الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوكرانيا تفتح تحقيقا.. القصة الكاملة لمزاعم إعدامات الجيش الروسي لمدنيين في بوتشا

بوتشا
بوتشا

فتحت السلطات الأوكرانية تحقيقا في جرائم حرب محتملة بعد العثور على جثث متناثرة في الشوارع عقب انسحاب قوات روسية من مناطق محيطة بالعاصمة كييف.

 

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كانت مدينتا بوتشا وإربين من المدن الأوكرانية التي تُعد رمزا للمقاومة منذ بداية الغزو الروسي، لكنهما تحولتا إلى مرادف لأخطر الانتهاكات التي شهدتها الحرب الدائرة في البلاد.

 

وقالت السلطات الأوكرانية إنها عثرت على 410 جثث لمدنيين حتى الآن في مناطق حول كييف.

 

ولاذ الكثير من المدنيين بالفرار من المدينة، لكنهم خلفوا وراءهم عددا من السكان الذين كانوا يحاولون تجنب القوات الروسية. وكان ذلك في الفترة التي كانت فيها القوات الروسية تمشط المنطقة منزلا منزلا.

 

ووصف شهود عيان كيف كان الجنود الروس يطلقون النار على الناس أثناء هروبهم بعد عدم السماح لهم بالخروج عبر الممرات الإنسانية. ورأى مسؤولون ومراسلون وصلوا إلى بوتشا عقب مغادرة القوات الروسية دبابات وحاملات جنود مدرعة أمام 20 جثة في شوارع المدينة.

وجمعت منظمة هيومان رايتس ووتش أدلة على جرائم الحرب المزعومة في بوتشا وغيرها من المدن الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية. ونشرت المنظمة تقريرها في هذا الشأن في الثالث من إبريل الجاري، وهو التقرير الذي وثق رواية الأحداث التي شهدتها بوتشا في الرابع من مارس الماضي التي تتضمن أن جنودا روسيين في ذلك اليوم "أجبروا خمسة رجال على الركوع على جانب الطريق ورفع قمصانهم لتغطي رؤوسهم ثم أطلقوا على هؤلاء الرجال في مؤخرة الرأس".

 

وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن الأحداث في بوتشا والأفعال التي قامت بها القوات الروسية في هذه المدينة عقد الأمور بشكل كبير.

 

وأشار الرئيس الأوكراني الذي طالب فيما سبق بمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتفاهم معه، إلى أنه قد لا يكون هناك لقاء بينهما. واعتبر زيلينسكي أن الأمور باتت أصعب، لكنه لم يقطع باستحالة إتمام اللقاء.

 

كما لم يقطع زيلينسكي بتوقف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا من حيث مستوى المفاوضين، وقال فقط إن الأمور أصبحت حرجة وباعدت أكثر بين الطرفين وتفاقمت الأمور، لكنه أردف بأنه ليس لديهم خيار آخر إلا هذا السبيل.

 

وأمس أيضا، خلال جولته في بلدة بوتشا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما قاله اليوم مكررا، حيث صرح مرتديًا سترة واقية من الرصاص وهو يتجول في بوتشا، بأنه بات من الصعب على بلاده التفاوض مع روسيا، منذ أن علمت بحجم الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها.

 

في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية، اتهامات كييف بعمليات قتل جماعي في مدينة بوتشا، مضيفةً: "كل وحداتنا العسكرية غادرت مدينة بوتشا الأوكرانية يوم 30 مارس". كما قالت موسكو إن "الصور والفيديوهات التي تنشرها أوكرانيا من مدينة بوتشا تعد استفزازاً وقد فبركتها كييف".

 

كما نفت وزارة الخارجية الروسية ارتكاب الجيش الروسي فظائع في صفوف المدنيين في بوتشا الأوكرانية، ووصفت التقارير عن ذلك بأنها "حملة إعلامية مخططة ومزيفة".

وقال حساب الوزارة عبر تليجرام: "ظهرت قصص عن بوتشا في العديد من وسائل الإعلام الأجنبية في وقت واحد، والتي تبدو وكأنها حملة إعلامية مخططة".

 

وأضافت: "مع الأخذ في الاعتبار أن القوات غادرت المدينة في 30 مارس أين كانت هذه المقاطع المصورة في الأربعة أيام الماضية؟ اختفاؤها لهذه المدة يؤكد فقط أنها مزيفة".

 

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، أن روسيا ترفض الاتهامات بقتل المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية، فيما علق على استعداد بولندا لنشر أسلحة نووية على أراضيها.


وأوضح أن المعلومات المتعلقة بمقتل المدنيين في بوتشا يجب أن تكون موضع تساؤل جاد، فهناك علامات على تزوير مقاطع فيديو وتزييفات أخرى.

 

وأضاف: "لا يمكن الوثوق بمواد الفيديو التي وزعتها أوكرانيا، فقد كشف خبراء من وزارة الدفاع الروسية عن علامات تزوير وتزييف فيديو".

 

وتابع بيسكوف: "روسيا اقترحت البحث فيما يحدث في مدينة بوتشا الأوكرانية في مجلس الأمن الدولي، لكن مقترح موسكو جرى رفضه".