الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستشار شيخ الأزهر: رمضان له مذاق خاص .. نؤهل 40 ألف وافد لتصحيح الصور الذهنية الخاطئة عن الإسلام.. و"الاختيار" نموذج لترسيخ الوطنية|حوار

مستشار شيخ الأزهر
مستشار شيخ الأزهر يتحدث لـ صدى البلد

مستشار شيخ الأزهر: 

مصر تمتلك رأس مال اجتماعي فريد من نوعه.. والفقير يعطي ويحرص على العطاء

د. عبدالدايم نصير: 

لدينا تراث عظيم جداً والعلماء لم يتركوا شيئا إلا وتحدثوا عنه لكن ما تركوه قد يصلح في زمانهم

 الإعلام والدراما عليهما دور كبير في العودة للقيم والأخلاق خاصة في رمضان 

الدراما الهادفة لا غنى عنها .. وما فعله الاختيار نموذج عملي على دورها في مواجهة التطرف 

التطوير في المناهج الدراسية أمر طبيعي وضروري يتطلب حدوثه كل عام

نعاني من تنامي النعرات وتصدير أفكار في ظاهرها الرحمة عبر التواصل الاجتماعي 

 

تسعى المنظمة العالمية لخريجي الأزهر باعتبارها أحد الروافد العالمية للأزهر الشريف في القيام بدورها في تأهيل وتنشئة آلاف الوافدين حول العالم ليكونوا سفراء رسالة الإسلام الخاتمة بمفهومها الوسطي والمعتدل، ومن خلال لقاء مستشار شيخ الأزهر والأمين العام للمنظمة الدكتور عبد الدايم نصير كشف عن بعض جوانب عملية الرعاية والاهتمام بالطلاب الوافدين خلال إقامتهم في مصر أو عودتهم إلى بلدانهم من خلال فروع الوافدين المنتشرة بعدد من الدول الإفريقية والأسيوية على وجه الخصوص.

وقال "نصير" إن شهر رمضان يشكل فرصة عظيمة لتشكيل عقول وهوية الوافدين الذين يتأثرون فترة دراستهم بمصر بما يرونه من طباع المصريين المحيطين بهم أو المتعاملين معهم، مؤكداً أن مصر تمتلك رأس مال اجتماعي فريد من نوعه حيث يحرص الغني و الفقير في العطاء مهما كانت حاجتهم. وإلى نص الحوار.

محرر صدى البلد مع مستشار شيخ الأزهر

شهر رمضان

في البداية .. كيف استعدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر لشهر رمضان المبارك؟

نحن نعمل على توفير سبل الراحة للوافدين على مدار العام، وبالأخص خلال الشهر الفضيل شهر رمضان، حيث إن الحياة في مصر على مدار هذا الشهر تزخر بكثير من العطاءات فحتى الفقير يعطي، وبالنسبة للوافدين فإن الأزهر يشرف على تعليم حوالي 40 ألف وافد يعيشون إلى حد ما في راحة، يقيمون في مدينة البعوث الإسلامية ويتلقون العناية التامة، فيما يعيش البعض على نفقته الخاصة وهؤلاء يحتاجون إلى العناية والرعاية.

ومصر فيها ما يسمى رأس المال الاجتماعي الوفير، وهو قدرة الناس على العطاء، فالفقير يعطي ويحرص على العطاء رغم حاجته، وبالتالي يضع واجبا علينا أن نواصل ونستمر في ترسيخ هذه الصورة الذهنية في رمضان وغير رمضان.

وفيما يتعلق بالاستعداد للشهر الفضيل فإن المنظمة باعتبارها معنية بهؤلاء الطلاب، تحرص على توفير سبل الراحة والدعم خلال العام وبالأخص شهر رمضان، فيتم تنظيم موائد إفطار الوافدين والتي تأثرت خلال العامين الماضيين بالتدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، وتقديم الدعم النقدي بصفة شهرية، وإقامة المسابقات الرمضانية كحفظ القرآن وتجويده وذلك بجوائز مناسبة ومشجعة، إضافة إلى توزيع كراتين طعام متعددة المحتويات.

الدكتور عبد الدايم نصير

ماذا عن انطباعات الوافدين عن مصر في هذا الشهر؟

نحن نؤمن بأن الوافدين هم سفراء وقوة ناعمة مؤثرة للأزهر ولمصر، حال عودتهم إلى بلدانهم، خاصة فيما يترسخ في وجدانهم من انطباعات وعادات وتقاليد يعيشونها خلال إقامتهم واحتكاكهم بالشعب المصري وما يتلقونه من انطباعات جيدة تتوافق مع كرم هذا الشعب المضياف وما يتدارسونه بالأزهر الشريف حول رسالة الإسلام الوسطية السمحة التي تقوم على الاعتدال دون غلو أو تفريط ويعكسون هذا الأمر حال العودة إلى بلدانهم. 

 

سياق الدراما الرمضاني دائما ما يثير الجدل فيكيف تنظر إليه؟

الدراما والفن أمر لا غنى عنه وهو مؤثر بطبيعة الحال في المجتمع وإذا أردنا مجتمعاً صالحاً، فعلينا غرس صور ذهنية جيدة، وهذا ما نجده في حلقات مسلسل “الاختيار” فهي نموذج عملي للدراما الهادفة، ولترسيخ المواطنة هذه القيمة الفاضلة التي تكونت لدينا حينما نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخرج من مكة مخاطباً إياها بحزن شديد بأنه لولا أهلها وما قاموا به لما خرج، لذا فالوطن ليس حفنة من تراب أو شيء لا قيمة له كما يزعم هؤلاء المتطرفين والإرهابيين. 

