بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق،الحكمة من إباحة الإسلام زواج الكتابيات الذين لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، مؤكداً أنها برهان على من يزعمون بأن الإسلام انتشر بحد السيف.
زواج الكتابيات
وقال علي جمعة خلال برنامج القرآن العظيم المذاع عبر فضائية صدى البلد: "أباح الله تبارك وتعالى الأكل والشرب والزواج من أهل الكتاب، وفي زواجهن يقول الله تبارك وتعالى:" اليوم أحل لكم الطيبيات.." إلى أن يصل لقوله تعالى:"الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ".
وتابع علي جمعة:"يجوز الزواج من غير المسلمين بالشروط التي ذكرها الله وهذا إقرار بعبادتها سواء أكانت تؤمن بالنبي موسى أو عيسى، وهي محبوبة وأم الأولاد"، مشدداً على أن الزواج من الكتابيات كان رداً على من يزعم أن الإسلام انتشر بالعنف والسيف.
وأبان بأنه لما دخل الإسلام مصر، كان هناك 5% من المسلمين، ثم بعد ذلك أصبحت النسبة إلى 25% وهكذا فكان المسلمون يتزوجون من غير المسلمات وينجبون أطفالاً مسلمين حتى شاع الإسلام بأكثر من 90% من المسلمين، مشدداً على أن الإسلام لم يكره أحداً عليه لأنه لا يريد أن ينشء منافقين.
العقود هي اتفاق بين إرادتين
أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، أن العقد الاجتماعي وإن كان فكراً بشرياً إلا أنه يعبر عن علاقة الإنسان بمجتمعه، وهو أمر حثتنا عليه الشريعة الإسلامية.
ولفت علي جمعة خلال برنامج الرمضاني “القرآن العظيم” المذاع عبر فضائية صدى البلد، إلى أن العقد الاجتماعي هو عقد بين الإنسان ومجتمعه، وأننا لو تأملنا الشريعة في أركانها وشروطه، لوجدنا أن الله تبارك وتعالى يقول :"أوفو بالعقود"، وذلك قبل أن يتحدث عن أحكام الحج.
وأبان علي جمعة بأن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نوفي العقد حقه، وأننا لو نظرنا في المجتمعات المتقدمة لوجدنا تقديساً للعقود، وهذه العقود هي اتفاق بين إرادتين، وهو وفاء بالعهد وفيه من الكرامة وعدم الغدر، وعلينا أن نعيش في هذا المعنى وأن نجعله محور أساسي”.
وأشار إلى أن المحور الثاني أن هذا العقد أشبه بالصلة والرابطة التي أباحها الله للمسلمين بأن يتصلوا بالمجتمع والعالم.