الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبوالغيط يحذر من تبعاتها|كيف أثرت الأزمة الأوكرانية على جهود التنمية بالدول العربية؟

الدول العربية
الدول العربية

لا زالت تعاني الدول العربية من تداعيات الأزمة الأوكرانية، التي دخلت يومها الـ41 بدون وجود إي مؤشرات لحل قريب، حيث أن الأزمة الأوكرانية أثرت على السلم والأمن الدوليين.

تداعيات الأزمة الأوكرانية اقتصاديا

وأثرت الأزمة الأوكرانية بشكل ملموس على جميع الدول من ناحية الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار السلع الغذائية وأسعار المواد البترولية "النفط" خاصة الدول العربية، التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الدولتين محل النزاع.

وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأزمة الأوكرانية تركت آثارا سلبية ومتعددة على الدول العربية خاصة من ناحية مستورداتها من الحبوب.

وأشار إلى تأثير الأزمة على ارتفاع أسعار الوقود والبترول وعلى كل جهود التنمية في العديد من الدول العربية، قائلا : "الدولة العربية التي كانت تضع خطط تنميتها على أسعار محددة لسعر النفط ما بين 40 إلى 60 دولارا للبرميل، تفاجأ للحظة أنها وصلت إلى 100 و150 دولارا".

ولفت أن "الأسعار ترتفع في العديد من الأطراف في الإقليم العربي، بشكل يؤثر على رفاهية المواطن العربي، والأمر يؤدي إلى المزيد من الآثار السلبية".

الأزمة الأوكرانية والدول العربية

وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، إن الأزمة الأوكرانية أثرت بشكل ملحوظ على الدول العربية، وتنحصر على الأمن الغذائي وفيما يتعلق بالطاقة والغاز، وذلك لأن هذين العاملين لها تأثير كبير جدا على الأوضاع التجارية والسياسية، سواء في أوروبا أو منطقة الشرق الأوسط أو القارة الأفريقية بصفة خاصة.

وأضاف حليمة، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إمدادات الطاقة من روسيا تمثل نسبة كبيرة من إنتاجها، وفي نفس الوقت يرتبط بحجم الطاقة والغاز على المستوى الإقليمي والدولي، وبالتالي كان يجب لدول مثل السعودية والإمارات دور في ضبط الأسعار، ولكن هناك اعتبارات سياسية لدى كل دولة من دول العالم، في الموقف الذي يمكن أن تتخذه.

وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، أشار حليمة إلى أنه لا شك أن الإنتاج الزراعي سواء في أوكرانيا أو روسيا كان يعتبر مصدرا رئيسيا للموارد لمصر أو بعض الدول العربية الأخرى، وبالتالي أصبح هناك تكلفة عالية جدا فيما يتعلق بالحبوب أو بالزيوت على سبيل المثال.

التأثير السياسي الأكثر تأثيرا

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن هناك العديد من الآثار السلبية على الدول العربية، لكن ربما يكون الأثر السياسي هو الأكثر في هذا التوقيت، لأن الآثار السلبية  للأزمة بدأت على الدول الغربية في موضوعات متعددة، ومنها: حلف الناتو والحلف الأطلسي يتأثر بطبيعة الحال، معقبا: "مازلنا في المرحلة الأولى قبل وقف إطلاق النار".

وأضاف فهمي، خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "الأمر الثاني الذي تأثرت به الدول، هو تقسيم أوروبا إلى دول مؤيدة وأخرى معارضة، والأمن الأوروبي يحتاج إلى أمن أكبر للدفاع عنه وهو أمن أمريكا، وبالتالي عودة نفقة التكلفة والعائد في إدارة الأزمة مع الجانب الروسي".

وأشار فهمي: "الأمر الثالث هو الاكتشاف الأوروبي، الذي يعني حاجة الأمن الأوروبي إلى مراجعة وتقديمات، ولكن هنا الأوروبيون سيرتبون أنفسهم، فيما يعرف باسم الجيش الأوروبي، وألمانيا وفرنسا تفكر الآن في عودة الفيلق الأوروبي".

وتابع: "الأمر الرابع هو تأثير العلاقات الأمريكية الأوروبية من جانب والعلاقات الروسية الأوروبية من جانب أخر، واستمرار أزمة الطاقة والغاز، والأمر الخامس هو تهديد العلاقات الصينية الأوروبية".

نزوح 10 ملايين أوكراني

أما عن الناحية السياسية حاولت أغلبية دول الشرق الأوسط اتخاذ موقفا محايدا من هذا الصراع بين القوى الكبرى وناشدت الأطراف المتصارعة باللجوء إلى الحوار والدبلوماسية لتسوية الخلافات والعمل على حماية الحقوق الإنسانية.

وتبقى كل هذه الآثار السياسية والاقتصادية للأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية على روسيا قائمة طالما بقى الصراع محتدما، أما إذا أدت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا مع الوساطات والجهود الدولية إلى انفراجة في الأزمة والتوصل إلى صيغة توافقية، فقد يؤدى ذلك إلى تهدئة نسبية وتخفيف التصعيد بين الناتو وروسيا، ويظل الموقف الأمريكى معلقا على مدى رغبة الرئيس بايدن فى التهدئة لتخفيف الأعباء الاقتصادية على العالم بما فيه منطقة الشرق الأوسط.

ومن ناحية أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت فى مشكلات كثيرة خلال الفترة الماضية، موضحًا أنه "تم نزوح أكثر من 10 ملايين شخص بسبب الأزمة الأوكرانية، وأن هذا الرقم يعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية".

وأضاف أنطونيو جوتيريش، خلال كلمته بـ جلية مجلس الأمن،:  نطالب بوقف إطلاق النار بشكل عاجل فى أوكرانية، وأن الحرب فى أوكرانيا يجب أن تتوقف في الحال.

وأضاف أن المجلس مطالب بالتحرك من أجل وقف الحرب، وأن أسعار القمح ارتفعت بنسبة 22%  والأرز 21%، الحرب فى أوكرانيا ستؤدى لأزمة غذاء عالمية.