قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الخصلة الخامسة التي خص الله بها شهر رمضان الكريم هى صلاة التراويح، وهي شكل من أشكال صلاة الليل، وأجمع المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان، وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح.
وأوضح "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: "التراويح في اللغة جمع الترويحة، يقول ابن منظور: «التَّرْويحةُ فـي شهر رمضان: سميِّت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات؛ وفـي الـحديث: صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بـين كل تسلـيمتـين.
والتراويح: جمع تَرْوِيحة، وهي الـمرة الواحدة من الراحة، تَفْعِيلة منها، مثل تسلـيمة من السَّلام»، فهي قيام رمضان، ولها هيئة مخصوصة، يسلم بعد كل ركعتين، وينوي بها سنة التراويح، وهي سنة نبوية في أصلها، عمرية في هيئتها وعدد ركعاتها.
وأضاف "جمعة": الخصلة السادسة الاعتكاف، وهو لغة الافتعال، من عكف على الشيء عكوفًا وعكفًا، من بابي: قعد وضرب، إذا لزمه وواظب عليه، وعكفت الشيء.
وشرعًا: اللبث في المسجد على صفة مخصوصة بنية، ويدخل المسلم في مكان معد لخلوته بالمسجد بمجرد غروب شمس اليوم العشرين من رمضان، ويخرج من معتكفه بغروب شمس آخر أيام رمضان، ويقضي هذه الفترة في ذكر الله وتلاوة القرآن والتفكر والتأمل، ويقلل من الاختلاط بالناس ويجمع قلبه على ربه، فيجتمع للاعتكاف كثير من الطاعات؛ من التلاوة، والصلاة، والذكر، والدعاء، وغيرها.
وأشار "جمعة" قائلًا: «وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا» [أخرجه البخاري]، ويكون الاعتكاف في هذا العشر الأواخر لأجل طلب ليلة القدر، وهي عند الشافعي -رضي الله عنه- منحصرة في العشر الأخير من رمضان، فكل ليلة محتملة لها لكن ليالي الوتر أرجاها، وأرجى ليالي الوتر ليلة الحادي أو الثالث والعشرين، وعند الجمهور هي ليلة السابع والعشرين.