روى نزيل بريطاني سابق في أحد سجون الفلبين عدد الانتهاكات الإنسانية الكبيرة داخل حدوده واصفاً إياه بأنه «أسوأ سجن في الفلبين».
قال ريموند نراج إنه عندما كان في العشرين من عمره اتهم زوراً بالقتل وقضى 7 سنوات في زنزانة بالسجن مع 30 رجلاً آخر حسب تقرير لصحيفة «ذا صن» البريطانية.
وحصل نراج على درجة الدكتوراة في العدالة الجنائية بعد أن درس في جامعة ولاية ميتشيجا ، وهو الآن أستاذ مساعد في جامعة جنوب إلينوي، ويقوم بعمل دراسة حالياً في زنزانته السابقة عن كيفية إصلاح السجون الفلبينية.
وخلال الفترة التي قضاها خلف القضبان، عاش رايموند على نظام غذائي من الأسماك المجففة، الذي ادعى أنه تركه على حافة المجاعة.
وأضاف: «من المفترض أن يتسع السجن لـ 800 فقط، لكنه يضم الآن 3800 نزيل، فهو مكتظ ومليئ بالأمراض، ورأيت بنفسي تعقيدات إدارة مؤسسة السجن الذي يعاني من نقص التمويل ونقص في عدد الموظفين».
وتابع الدكتور نارانج أن الطعام ليس غير كافٍ فحسب، لكن يمكن للنزلاء في كثير من الأحيان العثور على أظافر صدئة وصراصير تجعله غير صالح للأكل، كما أنه يقدم على فترات غير منتظمة وغريبة من اليوم.
وأشار إلى أنه يمكن أن تسبب الظروف المروعة في سجن مدينة كويزون بالعاصمة الفلبينية مانيلا لمخاطر صحية، مثل: ظهور طفح جلدي ودمامل على الجلد وغيرهما من الأمراض المعدية، كما أصيب بعض الرجال بجلطات نتيجة للنوم في وضعية القرفصاء.
ولفت الدكتور نراج: «النزلاء ينامون في زنازين مكتظة وسيئة التهوية، وإمدادات المياه الصالحة للشرب محدودة للغاية، كما أن الحصص الغذائية بها محتوى غذائي غير كاف، والكارثة أن السجناء المرضى والأصحاء يتم تجميعهم في نفس الزنزانات».
وواصل: «كل شهر في سجن مدينة كويزون، يموت ما يقرب من اثنين إلى خمسة سجناء بسبب المرض، كما يؤدي الملل الشديد وقلة النوم إلى إصابة النزلاء بالاكتئاب وأمراض عقلية أخرى».
وأكمل أن النزلاء يناوبون في النوم على السلالم وأرضية ملعب لكرة السلة وأراجيح شبكية مصنوعة من البطانيات القديمة في السجن الذي مضى عليه ستة عقود، كما يوجد المطبخ بجوار الحمامات دون فاصل حقيقي.
ونبه الدكتور نراج أن الـ 7 سنوات التي قضاها في الجحيم في كويزون سيتي جعلته مصمماً على التحدث عن الفظائع التي شهدها وراء القضبان في كتاب بعنوان «الحرية والموت داخل سجن المدينة» واصفاً فيه الظروف المزرية وانتشار الرشوة والفساد والتعذيب التي تعصف بنظام السجون.
ويقول إن الضباط معروفون بأنهم يجبرون السجناء على التعليق مثل الخفافيش من القضبان لساعات، ويخنقونهم بالبلاستيك، بل ويصعقونهم بالكهرباء ويسكبون الشمع الساخن على أعضاء النزلاء.