هل الوقوع في المخالفات الشرعية يؤثر على صحة الصوم ؟ .. سؤال تلقته صفحة دار الإفتاء بالفيسبوك ، وأجاب عنه الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء قائلا: حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري ، فعندما نسمع هذا الكلام من رسول الله يجب أن نفزع ونخاف على عبادة تعب فيها الإنسان وبذل فيها جهدا كبيرا وهو الصيام ، أن تنقض وترد في وجهه يوم القيامة .
وأضاف عويضة خلال فيديو مذاع عبر صفحة دار الإفتاء أن من كان صائما فليحفظ رأسه وعينه من النظر إلى المحرمات وبطنه من أكل الحرام ، حتى ولو وقع في المعصية وأدى الفريضة فقد أضاع ثوابا كثيرا مما حصل عليه ، لأنه لم يعظم أو يقدر حجم الفريضة .
وأوضح عويضة أن هذه المغاصي لو بعيدة عن المفطرات فهي تنقص من أجر الصائم ولكن صومه صحيح .
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
هل الصوم في الحر الشديد ثوابه أكبر
قالت دار الإفتاء إن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فمن صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.
و أضافت أنه "إذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حرٍّ فإن ثوابه يكون أعظم، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» سنن الدارقطنين، وعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا غَازِينَ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ وَالرِّيحُ لَنَا طَيِّبَةٌ وَالشِّرَاعُ لَنَا مَرْفُوعٌ، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا أُخْبِرْكُمْ، حَتَّى وَالَى بَيْنَ سَبْعَةِ أَصْوَاتٍ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُمْتُ عَلَى صَدْرِ السَّفِينَةِ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ أَوَمَا تَرَى أَيْنَ نَحْنُ؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ وُقُوفًا؟ قَالَ: فَأَجَابَنِي الصَّوْتُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عز وجل عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى أَخْبِرْنَا، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ لِلَّهِ عز وجل فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى يَتَوَخَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ الْحَرِّ الَّذِي يَكَادُ يَنْسَلِخُ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَيَصُومُهُ. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في الشعب وأبو نعيم في حلية الأولياء" ، وعلى هذا، أكدت أن أجر الصيام عظيم ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجرًا.