EN 
أكدت صحيفة "الأهرام" في افتتاحيتها، الصادرة صباح اليوم الخميس، أهمية الدراما التليفزيونية في تقوية الوعي وتعزيزه وذلك منذ إنشاء التليفزيون في مصر قبل أكثر من 60 سنة.
وتحت عنوان "الدراما التليفزيونية وتقوية الوعى"، ذكرت الأهرام أنه منذ إنشاء التليفزيون في مصر قبل أكثر من 60 سنة وهو ينهض بدور لا يستهان به، بل يكاد يكون الأهم في تكوين وعى المواطنين فيما يتعلق بقضايا وطنهم المصري ووطنهم العربي، وقد صار من البدهيات أن الأفكار عندما يتم تقديمها على شكل دراما تليفزيونية، سواء كانت أفلاما أو مسلسلات أو مسرحيات أو سهرات تليفزيونية وغيرها، فإنها تكون الأعظم تأثيرا في تشكيل وعى المواطن ووجدانه، وفى السنوات الأخيرة أصبح المسلسل التليفزيوني هو المكون الرئيسي لمتعة وتسلية الناس في الشهر الفضيل بعد أن تراجعت أهمية الكتاب والكلمة المطبوعة على ورق.
وأضافت أن المسلسل يدخل كل بيت ويلقى عقولا قابلة للتصديق، ولذلك فإن الدراما صارت سلاحا لا يستهان به لإعادة ترميم الوعى، وإعادة ثقة المواطن في وطنه وفى مجتمعه، وفى رمضان الحالي يقدم لنا منتجو المسلسلات عددا لا بأس به من الأعمال التى تقوى وعى المصريين وتثقفهم حول ثوابت أمنهم القومى، وظهر ذلك بشكل واضح ومباشر فى مسلسل الاختيار الذى نشاهد حاليا جزءه الثالث، الذى يعد وثيقة لن ينساها التاريخ بالنسبة لما مرت به مصر من مؤامرات فى السنوات العشر الأخيرة، وكيف تصدى رجال مخلصون لهذه المؤامرات فأجهزوا عليها بمنتهى الذكاء والصدق والوطنية وحب الوطن.
وأشارت إلى أننا نشير إلى الاختيار كمثال لكيفية إسهام الدراما فى توسيع مدارك المصريين، ووضعهم فى قلب الحدث بوصفهم جميعا مالكين لهذا الوطن الذى لن يملكه أبدا فصيل واحد، أو طائفة، أو جماعة، مهما يكن حجم تآمرها.
وأكدت أننا لسنا غافلين طبعا عن المحاولات المستميتة من جانب أطراف معينة لتخريب هذا الوطن الحبيب مصر، كما أننا لسنا غافلين عن الأساليب الخبيثة التى يستخدمونها لتشويه الحقائق وتزييف الأحداث بحثا عن تحقيق مصالحهم الضيقة، ومعلوم للجميع أن الإرهاب لم يعد يقتصر على التفجيرات واستخدام السلاح، بل بات هناك نوع أخطر هو هدم الشخصية من الداخل، وهنا تأتى أهمية الدراما، من إنها تقف كحائط صد بالصوت والصورة والوثائق لكل من تسول له نفسه اللجوء إلى هذا النوع الناعم من الإرهاب، وهو إرهاب تزييف الوعى وتخريبه.
واختتمت الأهرام أن هذه المسلسلات بالصدق والمهنية العالية واحترام عقول المواطنين كلما حققت الهدف المنشود الذي هو حماية الوطن والمواطن، وهذا ما تتسم به بالفعل الدراما عندنا فى كثير من أعمالها، ولعل مما يستوجب التذكير هنا أن صانعي هذه الدراما قد تنبهوا إلى حقيقة أن الكذب ليست له أرجل يقف عليها، بينما الصدق هو الذى سوف يصل إلى القلوب والعقول.
