قدمت الدكتورة فادية يوسف عبد المجيد أستاذ صحة وتغذية الطفل بقسم رياض الأطفال بكلية التربية جامعة حلوان عددًا من الخطوات المتبعة في سبيل التأهيل النفسي والصحي والجسدي للأطفال لصيام الشهر الكريم، وذلك في ظل حملة توعوية تنظمها إدارة الإعلام بالإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالجامعة وفي إطار اهتمام جامعة حلوان بخدمة المجتمع، واهتمام كلية التربية بالصحة النفسية والجسدية للأطفال خاصةً في شهر رمضان المبارك برعاية الدكتور ممدوح مهدي القائم بعمل رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور حسام حمدي عميد الكلية.
وجاءت توصيات كلية التربية كالآتي :-
أولاً : التهيئة النفسية للطفل :
1-التعريف بالشهر الكريم ، حيث يعد ذلك أولى خطوات تجهيز الصغار لرمضان.
فالأطفال لا يعرفون عن رمضان إلا الزينة والفوانيس، فعليك البدء بالتحدث مع طفلك وتعريفه بالصيام، ولماذا نصوم وتعريفه بفضل شهر رمضان، والجزاء الحسن الذي يمن به الله علينا عند الصيام، وذلك من خلال ذكر آيات القرآن الكريم وتفسيرها لهم بما يتناسب مع أعمارهم ومستوى إدراكهم، والأحاديث النبوية الشريفة عن شهر رمضان، وذكر قصص جميلة عن شهر رمضان وعن الصيام وعن العبادات المحببة في هذا الشهر الكريم تساعد على تحفيزهم وترغيبهم فيه وفي الصيام ، وكيف أننا نمتنع عن تناول الأطعمة والمشروبات لعدد محدد من الساعات.
2-تعليم الصلاة للطفل:
علم طفلك كيفية الصلاة والوضوء، وطريقة الصلاة الصحيحة ، وقم بتخصيص ركن للصلاة ، ولو أمكن جلب ملابس جديدة خاصة بالصلاة لطفلك، ومسبحة ملونة (عداد الأذكار) بالألوان المفضلة لديه، وقم بالحديث عن فضل الذكر، وتعليمه كيف يقوم بذلك علي مسبحته الخاصة الملونة ، سيحب طفلك هذه الفكرة بالتأكيد.
3-تعليم طفلك قراءة القرآن:
وذلك بطريقة مبسطة وبمعدل مناسب لعمره وقدراته ، وإن أمكن إحضار مصحف ملون للطفل وحامل للمصحف لتشجيعه على القراءة.
4-حبب طفلك في الزكاة والصدقات:
وذلك لتربية الطفل على العطاء للجميع ، واجعله يشارك في تحضير الشنط الرمضانية (إن وجدت) وأيضاً وفي توزيعها ، وسيشعل ذلك الأمر حماسه، ويشعره بمسؤوليتنا تجاه المحتاجين والفقراء، وحدث الطفل عن واجب الذكاة والصدقة علينا وفضلها.
5-تزيين غرفة الطفل لرمضان:
أكثر ما يشعل حماس الأطفال عند اقتراب شهر رمضان هي الزينة والفوانيس، وإضفاء أجواء رمضانية لغرفة الطفل ، واحضر فانوس خاص لطفلك، وضعه في غرفته على مكتبه، أو في الركن المخصص للصلاة ، حيث أن ذلك من الأمور الهامة لتأهيل الطفل نفسياً للصيام.
6-توجيه العبارات الإيجابية:
يجب توجيه العبارات الإيجابية المحفزة للأطفال، ووصفهم بالأبطال الأقوياء القادرين على تحمل الصوم طاعة لله تعالى، وشرح فوائد الصوم الصحية والنفسية والأخلاقية بطريقة مبسطة.
7- تدعيم الأخلاق والسلوكيات الإيجابية:
مثل العفو وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة، وفي نهاية كل يوم يتحدث أفراد الأسرة عما تم فعله من خير خلال اليوم ، وضرورة تشجيع الأبناء على أن يفعل كل واحد منهم حسنة يتقرب بها إلى الله ولا يخبر بها أحدًا، تكون سرًا بينه وبين الله، حتى نُعلم الأبناء الإخلاص وعدم الرياء.
8-التدرج وعدم إجبار :
من المهم عدم إجبار الطفل الصغير على الصيام ، وتدرج الطفل في الصيام من خلال صيامه لعدد من الساعات في أول صيام له وإذا تمت ملاحظة أن الطفل يعاني من الإرهاق الشديد والتعب أثناء صيامه يجب أن يتم إفطاره على الفور حتى لا يصاب بمضاعفات.
9-اشغل وقتهم بالمزيد من النشاطات حتى لا يشعروا بالملل ويفكروا في الأكل، مع البعد عن الألعاب التي يبذلون فيها جهدًا كبيرًا ، إلى جانب مكافأتهم وتشجيعهم باستمرار ، لذا أشعروا أطفالكم بسعادتكم وفخركم بهم لأنهم أصبحوا كبارًا وقادرين على الصيام مثلكم.
كل هذه الأمور ستساعد على تأهيل الطفل نفسياً، وتجعله مستعدًا لاستقبال شهر رمضان المبارك وبشكل خاص إذا شارك بها كل أفراد الأسرة، سيدعم ذلك الطفل نفسيًا، وسيكون لديه الكثير من الحماس لصيام أول رمضان له.
