمة الرشيدة التي أخذت وطننا إلى آفاق واسعة رحبة بنقلة نوعية أبهرت القاصي والداني.
وتابعت: لا غرو أن يتصدر الأمير محمد بن سلمان قائمة زعماء العالم الأكثر شعبية، فهذا هو موقعه الطبيعي دون مواربة أو مجاملة، هي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة عطفاً على ما يقدمه لوطننا والعالم من خلال نهج يحدد مسار السياسة والاقتصاد العالميين، هذا هو الواقع الذي لا يستطيع أياً كان أن يتجاهله أو أن يغير منه، فهو واقع ملموس صنعته شخصية فذة جبلت على القيادة وصناعة المستقبل، عبر رؤية لم نظن يوماً ما أنها ستكون، فكيف كان لنا أن نتصور أنها ستكون واقعاً يتحقق.
مكونات اليمن.. والنهج الراسخ للمملكة
وبينت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان ( مكونات اليمن.. والنهج الراسخ للمملكة ) : المملكة العربية السعودية تدعم كل ما يحقق أمن واستقرار اليمن وعودته من حالة الحرب إلـى السلام واستعادة الـدولـة وستساند المملـكة جميع الجهود اليمنية، التي تهدف لتحقيق ذلك ومن هذا المنطلق فقد أيدت قرارات الرئيس هادي، وأعلنت عن تقديم مبلغ 2 مليار دولار دعما اقتصاديا لتخفيف المعاناة عن الشعب الـيمني، ودعت لحشد مؤتمر دولـي لـدعم الاقتصاد اليمني، كما حثت مجلس القيادة على التفاوض الجاد مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف الوصول لحل سياسي شامل.. هذا الموقف السعودي يعكس نهجا راسخا وأحد أطر المشهد المتكامل لحرص الدولة على استقرار المنطقة والعالم بما يلتقي مع مكانتها القيادية الرائدة إقليميا ودوليا.
وواصلت : قرار الرئيس هـادي بإنشاء «مجلس قيادة رئاسي» من المكونات اليمنية الـفاعلـة علـى الأرض وتفويضه صلاحياته كرئيس لـلـدولـة جاء استشعارا منه للمسؤولية التاريخية والوطنية والإنسانية في الظروف الـراهنة، الـتي يمر بها الـيمن، واستجابة لمخرجات المشاورات اليمنية - اليمنية، وتقديرا للحاجة الماسة لمواجهة الأزمات، الـتي نتجت عن الحروب بين أبناء الشعب اليمني.. كما أن قرار الرئيس هادي استند إلى الصلاحيات الممنوحة له بموجب الدستور اليمني، وإلى المادة التاسعة من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، التي نصت على ضرورة اتخاذ كافة التشريعات اللازمة لتنفيذ الضمانات الـواردة في المبادرة الخليجية وأهمها تلبية طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا.
سلام اليمن
وقالت صحيفة "البلاد" في افتتاحيتها بعنوان ( سلام اليمن ) : تهيأت فرصة السلام والوئام والشراكة باليمن في أعقاب المشاورات اليمنية اليمنية، التي دعا إليها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، واستمرت عشرة أيام بالرياض، وجمعت أطياف المجتمع اليمني، ومكوناته الراغبة في إيجاد حل للأزمة القائمة منذ سنوات في أعقاب انقلاب مليشيا إيران بقوة السلاح على الشرعية؛ الأمر الذي دعاها للاستعانة بدول التحالف العربي، لتدخل اليمن في صراعات تغذيها أطماع ملالي إيران بالسلاح الفتاك. فيما ينفذ الحوثي الأجندة القائمة على أطماع بلغت مرحلة تفاخر بعض الإيرانيين بالاستيلاء على العاصمة العربية الرابعة في إشارة لصنعاء ذات الانتماء العربي والتي لا يمكن أن تغرد خارج سرب الأمة العربية.
صدمتان .. العرض والحرب
وأكدت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها بعنوان ( صدمتان .. العرض والحرب ): بات واضحا أن الحرب الروسية - الأوكرانية صارت تزيد من ثقل العبء على كاهل الاقتصاد العالمي، ولا سيما الأوروبي الذي تأثر بصورة مباشرة مما يجري على الساحة حاليا في القارة الأوروبية.
ويخشى العالم أجمع حاليا استكمال عملية تآكل النمو الذي تحقق بالفعل في أعقاب محاصرة الآثار الاقتصادية التي نجمت عن جائحة كورونا، فما إن تمت المحاصرة، حتى اندلعت حرب في أوروبا ما كانت في الحسبان. نمو الاقتصاد العالمي كان أقرب للانتعاش منه للنمو المستدام، فالدورة الاقتصادية لم تستكمل بعد لتكريس النمو، حتى أتت تلك الحرب التي بلغت حد التهديد النووي.
وتساءلت : ماذا حدث؟ ارتفعت الأسعار بصورة جنونية ولا سيما على ميادين الطاقة، وإمدادات الغذاء الرئيسة، مثل الحبوب، حتى الأسمدة، في ظل اضطرابات واسعة لسلاسل الإمداد، ليرتفع التضخم الذي أجبر الحكومات على رفع الفائدة لكبح جماحه، ما زاد من الضغوط على الانتعاش أو النمو.
هكذا هي الصورة، التأثير الاقتصادي للحرب في أوكرانيا شكل ما يعرف بـ"صدمة العرض"، وهذه الأخيرة تنتج عن زيادة أو تراجع في المعروض من السلع والخدمات، ما يؤثر مباشرة في قيمة التوازن لها، وهو ما ينعكس فورا على المسار الاقتصادي العام، وتقابلها في الاقتصاد "صدمة الطلب"، وتحدث من فرط نقص أو زيادة في الطلب على السلع والخدمات. وإذا ما استمر حضور "صدمة العرض" على الساحة، سيتأثر الاقتصاد العالمي بصورة أكثر سلبية.
وأضافت : ويبدو واضحا أن مسار الحرب في القارة العجوز لا يعطي أي مؤشرات على نهاية سريعة لها، وإن كانت هناك احتمالات لتوقفها بصورة مفاجئة، بقرار من القيادة الروسية، لكن التصعيد ماض إلى الأمام من جانب الطرفين. المرحلة صعبة على الاقتصاد العالمي ككل، وزادت صعوبتها لأنها تأتي في فترة ما يمكن وصفها بمرحلة "عنق الزجاجة".
صدمة العرض الطويلة، تختلف عن القصيرة أو المؤقتة التي يمكن أن تكون لها آثار إيجابية، في رفع مستوى الإنتاج وانخفاض أسعار السلع والخدمات، فالمخاطر الطويلة أشد خصوصا إذا أتت بعد أزمة اقتصادية عالمية.