الأمين العام لمنظمة خريجي الأزهر 

تطوير المناهج

ماذا عن عملية تنقيح وتطوير المناهج؟

الوافدون شأنهم شأن باقي الطلاب، لكن هناك تحدياً يشكله المجتمع ذاته فهو مؤثر في القضايا الدينية أو السياسية أو ما يحدث من تطور ينعكس على التصرفات، وبالتالي العلاقة بين المناهج والواقع شيء حيوي يجب أن يكون متواكبا ومترسخا في ذهن الطالب كي يستطيع أن يوازن ويتفهم طبيعة ما يدرسه وما يعيشه من قضايا وأمور في بلده.

والتطوير أمر ضروري ولازم، والقائمين على العملية التعليمية يدركون أهميته فلا يستطيع الأستاذ أو المعلم أن يكرر ذاته أو منهجه كل عام، وبالتالي قضية التطوير في المناهج الدراسية أمر طبيعي وضروري يتطلب حدوثه كل عام.

 

ماذا عن قضية التراث وما يثار حوله؟

نحن لدينا تراث عظيم جداً جداً والعلماء لم يتركوا شيئا إلا وتحدثوا عنه مع الفارق بأن ما تركوه قد يصلح في زمانهم، بينما نحن اليوم نجد من التحديات والظروف المختلفة بحكم الواقع لم يتطرقوا إليها لأنها لم تكن موجودة أو ربما تواجدت فتم التعامل معها بما يصلح مع زمانها، وهذا بحكم أن العادة محكمة وكثير من الناس يلتزمون بما هو متعارف بينهم ولا يمكن الخروج عنه، فلم تكن بحاجة إلى أن توعظ الناس مثلاً بأهمية الصدق وحرمة الكذب والسرقة وغيرها، وهذا يحكمه أن المجتمع متقارب وضيق، كالفارق بين القرية والمدينة ففي القرى هناك أمور تحسب وتوضع في الحسبان، خلاف المدينة فمن الممكن أن تشهد أي شيء نتيجة تجاور ثقافات وتربية مختلفة، لذا يلزم تواجد طرق مختلفة كي يبقى المجتمع ملتزماً ومحافظاً.

وباستقراء التراث نجد أن هناك آلاف الصفحات التي تتحدث عن الرق مسموح وممنوع وغيره، لم نعد في حاجة الآن لمعرفتها وقد انتهى زمانه ولم يعد متواجداً الآن، وليس هناك داعي لحشو عقول التلاميذ به، أيضا هناك فارق بين أمرين كدولة أو عقيدة، الدولة كدولة إسلامية لها استراتيجية وأعداء ومؤيدين تتصرف كدولة، وبالتالي قضية القتال نحن لا نقاتل لأجل العقيدة، نعم هناك نصوص قد يتوهم البعض بأنها تحريض على هذا بل إننا نجد البعض يقوم بكتابة الشهادة أسفلها سيف، فلماذا السيف؟!، وكثير من أعداء الإسلام يروجون لهذه الفرية، وباستقراء الواقع نجد أن هناك مناطق حول العالم لم يصل إليها جيوش إسلامية وأسلمت دون حرب أو خلافه ومنها إفريقيا بالكامل وبعض مناطق آسيا.

والسؤال الآن: هل نحن مرآة للإسلام؟، بالطبع تحتاج الكثير، وعلينا تصحيح ما يروج له في الإعلام الغربي بأن الإرهاب إسلامي وخلافه، لذا نقوم بدورنا في إعادة النظر في المقررات والتخلص من الزوائد، إضافة إلى ترك الموضوعات التي لا علاقة لها بمجتمع اليوم، وإضافة توضيحات لما نعيشه اليوم، مثل قضية الجهاد والدولة الإسلامية، دور الدولة، خاصة وأننا أصبحنا نعاني من النعرات المنتشرة وتصدير أفكار ظاهرها الرحمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وباطنها تجنيد لصالح جماعات التطرف والغلو، لذا فنحن نؤمن أنه لا نهاية للتطوير والتجديد.

الأمين العام لخريجي الأزهر 

ماذا نحتاج اليوم كي نستعيد القيم الدينية والمجتمعية المفقودة وننجح في محاربة التطرف والغلو؟

الدور الأول يقع على عاتق الإعلام فرسالته الأولى هي دعم القيم الصحيحة وما يتوافق مع السياسات والأديان، وأن يدرك بأن جميع الأديان تنادي بالأخلاق والقيم ذاتها، وأن يقدم في برامجه النموذج والقدوة للشباب الذي يتأثر ويشاهد من أعمال فنية منها ما يروج لعنف انعكاسه الطبيعي أن ينتهجه بعض المتابعين خاصة الشباب.

كذلك أن ينقل الصور الذهنية التي تبقى وتتوارث، فهناك صور ذهنية عن رمضان ترافقنا في المراحل العمرية، فقد عشنا على سبيل المثال مع "ألف ليلة وليلة" وكنا صغاراً ننتظر هذه الحلقات، والفوازير، اليوم أصبحت القضية مرهونة بالإعلان، وأصبحت التجارة المتحكمة في هذه الرسالة.