ثانياً : التهيئة الصحية للطفل :
أوضحت كلية التربية جامعة حلوان بعض الأمور التي توضح كيفية تحضير الطفل صحياً لرمضان ، وذلك من خلال الآتي :
1-القيام بتدريب طفلك على الصيام، قبل فترة مناسبة من بداية شهر رمضان ، ويكون ذلك بالطبع بعد تناوله وجبة الإفطار، ثم الصيام لعدة ساعات، وزيادة هذه الساعات بالتدريج، حتى يتعود جسده على الصيام.
2-كذلك يجب المباعدة بين الوجبات قبل بداية شهر رمضان بحوالي أسبوعين، فيجب زيادة الساعات بين وجبات طفلك بشكل تدريجي ، على أن يشاركه جميع أفراد المنزل في القيام بذلك.
3-يفضل القيام بعمل فحص طبي لطفلك ، وأيضاً فحص نسبة الهيموجلوبين بجسم الطفل، فإذا كان منخفضاً، فلا يمكنه الصيام إلا عند حل هذه المشكلة.
4-تأكد من أن وزن طفلك طبيعي، وأنه ينمو جيداً. قبل أن يبدأ بالصيام.
5-عود طفلك قبل شهر رمضان، على أخذ قيلولة منتصف اليوم، سيساعد ذلك جسمه على تحمل الصيام.
كما أشارت الكلية لبعض النقاط الهامة التي يجب مراعاتها ، حيث أن الطفل الذي يتمتع بصحة جيدة هو الطفل القادر على خوض مغامرة الصيام لأول مرة، وليس معنى ذلك الصوم طول النهار، ولكن صيام ساعات من النهار تزداد بالتدريج، فقد يكون في الصوم بعض من المشقة بالنسبة للطفل، وخاصة إذا كانت هذه أول مرة يصوم فيها، لذا علينا التأكد من أن صحته جيدة وتسمح له بالصيام. وأنت نتابع ذلك جيداً طوال فترة صيامه.
كما أنه لابد من معرفة أن الطفل قادر على الصيام من عدمه ، وذلك بقرار الطبيب المتابع للحالة الصحية للطفل وليس بقرار الأم، حيث أن طبيب الطفل على علم بصحته الجسمانية ونسبة الهيموجلوبين في دمه، وقدرته على الصيام، وذلك تجنباً لوجود فقر دم مما يؤدي إلى شعوره بالهبوط الحاد، ولابد بالطبع من تقديم النظام الغذائي الصحيح الذي يتناسب مع الطفل.
كما أوضحت الكلية ماهو الغذاء الصحي للأطفال في رمضان ونصائح مهمه لصيام الأطفال كالآتي:
1-اصنع لطفلك وجبات صحية ومغذية أثناء فترة الصيام، واحرص على تناوله وجبة سحور غنية بالبروتين والكربوهيدرات و المعادن والفيتامينات ليساعده ذلك على تحمل الصيام، وعلى التقليل من الشعور بالجوع.
2-إبعد عن الأطعمة المصنعة و المحمرة، حتى لا تتسبب إضرار صحة طفلك أثناء الصيام.
3-تجنب كذلك إفراط طفلك في تناول الحلويات والسكريات، خاصة انتشارها الكبير في شهر رمضان، واصنع لطفلك بدائل صحية مغذية وتمد جسمه بالطاقة اللازمة للصيام.
4-احرص على تناول طفلك لكمية كافية من المياه في الفترة ما بين الإفطار والسحور حتى لا يصاب بالجفاف أثناء الصيام.
5-تابع الطفل جيداً أثناء الصيام لملاحظة أي علامات للجفاف أو الإرهاق الزائد أثناء فترة صيامه.
6-علم طفلك كيف يساعد الصيام جسمه، على التخلص من السموم الزائدة والدهون وأخبره بذلك.
7-اختار الرياضة الخفيفة والألعاب التي لا تستلزم جهداً أو حرق سعرات عالية لتكون هي المعتمدة لديك لطفلك في أيام الصيام.
إن هذه الأمور ستساعد على تحضير طفلك صحياً لرمضان، وستساعد أيضاً على مرور فترة صيام الطفل بأمان.
وفي نفس السياق أوضحت الكلية أنواع الغذاء الصحى للطفل فى شهر رمضان كالآتي:
-التمر: فتناول التمر عند البدء في وجبة الإفطار مهم، وهذا لأنه يحتوي على نسبة عالية من المعادن والفيتامينات الهامة، والتي تساعد على الحد من الإصابة بفقر الدم، وتعويض النقص في السكريات بالجسم.
-اللحوم والدواجن : يجب إدراج اللحوم والدواجن على وجبة الإفطار، وهذا لأنها مصدر مميز للبروتين والذي يساعد على تقوية عظام الأطفال وبناء أجسادهم.
-الشوربة: يجب أن يقدم إلى الطفل في بداية وجبة الإفطار طبق من الشوربة، والذى يحتوى على الأملاح المعدنية والفيتامينات التى يحتاجها جسم الطفل، ومنها شوربة اللحم أو الدجاج، وشوربة العدس أو شوربة الخضراوات.
-الخضراوات: من المهم أن يتواجد على وجبة الإفطار أو السحور الخضراوات، والتي من الممكن تقديمها في طبق من السلطة، وهذا لأن الخضراوات تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن التي تقوي الجسم، بالإضافة إلى احتوائها على الألياف.
-منتجات الألبان: يجب أن تتواجد منتجات الألبان على وجبة السحور، والتي تتمثل في اللبن الرائب أو الزبادي أو كوب من اللبن الساخن، ويجب أن يتم تناولها خلال شهر رمضان بشكل يومي حفاظا على صحة الطفل.